يعنى بالسرد القصصي والروائي
سرية العثمان
كاتبة وشاعرة | سورية
الليل أروقة دهيمة الوحشة؛ تملؤه ريح الصفير وغبار الشمس كمدينةٍ مُكبّلة بالنعيق والثرثرة تنشر عربدتها فوق أصابع الملح؛ تعصر نشوة النهار الصاخب؛ قبل أن يفجؤها الظمأ الهارب لسرابه؛ ولا مطر.. الشخير يفزع معزوفة الماء التي تغتصبُ الضجر كرفرفةٍ من هبوب المزاج السخيِّ تؤجّجُ صولة النضوج يشذبه سهو الغيم الواجف.. درويشٌ يهشُّ على رؤى التبرير على أرض محايدة لا تجترح البكاء؛ يترصّدُ غراب يتموج في فضاء الزرقة الآمن في غفلةٍ من هجعة الغروب الدامي طار بجناحين متأهبين ومخلبين ضاريين يفحتان في طين الأرض البكر لتتفتق الفكرة العظيمة تلك التي غفل عنها البشر حين كانت السماء بلا جريرة كشمسٍ كاسفة مآلها المحو عند قيامةٍ مبتذلة ترى الأرض بعينين مضطربتين تزُفُّ الشعراء أحلامها النارية حين ينتابهم الأرق الأبدي فيصدقونها منذ وهلتهم الأولى..
اكتبني فيروزة في وشمِ قلبك؛ ودع روحكَ تَسري فيَّ نهراً من ياقوت؛ فشِرياني شَرُبَ ملح مطر عيونك، وهاهي مرايا وجهكَ تعكسُ ألف موال غناءٍ يسري في مسراي..
وأراني..
أرقص؛ُ أو أتمايل.. وعلى طوفانك أعلو؛ أو أهبط، تَسجرني نيرانك فوق الموج؛ ثُمَّ أغدو بنفسجةً تنامُ في كفك؛ أَحلُم بنثيث المطر يضوع في صمتي... والريحُ تَضرب الغيم تأسره إلى شواطئي ليغدو قلبي ربيعا.
