loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

الكاتب و الشاعر السوري عصام باصيل يوسف بين قوة الإبداع و غزارته

breakLine
2021-06-30

 

تقرير خاص بوكالة نخيل عراقي

 

تكاد تكون سوريا من أكثر البلدان خصوبةً شعراً و فناً فلا تخلو أي مدينة صغيرة أو نائية من شاعر أو رسام أو مطرب.
يقف الشعر السوري اليوم على قدميه متعافياً رغم ما تمر به البلاد من أزمات إقتصادية و سياسية و ليس لأن الإبداع يولد من رحم الإبداع كما يشاع إنما لأن الجينة السورية جينة مبدعة فطرياً ففي هذه الأرض تم العثور على أول نوتة موسيقية، إنها البلاد التي تعيد تشكيل العالم على هيئة أغنية إذن. 
ومن تلك المواهب الكاتب و الشاعر و المحامي عصام باصيل يوسف وهو من مواليد مدينة اللاذقية، 
صدر له عمله الأول عن دار الحوار اللاذقية سوريا وهو ديوان شعري بعنوان  ولادة من الروح عام ٢٠١٨
ثم عمله الثاني الذي صدر عن دار دال للفنون و النشر في دمشق سوريا عام ٢٠١٩ بعنوان :بقايا في الذاكرة وهو عبارة عن نصوص
نثرية بعد ذلك تبعهما عمله الثالث الذي صدر عن دار المكتبة العربية _ القاهرة _ مصر 
بعنوان  سطر على الورق عام ٢٠٢١ وهو نصوص نثرية أيضاً وهو متعدد المواهب يكتب الشعر الفصيح و المحكي  و له قصائد باللهجة العراقية أيضاً . 
و له العديد و الكثير من الأعمال التى لم تنشر بعد بما فيهم أعمال روائية وقد يصدر أحد أعماله قريباً عن دار الساقي في لبنان.
تتميز قصائد عصام باصيل يوسف بسلاسة لغتها و غنائيتها و كذلك بانطوائها على أفكار و رؤى خاصة إذ تبدو قصيدته نصاً معرفياً لا شعرياً فحسب.
مختارات من إبداعات الكاتب 
١/ من كتابه "سطر على الورق":-

( 1)
لم ْ يُولدوا بأسمائِهمْ
فالأسماءُ  أَطباقُ  مَائدة ِ الموتْ
يَنتقيْ  مِنّها مَا يَشاءْ
ويترك ْ مَا بقيَ  للعشاءْ
لذاك َ خَلعوا أسماءَهُمْ
حَطّموا أوثانَهُمْ  وأصنامَهُمْ
وكَتبوا على جباهِهمْ  اسمَ  الوَطنْ
وَمضوا يعانقونَ  الأبديّةْ ؟!.
( 2)
وَضعوا كلماتي
على أسنّة ِ الرّماح ِ فَسالت ْ مِنها الحُروفْ
كيف َ لقصيدتيْ
      أنْ  تكتملَ وفي القلبِ  آلافُ الجُروحْ ؟!.
( 3)
أحاولُ  أنْ  أسْرُق َ
منْ  عُمرِ  الشّمسِ  شُعاعَ  نورٍ
يُبدّدُ  ظُلمةَ  الوجدانْ
أحاولُ  أنْ  أنسى
مَا  كانَ  في الأمْسِ
      كيْ  لا  يموتَ  في داخلي الإنسانْ ؟!.
(4)
أَرى وجوهَ الناس ِ وكأنَّ ظِلالها
أشباحُ أفواه ٍ تَلتقمُ  القهرَ  في  ذُلّ ٍ وهوان ِ
وكأنَّ الرؤوسَ  خَافضة ٌ  تلَوي أَعناقَها
     فهلْ باتَ  الكبرياءُ  قَزماً بِلا اسمٍ  أو  عُنوان ِ ؟!.
 
( 5)
في كُلِّ يوم ٍ
أُعلّقُ حُلمَ  الليلة ِ الماضية على مشجب ِ الوّهمْ
وأُلقي على وسادتي المُبلّلة ِ بالدّموع ِ سُهادَ  الأمْسْ
حتّى إذا مّا برزتْ الشمسُ بأنيابِها
نهشتْ صدرَ الليل ِ فأضحى مُضرّجاً بالدماءْ
توسّدَ الليلُ عُكّازَهُ ولاذَ بالفرار ِ إلى السماءْ
فيما تربّعت ِالشمسُ على عرشٍ منْ غيوم ٍ بيضاءْ
تطلُّ على نافذتي بعيون ٍ حَمراءْ
فتحيلُ حُلمي إلى شبح ٍ يتسلّلُ إلى ذاكرتي
هُناك حيثُ ترقدُ آلافُ الأحلام ِ المنسيّة ؟!.
( 6)
مَا زلتُ أشدُّ
أطراف َ الحُلم ِ في كلِّ  مساءْ
وأبلّلُ  وَسائدي بالدموعْ
إلى أن ْ يُعرّيَ  الضوءُ  عينيَّ
وتتلاشى الصّورُ  بوجلٍ  وخَشوعْ
فَيرخي الألم ُ قبضتي وأَعلمُ
      بأنّ َ بعدَ الرحيلِ  لا رجوع ْ؟!.. لا رجوع ْ؟!.
 
( 7)
مَا طعمُ  الحْرف ِ
إذا جَاعتْ  الكلماتْ
ومَا نفعُ  الرّيشة ِ
إذا اكتست ْ بالدِّماءْ
كيفَ  أُلملمُ  أشلاءَ  قَصيدة ٍ
      عَلى مرسَمٍ  حُكمَ  عليهِ بالفَناءْ ؟!.
( 8)
وكأنّي مِنذُ عَشقتُك ِ
وعينيَّ  لا تعرفُ  إلاَّ  السُّهادْ
إنْ  تلّوى الحَرفُ  في قَصائدي
لا تتعجّبي
فلونُ  عينيّك ِ لكلماتي المِدادْ ؟!.
( 9)
مَا أنْ  أُغلقَ  عينيَّ
حتّى يزورُني طَيفُك ِ
فيسامرُني إلى الصَّباح ْ
إلى أنْ  يُعلنَ  الفَجرُ قُدومَهُ
فأفتحُ  عينيَ  ليتسلل َ صوتُك ِ
منْ  نافذتي مع  الرياحْ
أقضي ساعات َ يومي
تَسكنُين َ خَيالي
     ومنْ  قال َ بأنّ َ في العشق ِ ارتياحْ ؟!.
( 10)
مَا الحياةُ إلاَّ  نِزالاً
يَحتدمُ بينَ الروح ِ والجسد ِ
وكأنَّ الأيامَ  بيادق ٌ
     تَبذل ُ نفَسها على رُقْعَة ِ العُمر ِ ؟!.
 
 
( 11)
لا تَفتقِدْ غَداً أنتَ لستَ  نَاظرَه ُ
إنْ   كانتْ الرؤية ُ في الليلِ تُحتَجبُ
وعِشْ يومَكَ  وكأنَّ  العُمرَ  فَاقدُه ُ
لا  يَضمنُ  العُمْرَ
    منْ   كانَ  للأقدارِ  يَحتسِبُ ؟!.
( 12)
لا تنتظرْ  مِنَ  الحياةِ أنْ  تُهديكَ العُّلا
فَما بعدَ العُلوِّ  إلاَّ  إِخْفاقُ
فإنْ  لمْ  تَفهم مَعنى الحياةِ  فإنَّما
لنْ   يَزيدكَ الفشلُ  إلاَّ  إرْهَاقُ
لا تلتئمْ  جُروحُكَ  بالبكاءِ عليها
    بلْ دَعْها وامضِ فلمْ  يَنتهي السِبَاقُ ؟!.
( 13)
مَا الحياةُ إلاَّ شِراعُ سَفينةٍ
يُصادمُ الموجَ  بكبرياءٍ و عُنْفوانِ
لنْ تهدأَ الريحُ طَالما لمْ  تخبوْ
في داخِلكَ  الأحلامُ والأماني
لا  يُعابُ الفارسُ على ذلّةِ حِصانٍ
مَا لمْ يرضى بالذُلِّ والهَوانِ
فَعجِّل خُطاكَ  إنْ اليومَ  مُرتحل ٌ
فَكمْ منْ حُلم ٍ تلاشى في ثواني
لا تُسألُ الأقّدارُ عنْ وجهتهِا
 لطالما كانتْ الأقّدارُ طَيَّ  الكُتمان ِ؟!.
( 14)
إنْ تشظَّى النومُ في عيون ٍ أرّقَها الدّمعُ
فكيفَ  لا يعلوْ على الصّمت ِ الصِّياحْ
إنْ تلكّأَ الحرفُ عنْ البوح ِ  بِما يَعتملُ  في الصَّدر ِ
غَفتْ القصيدةُ على سطر ٍ  مِنَ  الجِراحْ ؟!.
 
( 15)
القصيدةُ  أُنثى فَاتنة ٌ
تَحترفُ الفِتنةَ والإِغواءْ

شَذاها أبدي ٌ
وجسدُها سرمدي ٌ  لا  يَعرفُ المَماتْ
وجهُها ورق ٌ ناعمُ اللَّمسات ِ
نَاصعُ النَقاءْ
كُحلتُها حِبر ٌ وشِفاهُها رَطْب ٌ
شَهدُ القوافي ورداؤُها الكلماتْ
وإنْ تعرّتْ منْ مَبانيها خَجلاً
فمعَانيها باقية ٌ خاليةُ الشُّبهاتْ
وإنْ خَفَّ  ثِقلُ أوزانِها تَعباً
     فنبرتُها هادئة ٌ واضحةُ الهَمساتْ ؟!.
( 16)
وكأنَّ ظِلَّ الكلمات ِ  يُثبتُ  إدانتَها
مِنَ البوح ِ  بِما يعتملُ في الصَّدر ِ
فكمْ  مِنَ الصّفحات ِ البيضاء تدَّعي براءَتها
طَالما لمْ تتلطّخْ يوماً بشَهقَات ِ الحِبْر ِ ؟!.
 
 
( 17)
أيُّ إصرار ٍ لكِ  أيتُّها الأمواجُ
وأيُّ قَّدر ٍ ذاكَ الذي تُعانديهْ
مَالي أراك ِ كلَّ يوم ٍ
تتكسّرينَ  على الصخورْ
تَشطُرَكِ  إلى آلاف ِ الأجزاءْ
تُلملمينَ بقايا حُطامَك ِ المكسورْ
وتعودينَ غيرَ  آبهة ٍ بمصيرك ِ
المكسّوِ بالوجعِ والألمِ المحفورْ
تتركينَ بصماتَكِ هُناكَ على الشاطىء
بصمات ٌ لنْ يعرفَها  سِوى العُشّاقْ
الذينَ حَفظوا الأسرارَ والدّروبْ
وخطّوا رسائلَ عِشقِهم منْ  زَبدْ
وكتبوا حكاياتً ستروى للأبدْ
      بِصدى أرواح ٍ لنْ تعرفَ يوماً التَعبْ ؟!.
 
