اخبار ثقافية واجتماعية وفنية
وكالة نخيل عراقي || تقرير
رحل اليوم عن عالمنا الشاعر العربي، العراقي الكبير مظفر النوّاب إلى مثواه الأخير، بعد صراع مع المرض، تاركًا أحزاننا مفتوحة الباب، لكي تدخلها دموعنا وقصائده، رحل في الشارقة بعيدا عن بلده الذي غنى إليه وبكى على أكتافه، رحل بصمت، صمت الكبار، الذين داهمهم شبح الموت، ليخلّف وراء رحيله ثاكلا في القدس تبكيه، وثائرا في العراق يحبه.
يحق للعراق أن يفاخر أن منه انثبق الشعراء، ومن أرضه كانوا، ومنهم النواب، الذي ولد في بغداد عام 1934 لعائلة موسرة من أصل هندي «تقدر الفن والشعر والموسيقى»، الذي أصبح من أعلام الحزب الشيوعي العراقي وهو لا يزال في الجامعة ، وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية، وظل يزعج الحكام حتى حكم حكماً بالإعدام بحقه بسبب إحدى قصائده، وخفف فيما بعد إلى السجن المؤبد.
كان النواب واحدًا ممن دافع عن القضايا الكبرى، التي تمس العالم العربي، فصار واحدًا من أشهر الشعراء بقصائده الثورية القوية والنداءات اللاذعة ضد الطغاة العرب، مما كلفه العيش العيش في المنفى في العديد من البلدان، بما في ذلك سوريا ومصر ولبنان وإريتريا.
وظل يتنقل من بلد لبلد، فهو كالطير على حد تعبيره، ليحقق قوله:
" وقنعتُ يكون نصيبي في الدّنيا كنصيب الطّير !
ولكن سبحانك.. حتّى الطير لها أوطان
وتعود إليها، وأنا ما زلت أطير! "
فهو طيرنا الذي ظل في سماء غربته يحلق، ما حطّ في ارض، إلا كانت رحلة إلى أخرى، وهذا دأب الكبار، ممن يزعجون الطغاة، فما أن علموا بحدة قصائدهم حتى طردوهم، وهذا هو النواب، مثال القلق والتمرد.
ولكل طائر من محطة، محطة أخيرة هي الموت، وهكذا بعد سيرته الحافلة هذه، يجيء الموت خاتمًا، ختمه الأبديّ، الذي أغلق كتاب مظفر النواب، من بعد أن أسس لنفسه عالما مختلفا، وعاش عيشة الكبار من الشعراء والثائرين والمؤثرين في الأمم، وبعد غيابه، يظل محبوه يتمنون عودة، ولسان حالهم يقول له:
" تعال بحلم، أحسبك إلك جية وأكولن جيت".
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي