loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

لماذا ينخفضُ إبداعُ الأديبِ بعدَ نيلِ الجائزة

breakLine
2022-01-05

لماذا ينخفضُ إبداعُ الأديبِ بعدَ نيلِ الجائزة


عمار عبد الخالق || نخيل عراقي

 

ثمة مفارقةٌ، ما بين النصِّ والناصّ والمنصوصِ له ؛ إذ غالبًا ما تشهدُ هذه الترسيمةُ، تحولاتٍ بنيويّةً، تسهمُ في اختلافِ مناسيبِ أطرافِها؛ فالناصُّ الذي يجتهدُ في تشييدِ وعيهِ المعرفيّ، من أجلِ تشكيلَ بنيةٍ نصوصيّةٍ مفارقةٍ، عن السائدِ الثقافيّ، مما يجعله في مكانةٍ متسيدةٍ، في وعي المنصوصِ له، قد يشهدُ تنحيًا عن مكانتهِ، لأسبابٍ عديدةٍ :

منها تضخمُ الذاتِ المبدعةِ بسببِ الجوائزِ الأدبيّةِ، مما يولّدُ أزاحةً معرفيّةً في تركيبةِ الوعيِ حتى يضمحلَ، بمرورِ الوقتِ، فالوعيُ في صيرورةٍ مستمرّةٍ. لا يرزحُ للثابتِ أبدًا، وعمليةُ أدامتِهِ، تحتاجُ إلى الاجتهادِ المعرفيّ، القائمِ على القراءةِ والبحثِ عن الابتكارِ والتجديدِ، لكنَّ تضخمَ الذاتِ يصنعُ حاجزًا نفسيًّا يحولُ دونَ ذلك، فما أن تتناقلَ وسائلُ الإعلامِ خبرَ الجائزةِ وما أن كثُرتْ جلساتُ الاحتفاءِ وما أن تزدادَ الأموالُ، تبدأُ الذاتُ بالانسلاخِ، من الواقعِ الأدبيِّ متجهةً نحو الماديّةِ الاقتصاديّةِ ؛ مما يولّدُ صِدامًا بنيويًا تتشظّى معه وحدةُ الذاتِ والموضوعِ، فتصبحُ المخرجاتُ الإبداعيّةُ مكرورةً ومنسوخةً وباهتةً، ليس هذا فحسب. 
عديدةٌ هي الجوائزُ الأدبيّةُ، التي حظيتْ باهتمامِ المبدعينَ، لما لها من بعدٍ إنسانيٍّ وإبداعيٍّ، لذا تؤثّرُ هذه الجوائزُ على الأدباءِ والفائزينَ، الشبابِ، لا سيما. 
وهذا سايقٌ طبيعيٌّ بحكمِ أنَّ الفوزَ يعملُ على تسويقِ إبداعهِ وكتاباتِهِ ووصولِها الى أكبرِ عددٍ من الأمكِنةِ، فضلًا عن قيمةِ المكافآتِ. لذا وبعدَ كل ذلك ؛ لم يعدِ الأديبُ يكتبُ بنفسِ الروحِ، بل سيتوقفُ ويفكرُ كيف له أنْ يقدمَ نموذجًا أعلى مما كتبَهُ، خوفاً من الفشل ؛ كونَ أن الجائزةَ تثيرُ فضولَ القرّاءِ والمتابعينَ بالنظرِ إلى نتاجٍ الأديبِ القادمِ، إذًا عليهِ أن يتوقفَ ليخططَ إلى آليّةٍ أو ديناميكيّةٍ، من خلالها ينتجُ تجربةً جديدةً أعلى من تجربتِهِ السابقةِ. 
بل أن هناك أمورًا أخرى، قد تؤدي إلى انحفاضِ الإنتاجاتِ الأدبيّةِ.

لذلك طرحتْ ( نخيل عراقي)  سؤالًا على بعضِ الأسماءِ النقديّةِ والأكاديميّةِ والكتّابِ لمعرفةِ أنْ لماذا ينخفض إبداع الأديب بعد نيل الجائزة ؟

تحدث الكاتبُ والناقدُ العراقيُّ (حاتم الصكَر )قائلاً : ذلك لا يشكل ظاهرة بل هو نسبي. فضلًا عن أنَّ (انخفاض) الإبداع لا قياس له فقد يحصل بالجائزة وبدونها.

 

وأضاف الصكَر : الجوائز وقائع طارئة في خط سير الكتابة ويفترض ألا تؤثر سلبًا في تواصله أو نوعيته وكيفيته.

 

مشيراً ربما كان في مضمر السؤال أن مردود الجائزة المادي يصيب الكاتب بفتور الرفاهية ، وهذا أيضاً لا يحصل في السياق الثقافي الصحيح.

يرى الكاتبُ العراقيُّ ( أزهر جرجيس ) أنَّ  الجوائزَ تثري التجاربَ الأدبيّةَ، وتمنحُها أشرعةَ الوصولِ نحوَ الضفّةِ الأخرى، من عالمِ التلقي، لكن هذا، لا يعني أنّ النصَّ الجيدَ، لا يصلُ بعيدًا، ولا ينتشر ما لم يتحصّلْ على جائزة.

 

وأضاف جرجيس : 


كذلك الأمر، يسري على قيمةِ النصِّ، ذاتِهِ ومدى جودتِهِ. 
إذ لا تحددُها الجوائزُ،  بالضرورةِ، سيما وأنّ الزمنَ حكَمٌ عدلٌ في إماتة النص، أو ديمومتِهِ. 
أما في مفروضِ السؤال، فإني أرى أنَّ الأمرَ نسبيٌّ، إذ هنالكَ مَنْ جعَلَ من الجائزة زيتًا، يديمُ ماكينةَ الإبداعِ، وهنالكَ مَنْ جعلَها عُكّازًا، تنوءُ بأدبٍ كسولٍ ومكرورٍ، والشواهدُ كثيرةٌ وفي متناولِ اليد.

 

الكاتبُ والأكاديميُّ العراقيُّ( أحمد الظفيري ) تحدث قائلًا: 


إنَّ الجوائزَ الأدبيّةَ، تكون ذاتَ مردودٍ متباينٍ غالبًا، فهي قبل كلِّ شيءٍ: مسؤوليةٌ مضاعفةٌ للكاتبِ أمامَ جمهورِهِ. ولذلك غالبًا ما ينتابُهُ الحذر، في الكتاباتِ السابقةِ، وهذا الحذرُ قد يقيّدُ الكاتب ويحرمُ مضمونُ الكتابِ من العفويةِ والعاطفةِ. فيتحول العملُ، إلى ساحةِ تجريبٍ للقدراتِ. 
ولكنَّ كثيرًا منَ الكتّابِ، بعد حصولِهم، على الجوائزِ، ينتجونَ أعمالًا مقبولةً، لدى الجمهور. 
لا سيما وأنّ اسمَهُ يكونُ قدْ أخذَ نوعًا من الحصانةِ، وهذا ما يجعلُ القراءَ النوعيينَ، أكثر اهتمامًا بكتاباتِهِ.

 

وقالَ الكاتبُ العراقيُّ( ميثم الخزرجي ) عن طبيعةِ الجوائزِ :


لا نُنكِرُ أنَّ طبيعةَ الفوزِ، بأيةِ جائزةٍ رصينةٍ ؛ لها معاييرُها وسياقاتُها الجماليّةُ والفنيّةُ، تشكِّلُ علامةً مضيئةً وعتبةً متفردةً، لما تحملُهُ، من دفقٍ معنويٍّ، علاوةً على حضورِها الإعلاميِّ المتوهِّج. لكننا، أمامَ سؤالٍ كونيٍّ، في غايةِ الأهميّةِ: 
ماذا بعد هذه المرحلةِ المتقدةِ؟

 

وأضافَ الخزرجيُّ : 


من الواضحِ أنّ كثيرًا، من الأدباء، الذين حصلوا على جوائزَ مهمةٍ، قد انضووا وراءها، متعكزينَ عليها، لفترةٍ ليست بالقصيرة. وهذا نسقٌ نفسيٌّ، له مدلولُهُ المخبوءُ، فالأديبُ الذي أعانتْهُ قدرتُهُ، على الظهور باتَ يخشى أن يطرحَ جديدَهُ تحسبًا، لأن لا يكونُ بمستواهُ السابقِّ، وكأنّهُ،  يرومُ تسليعَ منجزِهِ، على حسابِ الهويّة، والثراءِ المعرفيِّ ـ الذي من المفترض ـ أن يكونَ من أهمِّ مسلماتِهِ، في طرحِهِ الجماليّ.
مشيراً : 


أما البعض الآخرُ، صارَ يُسهِبُ ويُسرِفُ بالكتابةِ وتصديرِ نتاجِهِ، دونَ أنْ يأبهَ بتأثيثِ مشغلهِ وورشتِهِ الأدبيّةِ، بحلةٍ مغايرةٍ، وفي داخله، نيةٌ تفورُ، بمعناها الواضحِ، بأن كلّ الذي يكتبُهُ لهُ قيمتُهُ الفنيّةُ ومحطةٌ للتوقّفِ والإشادة ؛ لذلك يقعُ في هذا الفخّ، ولكم من أديبٍ، أخذَهُ هذا الحِراكُ، وصرنا نبجّلُ ماضيَهُ الأدبيَّ ونهملُ أوانَهُ، من كلِّ هذا وذاك، أجدُ أنَّ مشروعَ الكتابةِ ؛ هو همٌّ وجوديٌّ،  وبحثٌ عن الذاتِ، لهُ قيمتُهُ ورفعتُهُ، في هذهِ الحياةِ المعبأة، بالكدّ والوجعِ.

 

وأوضحتْ الأكاديميّةُ والناقدةُ ( موج يوسف )  : 


إنّ الإبداعَ الحقيقيَّ، الذي ينطلقُ من الوجوديِّ والكونيِّ، بحدّ ذاته؛ جائزةٌ.
فالأديب، لا تقيّمُهُ الجوائزُ. وهذه الأخيرةُ تكونُ رصاصةً في إنتاجِ المبدعِ، أحيانًا ــ لأنّها تجعلُهُ يشعرُ بالاطمئنانِ، من أنّهُ نالَ الحظوةَ، في الأدبِ والشهرةِ والمادة، فتعملُ على قتلِ إنتاجهِ، بعد الجائزةِ، ومنهم من يعتزلُ / لا أقصد بالاعتزالِ بالمعنى الحقيقيِّ، وإنّما يضعفُ ويقلُّ إنتاجُهُ.

وأضافت : وما نُلِفتُ النظرَ إليه، هل تُعدُّ الجائزة مقومًا للإبداع ؟
بالتأكيدِ، لا. 


بغضِ النظرِ، عن الذين نالوها، في السابق، بجدارةٍ سيما نجيب محفوظ عربياً، وماركيز وغيرهما. 
أما مؤخراً، فعلى المستوى العربيِّ، فالجوائزُ الأدبيّةُ لمْ تكنْ منصفةً للعمَلِ الإبداعيِّ ؛ لأنّ معيارَها الموضوعُ والسياسياتُ.  كنتُ، قد كتبتُ مقالةً عن إحدئ رواياتِ البوكرِ ومفادُها أنّه لم تكنْ روايةً بالمعنى الفنيِّ والإبداعيِّ.

 

وأشارتْ : الأهمُ، من هذا الذي ننبّهُ عليهِ ؛ 
أين الأديبُ ـ بعد الجائزة ـ الروائيُّ أو الشاعرُ ؟! 
فلو عدنا بتمعنٍ لمتابعةِ عملِهم فنجدُ أغلبَهُ ضعيفًا، أدبيًّا، وإبداعيًّا، وإذا كانَ شاعراً، فإنّهُ يصبحُ كالمطرودِ، من بيتِ القصيدةِ.

 

 

 

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي