loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

بصمة عمر وحكاية بانوراما تزين جبل عيون الوادي

breakLine
2021-07-08

 

وكالة نخيل عراقي / ماس القيسي

 

صخور مجردة متراكمة على مر عصور سحيقة متغلغلة في عمق الزمن، تحولت لجدارية فنية وصرح حضاري عظيم يجمع بين مكونات بيئة عناصرها الموسيقى والحب، وشخوص متعاقبة تاركة الاثر، تثمر بهاء جميل منسجم مع وحي الطبيعة،  بلمسات علاء علي محمد، الحاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة، قسم النحت في جامعة دمشق،  تحت إشراف ملتقى سيلينا الثقافي بدورته الثالثة، استمر على مدار شهرين، شاهد عليه كل من مر هناك في قلب عيون الوادي بعنوان "بصمة عمر".

 

مسيرة فنية امتزجت بسحر طبيعة الشرق حيث ولد وتشربت روحه من رحيقها منذ نعومة أظافره ومخيلته تقتبس من محيطها ما هو جميل مدركا لتفاصيل لا يعرفها سوى من ترعرع  تحت ظلالها، حدثنا عنها علاء منذ بداياتها قائلا :"مذ كنت طفلا وانا أميز بين أغصان الأشجار والحجارة التي لها شكل ما تستوقفني، أتأملها وكذلك ارسم على التراب وأكون بالطين أشكالاً بدائية اذا أنا من قرية صغيرة، خربة تقلا، في طرطوس قريتي لها طبيعة ساحرة كانت لها الأبجدية الأولى لتشكلي".

 

وعن الفن التشكيلي وكيف ينظر اليه من زاويته الخاصة يقول علاء :" الفن هو ما ينقله الفنان من عالم الخيال إلى الواقع ليزيد النفس طربا أو أعجابا أو تأثرا بالجمال" ، بينما " النحت هو من أهم الأوابد التي نقلت لنا الحضارة منذ الأزل مذ كان البدائي يشكل أداة للصيد أو للزراعة، فالصخر والمعادن والأخشاب تشكل مواد النحت وهي عناصر لها ديمومة"، مشيرا إلى أهمية النحت لنقل حضارة الإنسان من ماضيه لحاضره ويمتد أبدًا  :" النحت هو الناقل للأرث البشري على مر العصور، فهو وليد المكان والزمان المعاشين، ويأخذ من الماضي ويعطي للمستقبل بلغة جميلة تعبر عن مكنونات الإنسانية".
لعلاء العديد من المنحوتات، نفذها في معظم المدن السورية وحول العالم، اطلت بسحرها اللافت للأعجاب تحديدا على مواقع جميلة في الساحل السوري وبالأخص في المناطق المحيطة بمدينة طرطوس، " لي الكثير من النصب التذكارية في أغلب المحافظات السورية وقد اسست ملتقيات ثقافية عديدة، مثل طرطوس أم الشهداء، و مشتى الحلو الثقافي، وسيلينا للثقافة والفنون، كما شاركت بأكثر من 40 ملتقى للنحت والكثيرِ من المعارض، لا أذكر كم عدد منحوتاتي، ولكن في كل ولادة لمنحوتة كانت تقابلها ولادة وتجدد للذاكرة وتهيأة لمخاض جديد لأنتج منحوتة أخرى، يوجد في جعبتي الكثير الكثير، وكلها كانت في زمن أدائها مبتكرةً وجميلةً بمنظوري الشخصي، وللمتلقي كامل الحرية برأيه".

 

وفي الحديث عن بانوراما (بصمة عمر ) احدث أعماله الفنية الإبداعية التي هي بمثابة منحوتة جدارية ضخمة تزين مجموعة من الصخور المتراصة في منطقة عيون الوادي، أحد المناطق  التابعة لمدينة حمص، ذات الطبيعة الخلابة والأجواء الساحرة والطقس الجميل المنعش طيلة أيام الصيف، يتابع  علاء مستأنفا "بصمة عمر ولدت نتيجة لمجموعة عوامل أهمها المنطقة التي تزدان بالطبيعة الجميلة والأعمال النحتية الكثيرة والمهرجانات، وكلها مجتمعة جعلت من البانوراما واقعا، هي الجمال والحب والغيرة على الثقافة، من جعلت المدام (دارين امطانيوس الخوري) بنت عيون الوادي مؤمنة بعملي وداعمة لي بالتمويل، و بعد الاتفاق بيننا كانت الولادة لبصمة عمر". ويعقب " بمساحة تتجاوز ال250 متر مربع للجرف الصخري، قمت بنحت البانوراما التي تحاكي جمال المكان والمرأة والأنسان و الطبيعة  والطيور والهواء، كلها كانت الأبجدية التي شكلتُ منها عملي البانورامي".

 

عملٌ إبداعي لم تغب عن كيان تجسيده المرأة بتفاصيل عطائها الذي لا ينضب، وبهذا يقول علاء معقبا :" كان للمرأة الحضور المهم لما لها من قيم تعبيرية وجمالية .وكذلك حمل العمل اكثر من 50 وجه منحوت بلغات ومدارس فنية تابعة لأسلوبي الشخصي، شملت الموسيقى والشعر والزجل والرقص والحب والكثير من المفردات المتوفرة في المنطقة بأبعادها المكانية والزمانية، من كل هذا الكم كانت بصمة عمر".

 

ويختتم علاء حديثَه متأملا  ان تحظى بلاده بالمزيد من النتاجات النحتية:" أتمنى أن تزدان صخور بلادي بالأعمال النحتية ففي كل مدينة نحات ينتظر ولادة لعمل له فهي دعوة للنحت الذي سيبقى الموثق المادي والفكري لكل أيديولوجيات المجتمعات بلغته البصرية الجميلة".

 

 

 

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي