loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

أنشطة العراق الثقافية تتعرقل بين الحين والأخر بفعل كورونا

breakLine
2021-07-05

 

تقرير نخيل عراقي \ماس القيسي

انتشار فايروس كورونا الذي اكتشفت أولى حالات الإصابة به في أواخر شباط من عام 2020 في مدينة النجف العراقية، أدى الى توقف حركة اغلب الأنشطة الاجتماعية والثقافية اذ تراجعت منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا على غرار باقي الدول المتاثرة بهذا الوباء، بالرغم من العودة الفقيرة لبعض المناسبات للمحاولة دون الاستمرار بالجمود المتواصل من قبل بعض الهيئات برعاية وزارة الثقافة مع عدم الأخذ بنظر الاعتبار لاحتمالية هجوم موجة ثالثة من كوفيد 19، كما  وقد دفع تطبيق تعليمات السلامة لخلية اللازمة من  إجراءات الحظر الصحي الجزئي والشامل الذي امتد على فترات طويلة خلال السنتين الماضيتين في البلاد، فضلا عن عدم وعي الناس بثقافة التباعد الاجتماعي الذي يضمن سلامتهم في الأماكن العامة،  إلى تضيق الخناق على مجمل حركات النشاط الفني والثقافي بمختلف تفرعاته.


تداعيات انتشار الوباء في العالم على مدار عامين واكثر لم يؤثر سلبا على سير الفعاليات الثقافية والفنية فحسب وإنما تسبب في عرقلة مجرى الحياة الاجتماعية والتربوية و التعليمية أيضا، هذا ما أكدت عليه الناقدة الدكتورة نظلة احمد الجبوري :" تفشي وباء كوفيد 19 أدى إلى توقف الحياة لمدة ليست بالقليلة، ولعل فعل التوقف هذا يعدُّ قراراً دولياً للحفاظ على السلامة العامة لمواطني الدول. ولما تمّ تجاوز الحالة القصوى لتفشيه كان لابد للحياة من إعادة دورتها، بمعنى البدء بممارسة الأنشطة الثقافية بصورة تدريجية مع الحفاظ على إجراءات السلامة العامة، وهو ما تمت ملاحظته في دول العالم". 
منوهة أن تحضر الشعوب مرتبط بمدى سعيه للثقافة بقولها:" تحضر الشعوب يقاس بمستوى ثقافتها، أي أن الثقافة صارت مقياساً نوعياً للتقدم، في الوقت الذي تدل فيه على حيوية هذا الشعب أو ذاك من خلال حضور النشاط الثقافي". مطالبة الجهات ذات الصلة المباشرة باتخاذ خطوات المبادرة لتحريك عجلة الثقافة من جديد، "على الجهات المعنية في العراق ولاسيما وزارة الثقافة أخذ المبادرة في دعم الحركة الثقافية وتوسيع دوائر النشاط الثقافي من مهرجانات وملتقيات وندوات في محافظات القطر كافة، لما تسهم به هذه المهرجانات وتلك الملتقيات والندوات من تفعيل لغة الحوار الهادئ والنقاش الفعّال، وفتح آفاق الفكر والمعرفة، ودورها في سرعة وصول المعرفة والفكر إلى المتلقي مهما كان عمره أو كفاءته أو جنسه". 
 كما ان تسليط الضوء على النماذج الإبداعية يكسر الجمود الحاصل مؤخرا  وبهذا تعقب الجبوري قائلة:" يتوجب رصد الطاقات الإبداعية، أدبية كانت أم فنية، فكرية كانت أم خطابية، فالعراق شكل ومازال يشكل خزيناً ثقافياً وفكرياً ومعرفياً، تراثاً وتاريخاً وحضارةً، معيناً لا ينضب من الموهبة والإبداع والعطاء، والذي يعكس في الوقت نفسه ماهية التنوع الاجتماعي والديني والعرقي لمن يحضر أو يشارك في هذه المهرجانات والملتقيات والندوات الثقافية".  مشيرة إلى 
  إلى "فتح آفاق الحضور الثقافي العراقي في المحافل العربية والدولية الثقافية، يتحقق بإعادة ما يسمى بــــ (الأسبوع الثقافي العراقي) بوصفه تجربة ثقافية تتحقق أولاً في القطر لإحياء الحياة الثقافية فيه، وانطلاقا منه ثمّ إلى تلك المحافل ثانياً، في صيرورة ثقافية عراقية تعمقها وتفعلها العقلية العراقية المبدعة".

من جهة أخرى، يختلف مع هذا الرأي مدير دار نشر المدى ومنظم معارض الكتب التابعة لها، إيهاب القيسي، عادً التراجع الثقافي تقدما من ناحية أخرى بالعودة إلى احتضان الثقافة من قبل منصات التواصل الافتراضي :" لا اعتقد بتراجع الأنشطة الثقافية، بل أنها تزايدت خلال فترات الحظر الصحي وإنما تحولت لتصبح الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  وذلك قد يعود ذلك لكون تلك التطبيقات تقدم سهولة في التلاقي الاجتماعي ما جمع الناس من مختلف مناطق العالم ومن منازلهم ببث حي مباشر ".

اما فيما يخص المعوقات والتحديات التي تواجه القائمين على الأعمال الثقافية يقول القيسي إن :" الخشية على صحة الناس كانت اهم الأمور التي يمكن أن تعيقنا في  مرحلة التخطيط لإقامة أي فعالية ثقافية إضافة إلى الالتزام بتعليمات خلية الأزمة من حظر ومنع تجمعات، فقد كانت حماية الناس هو هاجسنا الأول من خلال نشر التوعية بتطبيق التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات وتعقيم البوابات المؤدية إلى صالات العرض فضلا عن توزيع أجنحة دور النشر  بين عدة صالات ما يخفف الضغط والتجمهر للزوار".

و يؤكد القيسي على ضرورة استعادة حركة النشاط الثقافي مضيفا :"  أهمية النشاطات تكمن في إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد تعود الناس على البقاء في المنازل،  والذي اصبح واضحا ويفضله الأغلبية، لذلك من الضروري جذب الناس من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات المختلفة لتعويدها عل التواجد والمشاركة في حركة السير الثقافي من جديد"، من اجل كسر الجليد الحاصل بينهم وبين مجريات الحياة اليومية.

ومن المؤسسات التي تتصدر في إقامة المبادرات الثقافية، مؤسسة المدى التي تضررت بحكم طبيعة عملها جراء انتشار وباء كورونا ما دفعها خلال تلك الفترة الى ايقاف جميع الأنشطة الثقافية التابعة لها، وبهذا الصدد تقول عضوة فريق إدارة نادي المدى للقراءة في بغداد رند علي، إن :"سبب التوقف هو حرص الإدارة على سلامة الحاضرين المتابعين للأنشطة الثقافية وتطبيقاً للإجراءات الاحترازية الصحية، وقد كان بيت المدى في المتنبي يقيم جلستين كل أسبوع تقريباً، جلسة نادي المدى للقراءة، يتم بهذه الجلسة مناقشة كتاب أو رواية بحضور مؤلف الكتاب أو احد الصحفيين والنقاد، وكذلك جلسة عراقيون للتحدث عن احد الكتب أو سيرة احد المبدعين العراقيين، او من المبدعين الذين كان لهم تأثير على المجتمع العراقي وللأسف بسبب الجائحة توقفت جميع هذه النشاطات،  وإدارة مؤسسة المدى الراعية للأبداع دائماً بانتظار زوال الجائحة لاستئناف فعالتها".

المستوى الثقافي يتراجع باستمرار من عدة نواحي وفقاً لرأي العضو المؤسس في فريق عراق الامل، فهد نجيب عبد الرحمن، :" في الحقيقة يعد هذا الموضوع في غاية الأهمية، 
بالنسبة للمستوى الثقافي فأني أرى أن مُتصنعي الثقافة أصبحوا كثر ، ومنهم شخصيات ثقافية كبيرة في المجتمع، 
لكني أرى أن المستوى الثقافي في تراجع مستمر وملحوظ رغم أننا نمتلك إمكانيات شبابية رائعة يحاولون باستمرار إنقاذ ما تبقى، من خلال ما   
يزرعون من أمل ومحبة".

تقييد الناس بدعوى سلامتهم من خلال فرض قوانين صارمة لن يجدي نفعا، هذا ما يعتقد فهد  مضيفا بقوله:" ليس من السهل القضاء على كوفيد-١٩ من خلال هذه الإجراءات التعسفية التي تتخذها الدولة دون دراسة ودون اي تدبير وترتيب، أذن هي تنقلب سلباً على كاهل المواطن البسيط فقط ولا تحد من الإصابات". مؤكدا على ان دوره كناشط دائم ومتفاعل مع حركة سير الأنشطة الثقافية، يكمن في " الترويج والدعم في حث دائرتي المحيطة من المعارف، وان كان باستطاعتي ان اقدم اكثر  في هذا المجال لكنت اول من يتصدر" مشيرا الى ضرورة استمرار الأنشطة الثقافية كي "تبقى بغداد عاصمة العالم في المعرفة والثقافة التي لطالما لصق أسمها بالعلم".

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي