يعنى بالسرد القصصي والروائي
سلمى أيمن طوزان/ كاتبة سورية
عامان وثلاثة أشهر من الغربة في منفاك ، عادت دوّامة الحياة لتجمع بيننا بعد ضياع لا مثيل له ، لقاء عينيك بعد عمرٍ من الصّراع ليس بالأمر السّهل، كنت قد قلت لك أنّ حبّكّ كهيكل عظميّ عجز وهو في العشرين من عمره، خلع أدران النّفس ومشى حافياً دون عقل ، ها نحن اليوم كغريبين شاءت كلّ الأقدار أن تُبعدنا ، لكن في الحقيقة دعنا من كُلّ الخرافات وقصص القوّة الّتي يُحيكوها أمامنا فحبل الودّ الّذي بيننا لم ينقطع بالرّغم من ألم قلبي وانقطاعنا المستمر ،لم أعلم مدى صبري إلا من بَعد بُعدك، فأنا لستُ بخير مازلتُ أشتاقكَ وأعدّ اللّيالي ليلة بعد ليلة دون ملل أو كلل، سرطان حُبّك اجتاز كلّ مراحل الفتك بجسدي، لم يعد هناك مُتّسع لأيّ سبيل خارج حدودك ،عناقنا الأخير كان بمثابة عمر انتُشل منّي، دعكَ الآن من كلّ هذا الثّبات الّذي نبدو به، فأعيُننا مازالت كما اعتدنا عليها فاضحة لكلينا ،حاولتُ مراراً وتكراراً أن أشرح لك أنّه مهما توالت الصّدف وسكبت الأيّام لي أكواباً مُتقنة من السّعادة جميعها لا تقارن بك،ولا تشابه نسمة صافية واحدة وأنا معك
أنتَ شيء مختلفٌ كُلياً
تماماً كدعوة الأنبياء والصالحين .
