loader
MaskImg

السرد

يعنى بالسرد القصصي والروائي

لعبة جهنم

breakLine

 

 

صبحي شحاته/ كاتب مصري


لعبة خطرة غبية مرعبة جدا، اللاعب فيها لا يغادر صفيحة النار إلا ميتا أو يكاد، والصفيحة ساخنة تشتعل تحتها النيران باستمرار دون انقطاع أو توقف، واللاعب يرقص عليها حافي القدمين، يتوقع الجمهور سقوطه في أي لحظة، مع أنه مربوط بحبل طويل، ينعقد طرفه في ماسورة حديد بسقف الخيمة الكبيرة العالي، لكن الحبل لا يرفعه عن الصفيحة إلا إذا تسلق عليه، وهو لا يفعل.

والصفيحة مدورة شاسعة، يصاعد منها صهد حارق كثيف يغيم الرؤية ويحرق العيون، فالنيران تحتها موقدة بأكثر من موقد، موزعون بجوانبها وفي العمق، وكتل نيرانها العريضه تفرش مساحة كبيرة وتتلاقي، فلا تترك جزءا أسفلها لا تذيبه وتصهره تكاد تثقبه وتخترقه وتتصاعد منه.

واللاعب الراقص عاري الجسد، إلا من لباس قصير ملتصق بشدة علي أعضائه التناسلية، وجسده الرفيع الخفيف الرشيق، يرتجف ويرتعش ويئز وينز بالعرق، يتطاير منه كزخات المطر، ويتهاوي علي الصفيحة فيسمع طشيشه المرعب في الهواء، رغم أنه يتبخر قبل أن يلامس الصفيحة الجهنمية.

شيء رهيب.. يذكرك بعذاب الجحيم، بل تري الأخير رأي العين المجردتين، وتحسه بجسدك، وتعاينه وتعانيه معاناة مباشرة حية حقيقية تماما. فهذه اللعبة الأسخف بين ألعاب الرعب في هذا السيرك الفاخر، لا يدخله إلا الأغنياء، فالتذكرة باهظة، ومصاريف التجوال بين ألعابه  الكثيرة بلا نهاية غالية غلوا فاحشا، ومع ذلك مقتظ عن آخره طوال السنة، يتدافع في طرقاته المرفهون علية الناس بالمناكب والأكتاف، يكادوا أن يطرحوا مَن أمامهم من فرط الحماس ويدسونه بلا مبالاة ليعبروا فوقه إلي هذه اللعبة المرعبة أو تلك، خصوصا لعبة جهنم هذه،  دون أن يسأل واحد منهم عن معني اللعب بالنار، ولماذا يحن إلي البدائية والرقص حولها فرحا مسرورا بلهيبها علي وجهه وجسده..

ولطالما رأينا لاعبي السيرك يقفزون وسط حلقة النار، أو يشعلون  كور القطن برؤوس أسياخ الحديد الرفيعة ببخ الجاز عليها، أو حتي إشعال ملابس لاعب حتي تحاصره  النار، فيعمل ببراعة علي نزع ملابسه والخرج منها سالما، غانما دون أن يصيبه إلا القليل من حروقها الطفيفة  المقصودة والمتفق عليها، علي سبيل الخدعة، فلا أحد بمطلع علي عجائب لاعبي السيرك الشيطانية بالغة الذكاء تلك، وذلك حتي يوحي بأنه لم يكن آمنا تماما، وأنه  خارج من تجربة حقيقية لا يستطيعها سواه، ويعاني منها رغم كل مهاراته، كأنه ابن من أبناء النار.

أما هذه اللعبة بالغة الخطر فائقة الجنون فبلا نظير، لم يجربها لاعب سيرك في العالم كله، إلا عندنا نحن المصريون العتاة الفراعين حقا وصدقا، فكأنها الحد الفاصل بين اللعب والجد، والخيال والواقع، حتي تماهي الحد  ذاته، ولم يعد المتفرجون المرفهون العقلانيون يفرقون بين ما يرونه، كأنما لا مجال للعقل هنا، فإذ هم في حال من الإثارة تزداد كلما مر الوقت علي اللاعب وما يزال يمشي راقصا مغنيا، نعم، غناء شجيا عريض الصوت ملعلعا أوبراليا:

- يا دنيا يا غرامي يا دمعي يا بتسامي/ مهما كانت آلامي/ قلبي باحبك يا دنيا.. ترلالالالالالا....

