loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

عربة ماركس المنسية!!

breakLine

 


شوقي كريم حسن || كاتب عراقي

 

 


(هيبة القص  تكمن في إنه يخلق عوالم من الوهم)
الى/أحمد الجنديل...ردا على وقاحة صبي اخرق!!!
*بهيبته الباعثة على التبجيل والاحترام، يجلس محاطا بهالات ضوء، تظهر ببطء،وتتلاشى دون أن تترك اثراً،يبصرها المارة،لترف فوق شفاههم إبتسامات ودودة،تشعل في أعماقهم رضا النفوس، وقبولها،تصدر اوراق السجلات المتكدسة،مثل تلال حطب،حين يقلبها،صريرا  موجعا،يجعله يغمض عينيه،ثم يفتحهما على اتساع الرؤيا،وكأنه يبحث عن لحظة هيام ،اضاعتها المسافات التي جاءت بخطاه،ليستقر دون  ارادة منه،عند هذا المكان الموحش،الفارغ من الالفة، كان يصاب بالذهول ويغشاه الارتباك والذهول، حين تمرق من أمانه ،متعمدة الكشف عن خلاخيلها الرانة،بجكجات تسيل عذوبة، خطوات مهرة نافرة،تبطء سيرها،لتلتفت إليه غامزة بطرف عينها اليسرى، غمزات ممتالية،ترشها بتوابل الابتسام،يطرق قليلا،وبحيرة يرفع عينيه إليها،عله يفهم مقاصدها،لكنه ومثل كل مرة يتسربل بثياب الفشل الفضفاضة،لايدري ماعساه فاعل..يهم بالنهوض،لكنه يتراجع،يهم بقلب السجل المنتظر بين يديه،لكنه يتراجع ،مصابا بخيبة الامل(ما الذي يجعل الكون يتحرك بهذا الاتجاه،دون سواه..كلما وددت الذهاب الى حيث رغباتي،وجدتني الهث وراء الاتجاهات الأصعب مراساً،والاكثر إيغالاً بالمواجع، نبذت الطمأنينة،والمسرات،وارتديت مسوح الباحثين عن حقيقة ما يجري،)
قبل هروبي الأخير،أجلسني المعلم،بين يديه وناولني قرطاسا،وقال امرا/-أكتب!!
فكتبت،دون تدبر بالمعاني،أو رغبة بالسؤال— أنت لن قوى..العبور الى ضفاف المعاني القصية تحتاج الى عدة وقبول،أنت لن تقوى على فعل سبر الاغوار هذا..كن مع الاقرب واترك البعيد يجيء إليك..حيرتك تنث  مطرا مالحاً من الارتدادات التي تزيدك نفوراً..!!
داخت أعماقي،فراحت ترفرف محاولة الهروب،والتخلص من شرود الروح التي  تيبست مثل شجرة صفصاف ،عند مقاصد القول، لا يدري مالذي يشده الى هذه اللعبة  الكثيرة الابتسام،والغنج،والدلال، لاتقبل الاقتراب منه،ولا يقبل نسيانها ،او تجاوز خفقات ثيابها المضمخة برائحة المسك،كيف له تدون هذه اللحظات التي لايريد لها الشيوع، لحظاته الخاصة التي ادمن تكاثرها، ودخول عوالمها من ان تجيء الهندس،ليطوي  فضائح النهار،وسيول اكاذيبه، يرتدي عريه الكثير العثرات،ليرقد مستدعيا الأنثى الايلة الى الاشتهاء،هامسا  —اقتربي..أنت تعذبين أيامي!!
—ولم تريدالاقتراب..عزلتك اقرب إليك؟!!
—من اوحى لك بهذا..وعزلتي  غربة الاختيار!!
—لافائدة ما اصبو إليه لايمكن ان احده معك..أحلم بأن اجوب المدن ورؤية ما اريد..دون انكسار اريد لانوثتي ان تنمو..أنت  فراغ تنازع فراغ!!
تتهشم مرآيا الطيف، متشطية،وبقهر يبدأ بشتلها بين ثنايا جسده المركون مثل قطعة قماش مهملة،لا احد يدري كيف ومتى ظهر الرجل الكث اللحية في قريتنا،سمعتهم يقولون—إنه ما جاءولم يره احد وهو يدخل مرابعنا..لكنهم وجدوه ذات ليلة راعدة ماطره..يخرج من فوة مدفن عتيق.. النسوة المصابات بفشل حرثهن كن يتوسلنه المساعدة رابطات اذيال دشاديشهن بطابوقة ملساء مرسوم عليها وجه خفاش يبتسم،ظلت مصدر حكايات الليل ،التي ما استطاعت كشف السر!!
ويقال،وبحسب مايرويه الاستاذ(حميد المرهون)—أن الرجل الكثيف الشعر جاء من بلاد الفرنجه ليسكن ديارنا المفعمة بالصمت،بعد أن اعلن جهارا..(أن الدين افيون الشعوب،)
لاحقته السن الغوغاء،بعد ان امطرته بوابل من السباب ،وامطار من الحجر،مطالبة برمية في لجج البحر،وهذا ما قام به كهنة المعابد، الذين تضررت مصالحهم،قبل مصالح الفقراء والمساكين!!
وتقول الاسطورة التي دونها،ابن فضيلة الخبازة،—إنه ماجاء ولن يجيء  وما يراه العامة ماهو الا هراء يجب عدم تصديقة..!!
وعند باب الحوش تصرخ ( هيلة مجمان)  ماهو الاصورة جلبها (مجيد الرويض)  الذي اعدمته الحكومة بسبب. كرهه الشديد  للحرب وامتناعه من  المشاركة فيها ،كان يقف عند باب المدرسة المتوسطة هاتفا( مالكم تموتون ليتمجد كرسي زائف )ليلصقها عند كوسر غرفته الطينية، يتحدث عنه ومعه،حتى تحول الى لعابة صبر،وبسعادة راح يدون ما يقال،عن الحروب،وادوات التعذيب،و هوسات الطامعين بكرم الحاكم حتى وإن كان تافها!!
لكن الحقيقة التي اعرفها،تشير الى غير ذلك تماما،( حين سمع العجوز الكثيف الشعر.. أن الموت يمكن ان يزوره قريبا ،حمل كراريسه،وكتبه،وبقايا خطاه،وجاء مؤمنا ان القرى المنسية لايستطيع الموت الوصول اليها، لكنه مالبث ان اصطدم بالحقيقة المرةالتي سمعها من حكيم بالغه العمر— ياسيد نبؤتنا تقول يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ..عد من حيث اتيت ان استطعت عد ؟!!
هز الرجل رأسه،وابتسم،وبهدوء مثير للريبة كتب عند اول صفحات سجل يستخدمه للمرة الاولى— ياله من سؤال ذاك الذي ظللنا نبحث عن اجابته..لماذا نموت ومن اجل ماذا نحيا؟!!
اتكأت الاوهام الى ملحوظة السؤال،المصاب بداء الحيرة،والقحط،عبر فتحات  الوهن الضيقة،ظل يراقب ظلها الجار وراءه،حسرات حناجر،وتأوهات ارواح، وخيبات أمل مكفنة بالعذاب،ما كنت ادري وجوده المنسي عند طرف  القرية القصي طوال السنوات،لا احد يدري هذا الوجود الغامض المثير للريبة،   وحين  همست  بإذني السيدة المحمولة على عربة الضجيج عنوة ،—- بإنها تعرف وجوده!!
قبلت يدها ابتهاجا،ودرت مثل زرزور ذبيح،ارفف بجناحي، اللحظة التي اسست لان اظل لصيقا به، مكتشفاً خبايا عزلته،وترقبه الاتي الذي يقول عنه—لافائدة من انتظار مجهول قد لايجيء..!!
-لكنه قادم لامحالة؟!!
—لا اجد اشارة تدل ما تقول..إن للرجوع  قوة تضيء الادلة وتعلن الطريق..مالذي رأيت،. ومن اعلمك ان للرؤيا اثر ووجود..لا اعلم كم من الدهور مر وأنا كما أنا تيه وسط فيافي البحث والتدوين...الأنسان معرفة وجوده.. والسر احساس بالعجز..لعبة المجهول لاتعني غير محاولة تدجين الارواح..مادمت تود البقاء كف عن محاولة هتك استار الغيب؟!
هززت رأسي بالموافقة،دون التمكن من النظر الى عينيه شبه الذابلتين،كنت اسمعه يتمتم بكلمات لم استطع فك طلاسمها،لكنه حين ازاح السجلات الصارة مثل ابواب عتيقة، ناحيتي،أمرني ان ادون ،عند اول السطر.
—لا حقيقة  سوى إننا يجب أن نستعد  دوما الى رحيل لاندري متى يجيء!!