يعنى بالسرد القصصي والروائي
عبد الواحد السويّح | كاتب وشاعر تونسي
هاتِ اللّيلَ يا صاح وخلّصْني من هذا الصّباح، مقرفةٌ سقسقاتها
كالحنينِ
إنّي،
برغم ما في عيون التّباشير أكرهُ الألوان وأحتاجُ إلى اللّيلِ
كالماءِ
يا ناء،
عد لي أفترشْكَ وأدسّ همجيّتي لنهتاجَ كثيرا وأمسح أدراني التي تلاحقُها لعنةُ الطّهر، قهرا أستنشقُ الهواءَ قهرا أخلّصُ يديَّ من رجس النّاسِ
والخنّاسُ،
يعوذُ بنفسه منّي وقد حوّلتُ وسوساتِه ثلجا تكتالُ منه الصّدورُ المتلظّيةُ والشّمسُ تشمّرُ أشعّتَها وتسخّرُ الويلَ.
هات اللُيلَ
يا خلُّ، تضجرني أهازيجُ الأرض بأقدامها إنّي عند الحركة بهلوان يستميل العيونَ المفتوحةَ للنّعاسِ
يا ناسٍ،
عُد إليّ كي أُغرق الكون في ويل اللّيلِ ونطفىء النّجوم بالبشر، نجمةً بجثّةٍ وجثّةً بنجمةٍ ونخاتل الشّمس وأطعمكها
آهٍ لو خلّصنا الكونَ من هاتيك العيون وفتحنا مغاورَنا قليلا سنتعلّم ألوانا أخرى ومشاعر أخرى وسيصبح للضّحك طعمٌ كالخيال.