كأنه علي خضرة أرض الجنة، وليس علي الصفيحة الجهنمية الصلبة، تهتز قليلا من فرط اتساعها،  تحت قدميه الرشيقتين، كأنها أقدام عصفور نطاط، عارضا مهاراته وحركاته الأكروباتية وقفزاته العالية  وتقلباته الهوائية، وهبوطه بخفة راقص باليه.

الوقت يتبخر، والجمهور  يتابع  احتراق اللاعب وسلخه حيا، يكاد يجن من الإثارة، العرق ينهمر انهمارا،  والجميع ينتظر أن يمسك بالحبل المربوط حول وسطه وصدره وتحت ذراعيه، ليرتفع ولو قليلا عن الصفيحة، التي احمرت كجمرة النار.

تعالت صرخات الجمهور مجنونة، وقدمي اللاعب لا تكاد تلمس سطح الصفيحة، في حمية من التشقلب والدوران في الهواء حول نفسه، فإذا به أكثر من بارع، وأكثر من مغامر، يواجه أقصي انواع الموت، وأبلغ أنواع الآلام، بلا أدني مبالغة، فظن الجمهور جسده عجيبة من العجائب السبع، قادرًا علي التأقلم مع الحرارة ووهجها ولهيبها ودخانها المتصاعد من أرجاء الصفيحة، منفلتا من أزيز المواقد المفرقع والمطرقع، كأن عيون جهنم الرهيبة تلك تتميز غيظا منه.

أمر بالغ الرهبة، ليس علي اللاعب فحسب، وإنما علي الجمهور أيضا، فكأنه من يتعذب وليس اللاعب فقط.. أي شيطان لعين فكر في هذه اللعبة، ما غرضه، لماذا يودي الإنسان بنفسه إلي التهلكة والعذاب الأليم، لماذا يلعب مع الهلاك والخطر والموت، هل للعذاب جاذبية  تفوق جاذبية الراحة والمتعة واللذة والنعيم..

كان اللاعب العجيب الغريب يشوي شيا حقا، فجسده صار بالغ الاحمرار يميل إلي اللون النحاسي، يلمع بالعرق الغزيز مازال، يطش طشيش المطر الهطال متساقط علي الصفيحة اللعينة المتوهجة المتلظية ذات البخر، ما انفك يصاعد منها، فيهيج عيون الجمهور في المدرجات الدائرية، أدوار فوقها أدوار، حشد حاشد مقتظ  ومدكوك في بعضه، فلا مقعد واحد شاغر، والممرات محشودة، والناس حرفيا علي بعضها، تتعرق بل تنزف نزيف اللاعب.

فالخيمة الضخمة مغلقة تماما، وتظل هكذا، حتي نهاية العرض، وليس بها تكييف واحد، ولا نوافذ تدخل الهواء، صوبة محكمة الإغلاق، أراد مصممها التأثير الكامل علي الجمهور، فيشارك اللاعب شعوره ويتورط في ورطته ويكون معه كتفا بكتف في رحلة الذهاب إلي الحجيم ، الذي يبدو أنه حكم علي اللاعب البقاء فيه إلي الأبد، إذ باتت كلماته وأغانية ورقصاته لا تفيد ولا تمتع ولا تلهي، بل تيئس أكثر، معلنة أنها لا حيلة لها بعد، ولا قوة تلهم اللاعب، وأنما تظهر خيبته وسوء اختياره، وأنه مجبر إجبارا علي هذا، ومضطر اضطرارا، بقوة القضاء والقدر ذاتهما،

فحتي لو كان بحاجة إلي هذه الشغلة الخطرة، بديلا من الجوع، فالجوع أهون وأرحم وأكرم، بل أن أكل الزبالة في الحاويات والمجارير لهو ألذ وأشهي.  