٢/ من  ديوانه "ولادة مِن الروح " :-

قَصيدتيْ
حينَ  تَذوبُ الفُواصل ُ بينَ  الجُملْ
وتتلاشىْ  النِقاطُ  عنْ  إنهاءِ العِباراتْ
حينَ  تتراكبُ  الكلمات ُ بينَ  فعْلين ِ للحُبّ ِ
وتستحيْ وترحلُ إشارات ُ التعجُّبِ
تولدُ قَصيدة ٌ عَاريةٌ  منْ  أيِّ  استفهامْ
تتعمّدُ في بحر ٍ  مِن َ  الشّوق ِ
لتنجبَ  لحناً  يَعجزُ  عنْ وصفهِ  الكلامْ
للقصيدةِ  نهد ٌ  يَرفضُ  التشكيلَ
وشفاه  ٌ تأبىْ  التقبيلَ
هلْ  بينَ  النساءِ  إمرأة ٌ  مِثلَ   قصيدتيْ
صَادقةٌ  لا تجيدُ الكَذبَ  والتأويلَ ؟!.
 
 
أيّها الحُلمْ
مَا أوجعُك َ  أيُّها الحُلمُ
حين َ تتسحّبُ مع أُولى خُيوط ِ  الفجرِ
تاركاً جسديْ  يئنُّ  منْ  لوعةِ  الاشتياقْ
يتعرّق ُمنْ  وجع  ِ الفُراقْ
على فراش ٍ أَضناه ُ التعبُ
ووسائد ٌ أضْجرَها  الانتظارْ
ما أقساك َ  أيُّها الحُلمُ
حينَ  تُعلّقَ  ظلّيَ  التائه  ِعلى  الجُدرانْ
حينَ   تثبّتُهُ  بمسامير ِ  الزمن  ِالمَنسي ِ
وتقصُّ  أجنحةَ  الروح ِ
وتتركُها عارية ً على مشجب ِالضّوءْ
لتخترقُها  ثُقوبُ  العُمرِ  المَخزيْ
وأنا مَا زلتُ   ممدّداً على خشبة ِ سريريْ
أمزج  ُدموعيَ   بالألوانْ
على لوحاتٍ  تصدّعتْ
    وشقّقَها الألم  ُوالحِرمانْ ؟!.
 
عِطرُك ِ
حين َ يغفوْ  الليل ُ على وَسائديْ
مُتعباً منْ  صَدىْ  الأحلامْ
تَسبحُ في  فَضاءِ  الغُرفة ِ
ذرّات ٌ مِنَ  الزمنِ  الضائع ِ
تتجرّدُ  منْ  أسمائِها
تَضيعُ  في المكانْ
يَقفُ  الحاضرُ   كقاضٍ
والأمسُ   كمتّهمٍ   يُساقُ  إلى الإعدامْ
حينَ  يَلوح ُ المستقبل ُ في اللامكانْ
ويجهدُنيْ البحثُ  عنْ  عينيّك ِ
ويموتُ  على شفتيَّ  الكلامْ
وأعانقُ  خَيالاً  لا   يُفارقُ  روحيْ
وتغتسلُ  ذاكرتي  في  بحرٍ  مِنَ  الأوهامْ
أجمعُ  الكون َ في قَارورة ِ عطرك ِ
     لأتعمّدَ  بِها منْ  قبلِ  أنْ  أنامْ ؟!.
 
وَحديْ
وَحديْ  على رصيف ِ الانتظارْ
تخترق ُ مَساحات َ عُمريْ
قِطاراتُ  الَهزائمِ  المُتتاليةْ
تَقصّ ُ  أَجنحةَ  الحُلمِ
فيخرُ ّ صريع َ واقع  ٍ
كلُّلَ  بالعَارْ
وَحديْ  على شاطئ ِ الذاكرة ِ المُتعبةْ
أُحاولُ  إعادة َ ترتيبِ  الصّورِ  المتُراكمةْ
فيرجُمني الموج ُ  بكُلّ ِ مَا  فيهِ
منْ  حَصىْ  ورمالْ
أتبعثرُ   كزبدٍ  يَصرخ ُ شهقَتهُ  الأخيرةْ
منْ  قبلِ  أن ْ يتلاشىْ  في الخيالْ
وَحدهُ  الصّمت ُ منْ   يَغتالُ  صوتيْ
فيصبحُ  الكلام ُ ضَرباً مِنَ  المُحالْ
وَحديْ  مع  حُروف  ِ لُغتيْ
أُشكّل ُ   نَهداً  للقصيدة ِ
وجَسداً  لا  يعرفُ  الزوالْ
فمنْ  اغتصبَ  القصيدةَ   في  وَطنيْ
ومنْ  قتلَ   كلَّ   الرجالْ؟!
 
