يعنى بالسرد القصصي والروائي
عناية أخضر/كاتبة لبنانية
أرَدْتَنِي أنْ أَكُونَ لَكَ امرأةً دونَ كُلِّ النِّسَاء, فَكنتُ لَكَ حَوَّاء بِمَا مَلَكَتْ, وَبَعدَ ذلِكَ خذَلْتَنِي!
أَلَمْ تَقُلْ يَومَاً أنَّكَ أَحْبَبْتَنِي؟!
ألَمْ أَكُنْ لَكَ امرأة بِبَراءَةِ الأطفالِ. بِعفَّةِ المَلاكِ, بِصمَودِ اليَاسَمِين تحتَ المَطَر فلماذا هَجَرَتني؟!
أنا المَوؤُودَةُ في صَمْتِي دَفَنتنِي!! وتحمَّلتُ لأجلِكَ عِبْءَ الحَياةِ وتَرَكْتُ لكَ نَفَسِي الأخِير لِتَحيا. وبدلَ أنْ تُكافِئني هَجَرتَنِي!
بأيِّ لَومٍ من اللَّوم أُعَاتِبُك؟
بِبقائي جثَّةً بِلاَ حِرَاكَ كَي ألقاكَ وبدَلَ أنْ تَحتَضِنَني رَمَيتَنِي! بِأيِّ نَوعٍ من الدُّموع أعاتِبُك؟ بِدَمعةِ الطِّفلة الَّتي بكتْ على أعتابِ رُجولتِك فطردتني! بدمعةِ الكَفِّ الّذي وَسَّدَ رأسَكَ بين أحضَانِي حينَ غفوتَ وبعدها صَفعتنِي!
لأيِّ ذنبٍ قَتَلتني؟
سألتُكَ المَزيد فَهَجَرْتَني! ألم أكتفِ بكَ حُلُمي واكتفَيتُ بكَ عَالَمِي فلِماذا غَدَرْتَنِي؟َ
ما الذي افتقدتَهُ عِندي. ألمْ تَسْكُنْ إليَّ ساعةَ ضَعفِك وواسَيتُكَ وواسَيتَني!
ألمْ أنتزِعْ لكَ من مُهْجَتِي إبتِسَامَةً أزرعُها على شفَتَيكَ وأخفَيتُ عنكَ دَمعتي.. ولَمْ أشْتَكِ!
فبأيِّ اللَّوم أُعَاتِبُك.. وقد هَجَرتني؟!