يا للبرودة العزيزة، ويا للماء الضنين، فلا شربة واحدة تبل ريق اللاعب ناهيك عن الجمهور، والغريب العجيب أن الماء موجود بوفرة وافرة  فوق رأسه، زجاجات باردة مثلجة محاطة بمادة تحميها من الحرارة والانفجار، تتدلي بخيوط في الماسورة هناك تحت السقف، يمكنه مد يده، اثناء تقلبه في الهواء، ويمسك بواحدة، أو يصعد بالحبل المربوط علي وسطه، ويبل ريقه.

لكن المغرور العنيد غبي الرأس، لم يحاول ذلك أبدا، كأنه فضل الموت دونه، وذلك طبعا ليدهش الجمهور أكثر بقدراته، رغم أن الأخير لم يكن راضيا، حتي عن قدراته الخارقة تلك، بل  صارخا وباكيا وضارب الأكف بالأكف، ولاطم الوجه، وزاعق عليه:

- انزل.. انزل.. انزل... 
- اصعد.. اصعد.. اصعد..  

بل من الجمهور من انكب علي وجهه باكيا بحرقة، مغشيا عليه، منهارا تماما محتنقا ينازع الموت وسط الزحام والكتمة، فلا هواء وسط الدخان الساخن المنتشر يعبق الخيمة كلها، فبدت حفرة حقا وحقيقة بل قلب الجحيم ذاته، الكل فيها يتعذب، والمدرجات صارت بالايحاء وبالفعل ليست بعيدة عن الصفيحة الجهنمية وإنما عليها، فوقها مع اللاعب، تتلظي وتنبعج وتتمايل وتتشنج صارخة، ومن يريد الخروج لا يستطيع من الزحام، والبخار المتزايد برعب كامل نهائي كأنه أنفاس الجحيم، يحرق الوجوه ويسلخها سلخا..

فجأة سقط اللاعب بطوله علي وجهه فوق الصفيحة النارية، صارخا، غير قادر علي القفز والتنطيط والحنجلة، تحطم وتهاوي، يبكي ويتقلب علي الصفيحة بجنون وفزع، كما تتقلب السمكة علي الشواية، وصوت لسعات  جلد ظهره وصدره المصحوب بالوحوحة والجعير يُسمع الحجر في أعماق السماء، والتصاق لحمه بسطح الصفيحة، وهو يشده في تقلبه فيتمزق ويتفسخ، يصاعد منه البخار والدخان فيما هو يجئر بجنون ويصرخ:

- انقذوني.. اغيثوني.. آآآآآآآآآآآآآآآه

فإذا بالجميع يدفع الجميع أمامه فيسقطه ويدوس عليه في طريق هروبه، وبدت كتلة الجمهور الضخمة تتفرق باتجاه الأبواب الضيقة للخيمة تحطمها وتهرب منها، والغريب العجيب أن من يهرب يجد نفسه يندفع  في ممر جانبي دوار يقوده مرة أخري إلي حيث كان، أمام مقعده بالضبط، فيرتمي عليه يائسا مذهولا مسحورا.

فجأة انفجر صوت مسرسع كانه صوت حارس الجحيم العجوز العاتي  مرعوبا وراعبا وصام للأذان خلال ميكرفونات متناثرة علي أعمدة طويلة في جوانب الخيمة، مصحوبا ليس بأصوات الجماهير الفاخرة المرفهة- الهاربة بلا جدوي في متاهة الممرات الغامضة، توحي بالخلاص ولا تحققه، وتعيد الشارد إلي جحيمه مجددا وقد بهت واذبهل وجن – فقط، وإنما مصحوبا أيضا بأصوات مسجلة لفحيح ثعابين عملاقة، وزئير أسود حمراء وسوداء، وعواء ذئاب عالية الظهور طويلة الناب.. وحفيف الحشرات الخشن الخارجة من باطن أرض الجحيم، أصوات كل المخوفات المرعبات ما ظهر منها وما بطن، أصوات المجهول ذاته، كائنات ليل الغابة الضارية القديمة التي جاءوا إليها يلعبون بنارها.