 
 
 
 
امْض ِ بكبرياءْ
امْض ِ بكبرياءْ
مَهما فَقدتَ  منْ  أشياءْ
وتنفّسْ  حُرّيتَكَ
واكسرْ قيدَ عبوديتكَ
ما دُمتَ  بين َ الأحْياءْ
هَذا الألم ُ العَابرُ .. هَذا الجُرحُ  الغَادرُ
لا ينفعُ  فيهِ  دواءْ
فاستيقظْ منْ  أَحلام ِ الأمْسِ
وحطّم ْ أوهامَ  اليأسِ
   فالماضيْ  لا يرجعهُ  دُعاءْ ؟!.
 
 
 
 
 
ولادَةْ مِنَ الروحْ
أيّهُا الشاعرُ
يا منْ  تعتقلْ  في داخلِكَ
خوفَ  القصيدةْ
أَطلقْ  سراحَ  الكلماتْ
واتركْها تَعبرُ  قُضبانَ  صدرِكَ
وانثْرها حُبّاً في الصفحاتْ
هَذا السواد ُ لنْ  يتحوّلَ  بياضاً
مَا لم ْ تصرخْ  أَلمكَ
مَا لمْ  تكوِ  جُرحَكَ
مَا لم ْ  تُطلقْ  كلّ َ الصّيحاتْ
تمهّلْ أيّهُا الشّاعرْ
وانتق ِ حِبركَ  بروّية
لا  تَقُلْ  إنّهُ  زمن ُ الحريّة
فالرؤوسُ  مُلقاة ٌ على الطُّرقاتْ
الحياة ُ ستبرحُكَ  ضرباً
ستلقيكَ  أرضاً
سيمتلأُ  وجهُك َ بالكدماتْ
لكنّكَ  لنْ  تستسلمَ
بل ْ ستنهضَ  قويّاً
           فالرجال ُ تصنعُها  الأزماتْ ؟!.
 

