سيرة مبدع عراقي
((إليه تُنسب ساحة حافظ القاضي ببغداد في جانب الرصافة))
حافظ القاضي، (1892 - 1968)، كاتب وتاجر وشخصية بغدادية تراثية معروفة.
ولد حافظ بن عبد الله عثمان عمر درباس القاضي القيسي في بغداد محلة باب الشيخ في أسرة من عشيرة الكروية الساكنة في ضواحي "جلولاء"، هو رجل عصامي وعلم من اعلام العراق في الاقتصاد، وعقل مفكر اقتصادي، استطاع جذب الوكالات والاستثمارات الأجنبية الى العراق آنذاك، واليه تنسب ساحة حافظ القاضي ببغداد في جانب الرصافة القريبة من جسر الاحرار.
حافظ القاضي هو أول عراقي حصل على وكالة لتوزيع أجهزة المذياع (الراديو) في بغداد، كما حصل على وكالة بيع سيارات فورد الاميركية المعروفة، وكان من اصدقاء حافظ القاضي عدد من رجال السياسة العراقيين ، منهم ، صادق البصام، وعبد الرزاق الشيخلي، وكان في بيت حافظ القاضي مجموعة فنية من لوحات للفنانين العراقيين البارزين ، فضلا عن بعض اللوحات العالمية، وأوان فضية وزجاجية بلورية ، وصحون مزينة بصور ملوك العراق ، وساعات للجيب ، وبيانو مصنوع في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومجموعة من السيوف ، والخناجر، والبنادق البارودية ، والحلي ، والاساور الفضية ، ويحتوي داره على المسبح الكبير المشيد في نهاية حديقة الدار التي كثيرا ما شهدت دعوات وسهرات علية القوم في العهد الملكي، وهو أول من حاول الإنتاج السينمائي في بغداد سنة 1938 ، وقد نشرت صحيفة العلم العربي أن السيد مصطفى القاضي وهو شقيق حافظ قد سافر بالطائرة إلى انكلترا لجلب الأجهزة واللوازم السينمائية تمهيدا لإنتاج فلم سينمائي لكن ذلك لم يتم.
كان القاضي مقربا من صناع القرار في العهد الملكي 1921-1958 ، وكان معروفا بأريحيته وكرمه ونخوته كأي بغدادي أصيل وكان من اسرة متوسطة الحال ونشأ عصاميا اعتمد على نفسه في تكوين ثروته. وقد وصفه طالب مشتاق في مذكراته وقال عنه انه من (الاجاويد) لأبناء محلته باب الشيخ، وكانت محلاته التجارية في رأس جسر الاحرار - مدخل شارع الرشيد وقد تحولت فيما بعد إلى محلات بيع الاحذية .
لقد كان حافظ القاضي تاجرا بغداديا كبيرا، تحول بيته بعد وفاته إلى محل متخصص للتحف والسجاد النادر وباسم: (دار الديوان) يشرف عليه ثلاثة شبان جمعتهم هواية البحث عن النوادر والانتيكات من بينها سجادة صنعت للملكة فكتوريا التي توفيت سنة 1901 عثر عليها في أحد المحلات القديمة في بغداد.
ولقد امتد العمر بحافظ القاضي ووجد نفسه وحيدا مريضا في بيروت وعندما اشتد به المرض طلب اعادته إلى بغداد ليموت فيها.
توفي حافظ القاضي عام 1968م، وآلت ثروته لأخيه مصطفى الساكن في لندن، ثم ورث ثروة حافظ ومصطفى بعد وفاته قريب لهما وهو خالد القاضي.