والدخان يعبق الخيمة كلها مخفيا  تقريبا اللاعب الميت المحترق، والجمهور الذي  لم يسمع الصوت المسرسع وأصوات الرعب فحسب، وإنما بدأ يري  أيضا في العتمة المضيئة بالنار والدخان الحارق، كائنات الفزع الأكبر تظهر له كالكابوس وتهجم عليه هجوما كاسحا غاضبا شرسا وتنقض عليه انقضاضا..

-  هذه كائنات جهنم- قال الصوت الرهيب العجوز المسرسع- فافزعوا ما شئتم من الفزع، فهم من الآن وإلي الأبد رفاق المصير التعس، فلا مهرب أيها الغافلون الاشرار، هذا يوم النار.. بلا حساب.. وانتم الوقود.. فلا رحمة ولا شفقة..

وكان الجمهور في حال الجنون، فالصهد يطلع علي الوجوه يكويها ويشويها والعيون تري كائنات الفزع حشرات رهيبة عملاقة تتسلق جدران الخيمة  وتمشي علي الأسقف وحول الصفيحة الرهيبة الحمراء المتأججه، التي يحترق عليها اللاعب المسكين، وتتجول حيوانات رهيبة مما قبل التاريخ حمراء، وسوداء من نار، تجعر وتصوت  وتزئر وتجري  سريعة خفيفة كالسحر، تهاجم الناس وتحاصرهم وتنقض عليهم، وتنهشهم وتلقمهم وتمزقهم تمزيقا، والناس ماتو موتا كاملا شاملا، فالنواح بلا حد ولا سبت، ولا نهاية.. والصوت الرهيب المسرسع النائح  والضاحك في آن يدوي:

- انظروا.. وتأملوا.. إنها النار، النار، النار المطهرة.

واللاعب يتردد أنينه وسط الفوضي، وهو يشوي شيا، وقد برك فوقه طائران عملاقان ينقران جسده ويمزقانه ويتعاركان علي رمته المتفسخة..
والجمهور رجالا ونساء وأطفالا بكوا دما، ليس علي اللاعب فقط، وإنما علي أنفسهم، وما يلاقونه  من أهوال تفوق الخيال، محترقين ممزقين منهوشين من الضواري الرهيبة القافزة عليهم من الأرض والجدران والسقف.. 
بحت أصواتهم و وجمدت اجسادهم فلا رعشة واحدة بها،  وعيونهم غارت في محاجرها خشية النظر، واستسلموا للمصير الرهيب وخرسوا تماما، ينظرون إلي الحقيقة الحقة..

-انظرور هذا بيتكم الأبدي: النار، النار، النار..   

واللاعب تفرق لحمه ودمه بين مناكير الطيور السفاحة، ولم يبق فيه إلا هيكله العظمي  فوق الصفيحة الجهنية التي اضرمت فيه النار فراح يشتعل كله، بينما الناس في حال ما بعد بعد بعد الذهول والبكاء والندم.. 
وما خطر علي ذهن أحدهم ان يتسائل: 
أهذه لعبة حقا. 
أهذه خدعة  حقا..

الصمت الأصلي عم، ولم، وساد.. صمت الموت القديم الأذلي الأبدي.. فلا صوت هنا إلا صوت  القضم والبلع والطحن والهضم والنهش والتمزيق وعراك الطيور مع الطيور ومع الحيوانات والحشرات فوق الرمم والجثث التي مع ذلك لا تموت ولا تحيا ولا تكف عن البكاء والفزع والأئين.. 
والندم، الندم، الندم..