٣- من كتاب" بقايا في الذاكرة ":-

-1-
الشاعرُ  لا صديق َ لهُ  سِوى القلَمْ
ولا عشقَ  له ُ سِوى الكلماتْ
لا تعشقيْ  شاعراً
إنْ  أحبَّكِ  في مطلع ِ القَصيدةْ
    سيهجرُكِ  في آخرِ  الأبياتْ ؟!.
-2-
علّقتُ  أحلامي
على أجنحةِ  العصافير ِ وأطلقُتها
لمْ  أكنْ  أعلمْ  بأنَّ  عُمرَ  العصافير ِ
          أقصرُ  منْ  عُمرِ أحلامي التي وهبتُها؟!.
أفتحُ  عينيَّ  مُودّعاً أحلامَ  أمْسي
وأُلقيْ  على شفتيَّ إشراقةَ  الصباحْ
في جيب ِ معطفي خَبّأتُ  قَدريْ
فأضمُّهُ إلى صدريْ  وأمضيْ  بارتياحْ
ما غابَ  الأملُ  يوماً منْ  داخليْ
ولكنَّ  الصّمتَ  أبلغُ تعبيراً  مِنَ   الصّياحْ ؟!.
-4-
قَدْ عُدتُ  إليكُم ْ بحُلمٍ  جديدْ
أَخطّهُ بحبر ِ  أَقلامي
عُدتُ  إليكُمْ  بعدَ أنْ
أَغرقتُ  أَمْسيْ  في بحرِ  أَحزانيْ
عُدتُ  إليكُمْ بأسماءِ منْ  رَحلوا
بآلامِ  منْ  فُقدوا والجرحُ  أَدمانيْ
عُدتُ  إليكُمْ بشقاءِ منْ تشرّدوا
بأوهامِ  منْ تغرّبوا
في بلادِ  العُربِ  أوطانيْ ؟!.
-5-
لم ْ تُنصفْك ِ الحياة ُ
فتعطيك ِ صِفةَ  الوجودْ
فأعطيتُ  حُبَّكِ
في كلماتيْ عُمرَ الخُلودْ؟!.
-6-
عشرونَ عاماً
ولمْ  أُنهِ  رسم َ صورتَك ِ بَعدْ
فَمرسميْ  لم ْ  يَتّسعْ   لِعشقيْ
اُعذريني فلمْ  أفِ  بالوعدْ؟!.
-7-
هَوّنْ  على سمعٍ  مَا كُنتَ  تخشاهُ
فإنَّما الحقيقةُ  كَذب ٌ وأوهامُ
كلمات ٌ كحدِّ  السّيفِ  قاطعة ٌ
لا شفاءَ  فيها ولا  التئامُ
غيابُ  العقلِ  بدعة ٌ ورثنَاها
وهلْ  بعدَ  موتِ  العقلِ  منْ  إِحْياءُ؟!.
-8-
أنا رسّام ٌ بِلا ريشةْ
مَرسمي مزدحم ٌ بالواقعْ
فأخطُّ أحلامي في الهواءْ
لعلَّ  الرياحَ  تأخُذها إلى أقدارِها
فأرى في عيونِ  ألواني دمْعاً وبُكاءْ
فأعلمُ بأنّي قدْ  أرسلتُها إلى أكفانِها ؟!.
-9-
ثمّةَ  بعض ُ الوجوه ِ
  إنْ  غَابتْ  عَشقناها
وكأنَّ  أعْيننَا
كانتْ مُغلقة ً طِوالَ  فترة ِ لُقياها
مَا أقسى الكبرياء حينَ
   نضيّعَ  أجمل َ اللحظاتِ  وأغلاها ؟!.
 
-10-
ثمّةَ  ألف ٌفي البداية ِ
قدْ  أضعتُها وأنا قادم ٌإليكُمْ
وثمّةَ  ياء ٌفي النهاية ِ
سأتركُها حينَ  أغادركُم
سأحمل ُمعي ستّاً وعشرينَ  حرفاً
لتوضع َ في الميزانْ
فبالأعمال ِ وَحدَها
يتبرّرُ  الإنسانُ  أوْ  يُدانْ ؟!.
-11-
ما زلتُ ألتقطُ فوارغَ الرصاصِ
في كلِّ  يومٍ  وعليها أرقامُ أحلامي
وأعمّدُ الجُرحَ  بماءِ  الملح ِ
      وأصمت ُ ألماً أمامَ  هَذا المشهدِ الدّامي ؟!.
-12-
كلُّ مسارح ِ العالم ْ خَذلتُها
ربّما لأنّي لا أجيدُ التمثيلْ
هلْ  سمعُتم  يوماً حقيقةً
   ترتادُ مركزاً للتجميلْ ؟!.
-13-
لا تلُمْ  الأيام َ على طعناتِها
إنَّ  العُمرَ  لا يقاسُ  بالسنواتِ
هيَ  الحياةُ تُصارعُكَ  بأقدارِها
         لنْ  تنتهيْ حربُكَ  إلاَّ بالمماتِ ؟!.
-14-
كمْ  مِنَ  المرّات ِ علينا أن ْ نتخذَ  فيها القراراتْ
وكمْ  مِنَ  المرّات ِ فيها نفشلْ
ربّما لأنّنَا ننتقي دائماً أسهلَ  الخياراتْ
وننسى دوماً بأنَّ الأصعبَ  هوَ  الأجملْ ؟!.
-15-
أيُّ  النساءِ هيَ  أنتِ
لتقتلي الحُبَّ تحتَ  مُسمّى الكبرياءْ
وتمضي بنا أَغلى أيامَ  العُمرِ
كغريبين ِ منْ دونِ عناق ٍ منْ  دونِ  لقاءْ
إنْ  نزفَ  جُرح ُ الحنين ِ لا يشفيهِ  مُكابرةً
ألاَ تعلمينَ بأنّ َ المُكابرة َ في الحُبّ ِ غباء ْ؟!.
-16-
كطفل ٍ يُراقصُ  أوجاعَهُ
منْ  دونِ أنْ  يفهم َ مَعنى الألمْ
كذاكرة ٍمسَّها الحنينُ
فاستيقظتْ  آمالهُا وغفتْ تُعانقُ  الوَهمْ
هلْ  قدرُ الحُبِّ أنْ  يَتلاشى
بعدَ أنْ  لامسَ حُدودَ القِممْ ؟!.
 
 
-17-
إذا أردنا أنْ  نفترقَ
فلنفترق َ الآنْ
منْ  قبلِ  أنْ  يمضيَ  اليومُ
ومنْ  قبلِ  أن ْ يُصبحَ  عُمرُ  الحُبّ ِ أعوامْ
فكلُّ  حكاياتِ  الحُبِّ  تبدأُ بأحلام ٍ كبيرة ٍ
وتنتهي بالأوهامْ
اسألي طائر َ الشّوك ِ
كيف َ يَغرزُ  الشوك َ في صدره ِ
وهوَ  يُغنّي أغنيتَهُ  الأخيرةْ
            منْ  قبل ِ أنْ  يَرقُدَ  إلى الأبدِ  وينامْ ؟!.
-18-
ودّعتُك ِ بأحْرُف ٍ خرساءْ
ودّعتُك ِ حينَ  التفتِّ  تُغادرينَ
وعجزَ اللسانُ عنْ النداءْ
ودّعتُك ِ حينَ  نَظرت ِ في عينيَّ
وأشحتُ  وجهيْ
وأخفيت ُما بِهما منْ  بُكاءْ
ودّعتُكِ  وودّعتُ تاريخَ  حُبّي إليكِ
     وأيقنت ُ بأنَّ  مقتل َ الحُبّ ِ يكمنُ في الكبرياءْ؟!.
-19-
في الحياة ِ فَصلانْ
فصلُ  الحُبّ ِ وفصل ُ البُكاءْ
وأنا شيّعتُ حُبّيْ
وودّعتُ تاريخَ  النساءْ
وتعرّيت ُ منْ  أوراق ِ عِشقي
فخريفُ  العُمرِ  يعقبهُ  شتاءْ
وهلْ بينَ  الفُصول ِ فصل ٌ
           أقسى منْ  فصل ِ البُكاءْ ؟!.

-20-
كلّ ٌ يراقصُ  حُبَّهُ
وأنا أراقصُ ظلّيَ  الحَزينْ
على ضوءِ شمعةٍ  أَضناها التَعبُ
وألسنةُ لهب ٍ تراقصت ْ وأضجرَها الحنينْ
أيّهُا النايُ المُسافرُ  بِلا صوت ٍ أو صَدى
هلْ  أخرسك َ  ألم ُ الأنينْ
أمْ  ارتجفَ  لحنُك َ في ذاكرتي
           حين َ تراءى وجهُها الذي لم  ْ تُغيّرَهُ  السنينْ ؟!.
-21-
لَعمري مَا أردت ُ  أنْ  أُفارق َ حُبّاً
إلاَّ  أنَّ  أقداري تَنهاني وتضطرمُ
كلّما ودّعتُ حُبّاً بكتْ  عينايَ بصمت ٍ
وكأنّ َ الألمَ  به ِ خرس ٌ أوْ  صَممُ ؟!.
 
