يعنى بالسرد القصصي والروائي
فروم، فيلسوف الحب
حسن فضل عبود/ كاتب سوري
_ كيفَ حالكَ
_ فروم: بخير
_ ألستَ أنتَ من أُطلِقَ عليهِ فيلسوف الحب؟
_ فروم: نعم... وماذا في ذلك؟
_ ما هو الحبُّ إذاً
_ فروم: الحبُّ يا صديقي هو جوابٌ يملأ الفراغَ الّذي يعيشهُ الإنسان وردُّ فعلٍ ضدَّ القلق والعزلة اتجاه الكون، وهو...
_سارتر مقاطعاً إياه: الحب هو وحدهُ القادر على إشعارنا بأنَّ وجودنا أصبحَ مبرَّراً ومشروعاً.
_باللهِ عليكما ألا تظنّان أنّكما سخيفان كيفَ استطعتم أن تظلما الحبَّ هكذا؟!
الحبّ أسمى من هذا
الحبّ تبادل مشروع ومباشر بين الأنا والأنتَ لا بعاطفة ترتبط بالأنا ويكون الأنتَ مجرّد موضوع أو مضمون، فهو إقرارٌ بالمكانة العليا للشخص المحبوب وليسَ فقط برغبةٍ غريزيّة، وإنَّما هو بالفعل خروجٌ من عزلتنا وكسرٌ لقوقعةِ ذاتنا وفوز على الأنانيّة
فالحبُّ اختلافٌ ومخالفة
تناقضات، انتصارٌ واستسلام
نخالف قواعد الحياة وسيرها لأجله،
نتمرّد على طباعنا وذواتنا
نناقضُ خوالجنا وأنفسنا
نكرِّسُ مشاعرنا، أحاديثنا، أفكارنا، أمنياتنا وطموحاتنا لأجلهِ
وفي النّهاية نستسلم للواقع ونخبّئ الكثير من الأحاديث المكنونة العالقة خلفَ الشّفاه، وعندَ فوات الأوان نبتلعها لتدفن في قاعِ الكلمات فهي تُسرَد بلحيظاتٍ كأنّها من مخاضِ روحِكَ لشدَّةِ ألمها،
وبما أنَّ ثمَّة حقيقة تؤكّد أنَّ الحبَّ يحمل في جوهرهِ بذورَ فنائهِ فلا غروَ بأن يكون
أقسى السّعادات وأجملَ الآلام.
_ فروم: تبّاً لكَ منْ أنت
_ أنا الّذي وهبَ كلَّ ما بحوزتهِ من حب فراحَ بأثرهِ شهيدا
وباتَ مكسوراً ذليلا.
