loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

ملك العناوين

breakLine

 

 

 فوز حمزة
قاصة  عراقية

 

اعتلى الملك ( سين )المنصة، السؤدد يحيطه، والمجد يختبئ تحت عباءته، والرفعة ترافقه، فانحنت الهامات له بعد أن احتلت هيبة الصمت المكان، إذ لم يعد يُسمع سوى وقع خطواته الرشيقة.
أشار الملك إلى أفراد جيشه العظيم مخاطبًا إياهم بكل قوة، وعزم: 
- قادتي العظماء، دعوتكم اليوم لمهمة جلل، أما موت بشرف، أو نصر عظيم!.
أردف بعد هنيهة:
- الشك لا يراودني لحظة في أنكم أهل لهذه المهمة.. دعوتكم اليوم لنصنع النصر معًا كما السابق.. خصمنا عنيد متكبر، لكن ليس أمام اتحادنا وتآزرنا!.
هنا انبرى الوزير (باء) بالكلام بعد استئذان مليكه بذلك: 
- مليكي  العظيم، الجميع، والتاريخ  قبل ذلك يشهد على إخلاصي لكَ، ولائي أرتديه ثوبًا، لن أخلعه مادمتُ حيًا أرزق.. فامنحني جلالتك شرف القيادة، ستجدني خير معين، وأعدك بأني سأكبل يدا خصمك، وأجعله أسيرك الذليل.
تقدم الملك فوضع يده على كتف وزيره الأمين قبل أن يقول: 
- أيّها الوزير (باء)..  وقوفك معي في مهماتي السابقة التي كان النجاح حليفها يشهد لك بذلك، سأمنحك هذا الشرف، فأنا أعرف أنك أهل له.. سأعلنك الآن قائدًا للمهمة المقدسة.
سرتْ همهمة ارتياح بين الحضور قطعها صوت القائد المخضرم  (كاف): 
- سيدي..  نمْ  قرير العين، تمتع بأحلامك.. لا تشغل بالك بذلك العنيد، أمام هيبتنا لن تقوم له قائمة. ها أنا أعلنُ أمام رفاقي، وأتعهد بعدم عودتي إلّا وأكاليل النصر بيديّ، أضعها بكل تواضع تحت أقدام مولاي الملك المعظم!.
لم تسعُ الفرحة قلب الملك (سين).. فدمعتْ عيناه، ولمعت وهو يوجه كلماته إلى القائد المقدام:
- شكرًا أيَها القائد (كاف).. مجدكَ السابق لا يدع مجالًا للريبة، كيف لا وأنت قائدي المحنك ، خبرتك، وشرفك العسكري يجبراني على أن أنوط لك بقيادة الميمنة لتلقن ذلك المتمرد درسًا لن ينساه.
لم يطلْ الوقت حتى اتفقتْ كلمة قواد الجيش على اختيار( الحاء ) ليكون قائدًا لمنطقة الوسط
لقدرة ذلك القائد على المناورة، والالتفاف على قلاع الخصم، والسيطرة عليها.
هنا أخذت السعادة تحفر مواقعًا لها على ملامح الملك، فظهر ذلك جليًا في نبرات صوته الواثقة. 
أمر قادة جيشه بأن يحتلوا أماكنهم وكان له ذلك..
وعند الفجر، كانت قد اندلعتْ حرب أخرى.. ظل الملك (سين) ينتظر خبرًا من قادته.. يجوب موقعه السّري ذهابًا وإيابًا دون جدوى، وقد اعتراه القلق، والوجل حتى بلغه أن قادته الشجعان كأخف من الريش في الهزيمة.. فخرج يبحث عن (ميم).