هور أبو زرك يرفع قصبه مستغيثًا من الجفاف

وكالة نخيل عراقي || تقرير

حين خُلق العراق جسدًا، مثل أجسادنا، كان الماء فيه الشريان الأبهر، به يكافح عطش الصحارى والفيافي، كما كانت الأهوار عطوفة على هذا الجسد، تمدّه بالعافية، فصارت علاجه الدائم من أمراض الحياة، ومن هذه الأهوار هور أبو زرك وهو أحد الاهوار العراقية، الذي يقع في ناحية الإصلاح شرق الناصرية، تبلغ مساحته (64000) دونم، ويتغذى من نهر دجلة.

بعد أن كان هذا الهور غزيرًا، يلاعب الماء ضفتيه، أمسى اليوم أسيرَ الجفاف، وحبيسَ الأرض، بعد أن توافرت فيه أنواع عديدة من الطيور المستوطنة والمهاجرة مثل الدجاج الحر وأزركي ودجاج الماء والنورس وكذلك توجد فيه العديد من النباتات المائية نبات الفصب والبردي حيث تعتبر هذه النباتات أكثر النباتات انتشارا وكذلك توجد العديد من الأسماك مثل الخشني والسمتي والشلك أما السكان القاطنين بالقرب من هور أبو زرك فيعتمدون بالدرجة الأساس في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس وصيد الطيور.

يتميز هذا الهور عن بقية الاهوار بنوعية مياهه العذبة بما يضفي على طبيعته رونقاً خلاباً تجلى من خلالها النمو الكثيف للعديد من النباتات المائية والبرية هذا إضافة إلى إنتاجه الغزير من الثروة السمكية أذ يعتمد سكان الهور على الزراعة وموارد الهور الأخرى والتي ساهمت بتنويع مصادر الدخل للسكان، كما أن شط ابو لحية (أحد ذنائب الغراف ) يعتبر هو المغذي الرئيسي لهور أبو زرك.

أمسى الهور اليوم يرفع قصبه مستغيثًا من الجفاف الذي يداهمه ويفتك بكائناته، منتظرًا حلًّا من الحكومة، التي من شأنه حمايته والمحافظة عليه من الجفاف.