يعنى بالسرد القصصي والروائي
زهير كريم – كاتب عراقي
استيقظَ رجلٌ اسمه (جاسم)، هكذا كان اسمه قبل أن يتحولَ في لحظة الاستيقاظ من بشريّ مثلنا الى ملاكٍ، ليتغير في الحال اسمه الى إسرافيل، فلايوجد ملاكٌ في النهاية اسمه جاسم، بل سيبدو الأمر هزليا حينها، وهذا مالا يقبله أحد بالطبع فضلا عن جاسم نفسه، والذي رفع رأسه من على الوسادة فجرًا، في اللحظة التي كان المؤذنُ فيها قد وصل الى(حي على الفلاح).
فزّت زوجته عندما شعرتْ بحركته المضطربة العنيفة: اللهم صلي على محمد وآل محمد!. كررتها ثلاث مرات على الأقل ثم سكتتْ، أثناء ذلك كانت تنظرُ إليه بريبةٍ وخوف، لكنها _ على الرغم من كلّ هذا_ لم تتوقع أن تسير الأمورُ _ في ذلك اليوم _ الى آخرِ الخط..
وحين قفزَ من السرير، كان قد فعلها بالحماسة نفسها، تلك التي تغمر مَنْ حصل على ما يشبه الكشف، أرخميدس مثلا، أو كما يفعلها مَنْ أُصيب بجنونٍ مفاجئ. تلك الضربة العنيفة التي تُحدثُ في حياة الكائن البشريّ تحولات مصيرية، بل قطيعة كاملة ربما بين عالمين أو تصنع ارضا محروقة لاينبت فيها زرعٌ ولا تعيش فيها حتى حشرة من النوع الذي يتحمل الظروف القاسية كلها.
أنا الراوي أتساءل هنا: هل هناك جنون مفاجئ حقًا؟ لست طبيبا لكني لا أعتقد ان هذا العطب في كيمياء الوجود يجيء يهذه الكيفية، يحدث ذلك ربما في حالة الصدمات القوية التي تضرب التركيب البشري غدرا،
