loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

مباريات

breakLine


 

نعيم آل مسافر || كاتب عراقي


في بيت الشرطي
بعد أن أصرَّ على تنفيذ القانون, بحق ابن الشيخ, الذي هدد بمهاجمته في داره تلك الليلة. كانت أمهُ تراقبه من المطبخ بقلقٍ وأسى، وهو مشدود لشاشة التلفاز, متحسساً بندقيته بين حين وآخر. سمعا دوي اطلاق نار في الشارع؛ فقفزَ من مكانه, حاملاً بندقيته, ليرتقي درجات السلم، تمسكت أمه بثيابه: "ألا تسمع؟"...

في بيت الأرملة
"نعم أسمع, ولكن لاتخافي". هكذا أجابها وهو غير عابئ بما يحدث خارج البيت! مستمراً بحركته المحمومة... رغم أنها بردتْ كجثة هامدة, وتوقفَ جسدها عن الإرتجاف. امتقع وجهها, ولامت نفسها, هامسةً له, معبرةً عن إعتقادها بأن هنالك من وشى بهما,... وتوسلته النزول...

في بيت الشرطي
نزلَ, وعاد للجلوس مقابل التلفاز, وهو أكثر حماساً من السابق, واضعاً بندقيته في حجره. جلستْ أمه إلى جانبه, هومتْ عيناها من النعاس، ثم صحتْ على صوت الدوي من جديد؛ فاحتضنت البندقية, لتمنعه من أخذها...

في بيت الأرملة
تركها, وأشعل سيجارة. ثم وضعها في حجره وداعبها؛ فأغمضت عيناها منتشية. فتحتهما مذعورة: "صوت إطلاق نار". أسبلت يدها اليمنى التي كانت على رقبته, واليسرى التي كانت على صدره: "أرجوك".

في بيت الشرطي
"لا تترَجيّ". تركها وركضَ نحو الباب مُصفراً, بأقصى ما يستطيع... تبعته أمه إلى الباب مذعورة, بيدها البندقية, وهي تلطم وجهها: "صفير!".

في بيت الأرملة
"نعم صفير"... قفز, خائفاً, مذعوراً, مرتدياً ملابسه على عجل, ليخرجَ مسرعاَ. تبعته وهي مذهولة! توقفت مرتجفةً عند عتبة الباب الموارب, تنظر إليه...

في الشارع
انسلًّ مرتبكاً, بين الناس الذين يتقافزون فرحين, متحلقين حول شرطي مرور ينفخ بصفارته, مطلقين العيارات النارية في الهواء. كان صديقه الذي أوقفه في نهاية الشارع للمراقبة, وليُصفّرَ كي ينبهه ـ إن رأى ما يريب ـ ذائبا مع الجموع هو الآخر. تنحى جانباً, وبعث لها برسالة من هاتفه النقال: "إطمئني, إنهم يحتلفون بفوز الفريق في بطولة أمم آسيا"