ومثلما يتحرك النائم في حلمه أو يمشي أثناءه، مد واحد من الجمهور يده يدفعه جنون الأمل، بل أكثر من واحد راح يمد يده ويتحسس جسده، يتأكد من ليس سلامته، وإنما وجوده من عدمه، فيجده ويا للغرابة سليما معافً نابضا بالحياة يشعر ويحس ويعي،  ثم يمد يده ويتحسس أنياب الضبع الرهيب، الذي ينهشه، أو الديناصور الذي يلقمه، أو الثعبان الأناكوندا الذي يطوقه ويعصره.. فلا يجد إلا خيالا متقن الصنع، مجرد أشكال من الضوء، دقيقة بارعة المحاكاة، للحيوانات والحشرات، والثعابين والديناصورات.. إلي آخر السخف الوهمي المرعب الذي يميز لعبة جهنم..

فجأة سمع الجميع صرخة  حادة خشنة صامة للأذان تكاد تهدم الخيمة برمتها، فنظروا مبهوتون فلم تكن وهما وخيالا، فشاهدو الطيور تهرب فزعة من فوق اللاعب الذي يقوم من موته، هيكلا عظميا مومياء فرعونية تحيطه النار كتله من جهنم، راح يتحرك فوق الصفيحة،  ويدور معها مغنيا بصوت جبار بطولي كلي الفرح:

- انسي همومك  وخللي قلبك خالي/ واحبس دمعك ده دمع عينك غالي/ اشرب كاس التهاني، وارقص علي الأغاني/ ده بكره كله فاني/  يا دنيا...

وفجأة ألقي النار من عليه، وخرج منها سالما غانما كما كان من لحم ودم وحياة أجمل، فكأنها كانت بذة يرتديها، أو وشاح يتدثر به، ثم قفز من فوق الصفيحة متشقلبا في الهواء إلي الأرض، وراح يجري حولها ملوحا للجمهور يحيه وينحني له، ويستمر في التشقلب  دون توقف سعيدا برشاقته التي تفوق رشاقة لاعب البالية، وهو يضحك ويغني ويتقصع ويتمايل مثل طفل شقي ...    

يقال أنه بعد كل عرض، وكما هي العادة، يخرج الجمهور في حال من الشرود أو الجنون أو الخبال، والكثير من الناس يتوبون إلي المولي القدير عز وجل شأنه وتقدس اسمه، ويقيمون إقامة دائمة في بيوت الله، إن كانت مساجد أو كنائس خدما للمصلين، والكثير منهم أيضا يطفئ النار في منزله ويبيع كل موقد عنده، والكثير يصمتون تماما ربما شهر أو شهرين، هذا فضلا عن الأحلام الكابوسية التي تستبد بالبعض حتي موتهم، والأغرب من هذا أن ثمة فئة يعيشون كل حياتهم في لا مبالاة تامة، والقليل جدا الذين يعتبرون الأمر طرفة سخيفة.

ضج الجمهور بالضحك، البعض منه راح في البداية يصفق بجنون للاعب وهو يجري ويحيهم، ثم تبعهم آخرون وآخرون حتي راح الجميع يفيقون علي أنهم في لعبة مرعبة وسخيفة لا أكثر، نعم لعبة، مجرد لعبة، راحت أو جاءت، طلعت أو نزلت.. هاهاها.. فإذا بالجميع يضرب في الجميع، ليس باليد تظرفا ومداعبة، وإنما بالحذاء والشلاليت والقبضات والتقلب والتدحرج والتمرغ علي الارض، غارقين  في الضحك المريع المخبول، فرحين كل الفرح..

ولم يسأل احدهم لا الآن ولا  ربما فيما بعد، كيف استطاع اللاعب الكهين الساحر هذا ان يخدعهم هكذا بسهولة، وهل كان ثمة صفيحة نار، أم كانت مجرد خيال وظلال ووهم متقن الصنع..

إن بالسيرك عجائب وغرائب لا مراء في هذا.. لكنني  ليس نيابة عن غيري، ولكن بالأصالة عن نفسي، لا أنصح  أحد بالذهاب إلي السيرك، أي سيرك، وإن ذهب لأي سبب مضطرا، فعليه أن لا يدخل لعبة جهنم تلك أبدا..