"أسراب الطيور البيضاء " للروائي الياباني ياسوناري كواباتا

وكالة نخيل عراقي / خاص

صَدَرَت حديثاً في تونس عن دار "الشّنفرى للنشر و التوزيع ترجمة جديدة إلى اللغة العربيّة لرواية " أسراب الطيور البيضاء" للكاتب الياباني "ياسوناري كواباتا" ، قام بها عبر اللغة الفرنسية الوسيطة المترجم والناقد المسرحي الجزائري "جروه علاوه وهبي" ، وبغلاف للفنّان السوري "رامي شعبو".
صدرت الترجمة في كتاب من 210صفحة
"أسراب الطيور البيضاء" هي الرواية التي حصل "ياسوناري كواباتا" بموجبها على جائزة نزبل لسنة1968، ومنها نقتطف للقارئ هنا، هذا المقطع:
"...السيدة أوتا تبلغ من العمر حوالي الخمس وأربعين سنة، وهي تكبر كيكيجي بعشرين سنة على الأقل، لكنها تعرف جيدا كيف تنسيه فارق السن بينهما، والذي كان هو يعتقد أنه ربما يُحرج امرأة هو أقلّ منها سنا، إن اللذّة التي ذاق منها للتو  هي لذّة فريدة مَنَحَتْه إيّاها خبرةُ رفيقته في الفراش، ورغم ذلك فإن الشاب لم يشعر ولو للحظة بالخجل من نقص خبرته، وبدا له أنه يتعرف لأول مرة على ما هي المرأة التي تعرف للأسف مَن هو الرجل، وتعجّب كيكيجي مِن هذا الاكتشاف التام، وهذه اليقظة الكاملة لرجولته. 
لكنه لم يشكّ أبدا في وجود هذه القابلية اللطيفة والعميقة عند المرأة، القادرة على توجيهك وهي تلاحقك. هذه القدرة العاطفية النشيطة والحميمية التي تغرقك في بحر من العطر، هو الذي لم يشعر من قبل إلا بنوع من الاشمئزاز بعد كل رغبة يقضيها في كل مرة اغتنم فيها ما تسمح به حرية العازب، كأن يستغرب من إحساسه بالسباحة في مياه باردة ورغوية وباهتة، كان يعرف أن أيّ واحدة بين كل الرفيقات كان قادرا على إبعادها عنه ببرودة، أو الابتعاد عنها في حين هنا ولأول مرة أحب جسده وشعر بالدفء الحنون في الجسد الآخر، جسد ملتصق به بحنان ممتزج به إلى اللانهاية إلا أنه لم يتعرف أبداً عند امرأة أخرى على هذه الذبذبات اللطيفة، المملوءة بعاطفة لا نهائية وهذا الإحساس الانتشائي والمريح وهو يغذّيه داخليا بنشوة الفاتح المنتصر، الذي تُغْسَل له رجلاه، لكنه في ذات الوقت يشعر كأنه طفل يحلم، ويلجأ إلى الدفء في حضن أمّه. "