loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

افتراس

breakLine

 

 

 

 

 

عبدالنبي فرج – قاص مصري

 

 

ستقضي علي بنت الحرام، نعم ستقضي عليبجنونها ورغبتها المدمرة ، بهذا اللهيب الذي تغمرنيبه، دون أي اعتبار لسني، لقد تجاوزت الواحدةوالستين ، ولم أعد أحتمل كل هذا الإنهاك المدمر،حتي يأتي على ذهني خاطر أنها رسول موت،  فيهيئتها ليأخذ روحي بطريقة شيطانية، ساخرة،أطرافي  متجمدة وخالية من الحياة حتي أننيشرطت جلدي بموسي ولم ينز دماءً، صقيعيجتاحني في قيظ الصيف، والاستغراق فترات طويلةفي النوم، أكون فيها شبة ميت، ولم يعد لى أصدقاءلأبث لهم نكبتي ، ثم ماذا كنت سأقول؟ زوجتي أمأولادي أصابها سعار جنسي وهى فوق الخمسين!  هذه العجوز الذي ظلت طوال عمرها تنكد علىببرودها ونظرتها للجنس باعتباره سلوكا شائنامهينا، وأن جسمها غالٍ،

 لم أمارس معها الحب أبدا في الضوء،  تفرض علىّالظلام، وتجعلني أمارس الحب مع شبح، ثم حدثلها مرض مثل كل كبار السن حيث بدأت ذاكرتهاتتأكل وتنسي أشياء مهمة مثل الطعام على النار، أواسماء أولادها، فعندما تنادي علي سالم، فتبدأبمحمد، ثم حسين، يا علي يا واد أنت يالي تتغم فيبطنك، أو تقولي لي هو أنت اسمك إيه؟ حتىأصبحت مادة للتندر والسخرية، وفي يوم كنت علىالمقهى أدخن النرجيلة، وعندما عدت ودخلت الغرفةوجدتها ترتدي قميص نوم موف وتضع أحمر الشفاه،لم تكن تضعه بشكل جيد بل حولها لبلياتشو حقيقي،وعلى وجهها ابتسامة مشرقة،

تدر حول نفسها، لم تكن رشيقة فكان دورانها مثيراللرثاء ، استغربت ورغم ذلك أعجبني الأمر، فقد جاءاليوم الذي سأعاشرها في النور ،وقد ضممتها إليوقلت: لن تكبري يا بنت الإيه؟ خلعت ملابسها فبدتكماسة، انخرطنا في الممارسة تألقت فيه بشكلمروع، قامت بأفعال جنونية أخرجتني عن عقليوكانت تخرج من فمي ألفاظ فاحشة فيزيدها شبقاوجنونا، مارسنا الحب وكأننا مراهقون وعندماانتهينا، لم أستطع أن أقوم للاغتسال ونمت فيالحال، قبل أن تخرج  من الحمام، و في الصباحكان جسمي ممزقاً، و مكتئباً وهذا يحدث لى دائماعندما أنام بدون اغتسال، أخذت دشاً بارداواسترخيت ثم وجدتها تدخل علي بالفطور ،وقد كانعسلَ نحلٍ وبيضا في زبدة وقشطة، وهي ترتدي روبامثيرا، وترفع نهديها بمشدٍ، كان هذا فوق احتمالي،لم أستطع الكلام، وظلت  تنظر إلي في شغفوحنان، حتي أنني أسرعت في التهام الطعام كيأبتعد.لم أكن معتادا على هذا الإسراف العاطفي،ولكنني كنت سعيدا ومشبعاً بالفرح، وعندما وصلتالغيط وجدت الأولاد يعملون في الأرض كالعادة،ولأن طبيعتي لم تعتد البطالة فقد كنت أساعدهم فيالزرع والقلع ،فالذي تربي علي الشقاء لا يعرفالراحة ولكن اليوم لم أستطع كانت بي رغبة للنوم،كنت خاملا جدا، شربت شاياً ونمت في الخص حتىميعاد الغداء ،ثم أكملت حتي العصر  وعندما عدنافي المساء وتعشينا مع الأولاد دخلت غرفة النومفوجدتها تغلق الباب وترتدي الروب وتتعطر ثم نامتبجواري على السرير وأخذت تتمسح في كقطة لبؤة،أخذت أقبلها وأمرر يدي علي ثديها ولكن لم تكن بىرغبة، ما هذا الجنون؟ وظلت فترة طويلة تثيرني حتىمارست معها الحب ،الغريب أنني استمتعت فعلاً ،في اليوم الثالث وجدتها أيضا تعاود الكرة، قلت لهالا رغبة لدي ماذا حدث؟ قالت: أنا زوجتك ولم تقتربمني منذ شهور؟ ما الذي حدث؟ قلت: نحن مارسناالجنس مرتين أمس. وأول أمس؟ بدا عليها الحزنوالانكسار وقالت: لم تعد تحب جسمي مثل زمان؟أكيد فيه واحدة غيري، قلت أبدا والله، أقسم لك مافي الكلام ده خالص؟ نحن كبرنا وبيننا عشرة ويللاحسن الختام، قالت: لم أكبر أنا يدوب عندي 17 سنة، أنا لسه كتكوتة شوف، أخذت تدور حول نفسهاثم مدت يدها وعلى وجهها علامة الشقاوة والإثارةومسكت خصيتي وأخذت تفرك فيها؟ شوفت! فرغتهمفين؟ ورب الكعبة فيه واحدة غيري، انفعلت عليهاوارتفع صوتي فأخذت تبكي صعبت علىّ، المشكلةأنني أحبها فهي زوجتي ولن أسمح لنفسي أبدا أنأجعلها مكسورة أو مهزومة أمامي؟

أخذت أطبطب : أنت أكيد نسيتى فقط يا حب؟ إحناعملنا كذا وأخذت أحكى لها، فقالت: خلاص خليهااليوم فقط وبعد كده اختار لك اليوم المناسب، قلتحاضر، لم أكن لدي القوة ولذلك ذهبت للصيدلية وأناخجل فأنا لم أستعمل الكيميا أبدا في العلاقةالجنسية ولكن ما باليد حيلة، طلبت من الصيدليبرشامة فقال لي : عندك القلب: قلت أبدا ولكن ربنايستر، أخذت الحبة وطلبت كوب ماء منالصيدلي،وعدت وقد بدأت استعيد قوتي و طلبتمنها عمل كوب شاي وظللت أشرب في هدوء وهيتجلس أمامي وكأنها ستحلق لى ،وهي متوهجةوخدودها موردة وكأنها لفتاة صغيرة، الحق أقول: كانت تحفة فريدة، كيف غيرت جلدها، كيف انبثقتمن جسدها القديم لتتألق كماسة فريدة في أخرياتعمري، حيث ضمرت الصحة وأصبحت فقط أعدأيامي للقاء الكريم، بعد أن انتهيت من شرب الشايالتحمنا كذئاب مفترسة نهاجم بعضنا نخمشأجسادنا بأظافرنا نعض، ونضم جسدينا بقوة ،نقبلبافتراس، يلتف جسدانا كحيات متوحشة، حتيأنهكنا، وعندما انتهينا خرجت بعرقي وفتحت الدشوظللت واقفا، حيث تتدفق المياه فوق رأسي وأصواتتمخر داخل رأسي كموج البحر الذي يعصفبالشاطئ، خرجت مرهقا، ولحقت السرير وتمنيت منالمولى أن أصاب بالبرد، حتى أنام في السريروأشبع من النوم ولكن لم يحدث فقد قمت بشكلعادي ،وفي اليوم الرابع وجدتها تلعب نفسي اللعبةالمجنونة. فقلت أسف أنا لن أستطيع أبدا معاشرتكهذه الليلة وجدتها تزوم بغضب فتركتها ،وسحبتالبطانية علىّ وأغمضت عيني لأنام ولكن صوتهاجنني فقد كانت تولول تقريبا على حظها العاثر، ثمقالت: بصوت لا لبس فيه، حظي العاثر أوقعني فيزوج عنين، بارد سافل، ماذا تفعل الحرة، كانت هذهالكلمات كسكين في الجنب، ازحت البطانية من علىّوقلت : إنت بتقولى إيه، وصفعتها على وجهها،فسقطت على الأرض وقد أطلقت صواتا، ووجدتأولادي يدقون على الباب، سحبتها وهي في حالةيرثي لها وأنمتها وغطيتها بالبطانية وفتحت جزءًبسيطا يسمح لرأسي بالمرور وقلت: أبدا أمكم تعثرتوسقطت لكن الحمد لله، جت سليمة، أغلقت البابوصالحتها وحاولت فعلا أن أمارس معها الحب ولكنلم تكن لدي رغبة وكنت أشعر بالقهر وأنني لا حيلةلدي وأنني مساق كعبد أو كفحل جاموس، شعور لاإنساني أخذت أعبث بنفسي ولكن كانت مجرد جلدة،خرجت للصيدلي وطلبت برشامة أخري، فنظر إلينظرة تعجب وقال: الاستعمال المتكرر مش حلو، لمأرد عليه، أخذت الحبة وبلعتها بريقي وعدت للبيتعندما رفعت البطانية من على وجهها وجدتها مشرقةبابتسامة سعادة جنونية، قامت واعتلتني ،وأخذتتقبل فيّ حتي تحرك القضيب وأولجته داخلها،وعندما انتهينا كانت في غاية السعادة، وفى اليومالتالي أخذت تناغشني وتقول لي روح الصيدلي ياأبو سامي مع أنننا لم يكن لنا ابن اسمه سامي،كادت روحي أن تخرج فتركت البيت وسرت فيالشارع حتى وصلت لمقر الإسعاف وهناك مصطبةجلست عليها وركنت رأسي على الحائط واستغرقتفي النوم، ولم أصح إلا مع صوت أذان الفجر، عدتللبيت وجدت البيت مقلوب علي، وهى تولول والأولادفي حيرة وغم، دخلت البيت ولم أولِ كلامهم أيأهمية، وعندما قمت من النوم وجدتها تضع أماميطعام حمام ورز فيِ الإفطار، عافت نفسي الأكلوتركت البيت فتشبثت بى كعلقة وأخذت تبكي وتقوللي لا تتركني، بترجاك وكأنها ممثلة هندية فيمسلسل درامي، كدت أبكي من الغم والنكد، جلستعلى السرير وأنا أنظر إليها والدموع تسيل منعينيها، ولا أعرف ماذا أفعل في هذه المصيبةالسوداء، تركت البيت، وقضيت اليوم في الغيط أرتبفي الأمر وأنا عائد للبيت مررت على الصيدلي أخذتبرشامة رغم أنه رفض في البداية ،ولكني أصررتعلى الحصول على الحبة وعندما عدت للبيت وجدتهاعلى هذه الحالة، مارسنا الحب برهافة ونعومة وعندماانتهينا استغرقت هي في النوم عكس العادة، كانتجميلة كعذراء، وبهية كدرويشة ونقية كطفلة، سحبتهاووضعتها على حجري وأخذت أملس علي شعرهاوأدلك في فروة رأسها، كنت أحب ذلك ولم تسمح لىأبدا أن أقوم بذلك، لا أعرف لماذا،  أدلك في رقبتهاووضعت وجهها بين يدي ولويت عنقها بقوة فشهقتوراحت في سبات أبدي