loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

(في الحقيقة من أنتِ!؟)

breakLine


إبراهيم أحمد الإعيسر  || كاتب سوداني


القمر مثلك وأنت ليست مثل القمر، الشمس هي النسخة الأخرى منك إنها تحجب أشعتها الحارقة في المساء ثم تشرق في الصباح الباكر كأنها تحدثنا أن الحزن والفرح يرحلان ثم يعودان ليحدثان التوازن النفسي - الكثير مسيخ إن لم نقل هو الوباء الذي لم يكتشفه الإنسان بعد في مراكز البحث العلمي - الروح يا عزيزتي نفسها مخلوق يحي ثم يفنى ثم يحي مرة أخرى، بعض الأشجار تثمر كل ثلاثة أشهر، وأنتِ أنتِ أيتها النجمة المتفردة في معالي السماء بقدر كتلة القمر في الرؤية البشرية الناظرة للسماء بين ليل الحلم والتأمل: وحدك من تثمرين طوال العام سعادة وسعادة؛ تستوردين معها بندقية النزوح والتشرد قبل إنشاد صراع تاج بطولة السعادة والسعادة - والإرادة في الأخير وحدها من تنتصر على أوركسترا رصاصة أنانية سلطة الشر..


لكن قلتِ لي ذات يوم الذين يتزوجون من ذات الطينة يحرقون أنفسهم بأنفسهم وأنا أخاف أن أتزوج الشمس لأنجب إنسان من بيولوجية الشمس هو ما سوف (يحرقني) عفواً هو ما سوف يحرق لي الأرض التي زرعت بينها بذور القمح والذرة وأشجار المسكيت نفسها التي لدغت شوكها أرحم لك من لدغة إنسان يحرق الطبيعة بسلاح سذاجة العقل وأنانية النفس المفرطة المتطرفة، قلت لك أنت تخافين زواج الأقارب لأنك تخافين إنجاب المعاقين الذين لا يستطيعون أن يجلبوا لك الماء - وجعلنا من الماء كل شيء حي - وسط نهار شمس الواحدة ظهراً الغائظ الحارق لمن لا يفهم طبيعة الكون وآلام الكون، لكنهم سوف يسرقون حليبك آنفاً وغدراً، إذن أنتِ تبحثين عن الموازنة والموازنة في الطبيعة؛ الطبيعة لأجل الإنسان أم الإنسان لأجل الطبيعة!؟


سألتيني بحيرة ، من أكون أنا!؟ هل أنا الحبيبة التي إغتصبها الإنسان الذي قتل الإنسان من أجلي أنا اللإنسان لأجل الإنسان في قصره العاجي؟
أجبت بثقة راوي عليم: هذا سؤال القارئ فوق العادي ليس سؤالك أنت ولا سؤال القارئ العادي الباحث عن حبيبة تذهب بقدمين بين سطور جوفاء ومبتذلة، حتماً سوف يجدها في عاصمة الأنوار باريس إن لم يجدها في عاصمة الضباب لندن! وأنت لا تدرين بأن حسناوات باريس ولندن ليس أجمل منك شكلاً ولا روحاً لكن المفارقات الجمالية أيتها البهكنة الممشوقة الواقفة على ضفة الموت تكمن في أنهن سرقن المادة التي تصنعين بها عطرك في حالة جهل كنتِ تعيشنها بلذة مستبلدة وأنف بلهاء لا تشتم نتانة رصيفها الإبط المتعرق بحرارة الشمس، ليتميزن عنك بأنهن بعطر شاليمار ومون جيرلان وشانيل شانس وأنت بلا عطر البتة، النتانة يا حبيبتي كادات أن تقتلك لو لا عطفهن عليك بإغاثة العطر نفسه الذي يأتي لك في كل حالة صراع يتداعى فيه الفناء النصفي والأبدي الذي لا تموتين بينه أنتِ بل يموت بينه الإنسان والإنسان.

قلتِ معترضة..

 

قلت: في الحقيقة من أنتِ!؟