 
-22-
حين َ تمرُّ منْ  أمام ِ عينيّك َ الصُّورْ
وتنفذُ إلى ذاكرتك َ المُتعبةْ
لن ْ تغفوْ  مَهما حاولتَ
فروحُك َ ستبقى دائماً متيقّظة ؟!.
-23-
أيّهُا المسافرُ في صمتِ البلاغةْ
وعجزِ اللُغةِ عنْ إفصاحِ الذّاتْ
متى تفكّكُ قيودَ الألفاظ ْ
لتتحرّرَ منْ سراديبِ الخيالاتْ
كلُّ الليالي تؤرّقُ عيونكَ
تُسقِطُ في داخلِكَ الكلماتْ
تروي ظمأَ حُلمٍ
تُوقظُ شهوةَ أملٍ
قدْ تأخّرَ في السُباتْ ؟!.
-24-
حينَ يتّكئُ  الليلُ
على زوايا المنازلِ المُجهدةِ  مِنَ  الحربِ
المُتعبةِ  منْ  أحمالِ السنواتْ
يجثمُ على أعمدتِها ويُحيلُها إلى حُطامْ
حينَ يتفلّتُ الحجرُ منْ قسوة ِالأيامْ
ويتهاوى في الظلامْ
ويعرّينا مِنَ الأحلامْ
وحتّى القُدرةَ على الكلامْ
حينَ تُصبحُ الأرصفةُ
سُكنى للمشرّدينَ والأيتامْ
ويملأُ الهواءُ بطونَهم بدلاً مِنَ  الطعامْ
حينَ  يكسوهمُ  الخوفُ
وتتحوّلُ أجسادُهم إلى مجرّدِ عِظامْ
يموتُ  كلُّ شيءٍ في داخلِنا
يموتُ  اللّهُ  فينا قبلَ  الإنسانْ ؟!.
-25-
هل استفاقَ النهارُ على وجعِ الليلْ
أمْ فرَّ الليلُ منْ تَعبِ النهارْ
أيُّ إصرارٍ ذاكَ وأيُّ انتحارْ
لتُسلبَ أيامُنا منْ دونِ إنذارْ
منْ يحتسبُ العُمرَ المهدورَ على مرايا
الزمنِ المكسوِّ بغُبارِ الانتظارْ
منْ يجتزأُ الحُلمَ ويقصُّ أجنحةَ الأملْ
          حتى نعتادَ على الخيبةِ والانكسارْ؟!.
-26-
أنا مسكون ٌ بالأحلامْ
أرتجفُ  كلَّ يومٍ
على وقْعِ خَطواتِ الرؤىْ
يَغمرُني الظلامُ
يُعصّبُ عينيَّ
تختلطُ الحقيقةُ بالأوهامْ
يشدُّني الزّحام  و لا  يُطلقُ
          سراحي إلى الردىْ ؟!.
-27-
يَذهبُ عام ٌ يأتي عامْ
تتغيّرُ أرقامُ السنواتِ
تخبوْ عناوينُ الأحلامْ
فكيفَ  لا نكبرُ  فجأة ْ
حينَ تقسوْ علينا الأيامْ
كيفَ  لا نشيخُ  عُنوةْ
حينَ  يُقتلُ في داخِلنا الإنسانْ
حينَ  تُدكُّ  حُصونُ  الكلماتِ
برصاصِ الظُلمِ والطُّغيانْ
حينَ تفقدُ القصائدُ عُذريتَها
على مرآى  مِنَ  السجّانْ
كيفَ ألملمُ بقايا حروفٍ
أنهكها الحُطامُ والرُكام ْ؟!.

 

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي