سيرة مبدع عراقي
صاحب القصيدة الخالدة ياحسين بضمايرنا
رسول محي الدين ولد عام 1922 في محافظة النجف الاشرف، أديب و شاعر شعبي قدير ذو امكانية مرموقة ، هو ابن محمد رضا بن محمود الشيخ جواد محيي الّدِين العاملي الحارثي الهمداني ، من أسرة نجفيّة علميّة أدبية عريقة ذات أصول لبنانية من جبل عامل .
رسول ، هو صاحبُ القصيدةِ الخالدةِ المشهورةِ "الّتي يَنبغي أن تُكتب حروفها بماءَ الذّهبِ بدلاً عنِ الحبرِ" ، تُرَتّلُ كُل عشيّةٍ وضُحاها لما تحمل من هوية عقائدية أرخت الكثير من الاحدات في ابياتها :-
يحسين بضمايرنا صِحنا بيك آمنَّا
لا صَيحةَ عَواطف هاي لا دَعوه ومُجرد راي
هــــــــذِي مـــــــــِن مبــــــــــادِئنا
قرأها الشّيخ ياسين الرُميثِي في قرية "خرنابات" التابعة لمحافظة ديالى ، والّتي قال عنها آيةُ اللّهِ المرجع الدينيِّ الشّهيد السّيد محمد باقر الصدر: (أنَّها النّشيدُ الوطنيُّ لدولةِ العراقِ الإسلاميّةِ بعونِ اللّهِ)، وقد أوصَى أن تُدفن معهُ فَي قبرهِ.
صورةٌ فوتغرافيّةٌ (ألتقطت في الصحن الشريف لحضرة ومرقد أمير المؤمنين (ع) ـ في النّّجف الأشرف ـ بمناسبة تشييع الشاعر والرادود والخطيب الحُسينِي: المُلاّ عبد المحمد بن الشَّيخ عبد علي النّجفي؛ الّذي وافاه الأجل المحتوم: في يوم السبت ٢٢ من شهر صفر سنة ١٣٨٩هـ ـ والمصادف ١٩٦٩/٥/١٠م)؛ ويظهر في الصورة الشّاعرُ والأديبُ والرادود الشهيد الحاج رسول بن محمد رضا بن محمود الشيخ جواد محيي الّدِين العاملي الحارثي الهمداني: (الّذي هو من أسرة نجفيّة علميّة أدبية عريقة ذات أصول لبنانية من جبل عامل ـ وقد وُلد عام ١٩٢٢م).
العراقية)، والّتي قال عنها آيةُ اللّهِ المرجع الدينيِّ الشّهيد السّيد محمد باقر الصدر: (أنَّها النّشيدُ الوطنيُّ لدولةِ العراقِ الإسلاميّةِ بعونِ اللّهِ)، وقد أوصَى أن تُدفن معهُ فَي قبرهِ.
في عام ١٩٧٤م ، كان الحاج رسول محيي الدين مدعواً من قبل الحاج حسن آل ماشي ، لإحياء مراسيم عاشوراء في موكب جمهور الحمزة الشرقي في محافظة القادسية، وقد اُستدعي مع الحاج حسن لمقابلة مدير أمن محافظة الديوانية آنذاك ، لغرض إبلاغهما تعليمات الكيان البعثي العفلقي في ما يجب أن يقال على المنبر من مديح للكيان المجرم، وكذلك لتسليمه مبلغاً من المال تحت عنوان دعم الشعائر الحسينيّة، وهو إجراء كان يتّبعه زبانية الكيان البائد لغرض السيطرة على الشعائر المقدسة وصولا إلى منعها لاحقاً؛ وقد اعتذر الحاج رسول عن المديح على المنبر بذريعة أن الظرف لا يسمح لأن المناسبة حزينة وقد لا يتقبل الناس التطرق إلى مواضيع خارج مصيبة عاشوراء مما قد ينتج مردوداً عكسياً لما يريده مدير الأمن، وبخصوص المبلغ فقد رَدّه وقال:
"أنا شخصياً غير محتاج لكوني لا أقرأ تكسباً للمال ، بل أملاً في مرضاة اللّه (عزّ وجلّ) وشفاعة الحسين (عليه السلام) وإذا كان المقصود دعم الشعائر فليتم التبرع في هذه الحالة إلى الموكب مباشرة وأمام الناس أثناء قراءة القصائد كما جرت العادة".
فغضب مدير الأمن وأسمعه كلمات تسيء إلى الشعائر العاشورائية والعقائد الدينية المقدسة.
وبعدها خرج من المقابلة غاضباً متألماً؛ وفي طريقه إلى محل إقامته المؤقت تولدت فكرة القصيدة رداً على إساءة مدير الأمن، وعند الوصول وإتمام الصلاة أمسك بورقة وقلم ليكتب مطلع القصيدة وكان وقتها (يحسين بعقايدنا) وليس (يحسين بضمايرنا) كما أشتهر لاحقاً، ثم أكمل نظم القصيدة في الأسابيع اللاحقة في بغداد حيث محل إقامته في حي البنوك.
وفي موسم الأربعين قرأ الشاعر القصيدة في صحن الإمام الحسين (عليه السلام) لكنه لم يكملها بسبب إشارة وردته من زبانية الكيان البعثي المتواجدين في الصحن الشريف ، رغم كون القصيدة مجازة سلفاً، فأنهى القصيدة عند مقطع ((تربة كربله تشهد إلمن دمنه أصبحت حمرة)) بعدما خنقته العبرة؛ ولم يتمكن أبناؤه من تسجيل القصيدة على شريط بكرة وقتها بسبب عدم امتلاك الموكب لجهاز تسجيل، وبعد ذلك أخفى الشاعر القصيدة أملاً في أن يسنح الظرف لقراءتها كونه امتنع عن القراءة في المواكب بعد هذه الحادثة؛ وقبيل موسم عاشوراء عام ١٩٧٧م ، طلب منه الرادود المرحوم الشيخ ياسين الرميثي مجموعة قصائد تهيؤاً لمراسيم عاشوراء القادمة (حيث تعوّد أن يستنسخ نسخاً من القصائد المقروءة في المواسم السابقة) فعرض عليه فيما عرض هذه القصيدة وقص عليه حادثة القراءة في الصحن الشريف، فتأثر الشيخ ياسين بالقصيدة وقرأها في موكب عزاء "خرنابات" في ديالى ، وتعمَّد عدم ذكر اسم الشاعر تحسباً للمحاذير الأمنية، وتم تسجيلها على شريط كاسيت وهو التسجيل الذي اشتهر وانتشر على مدى العقود الأربعة الماضية، وقد وصلت نسخة من الكاسيت (إلى ثُوَّار انتفاضة صفر عام ١٩٧٧م ، في طريق النجف - كربلاء) والّتي صادف اندلاعها بعد أسابيع من قراءة القصيدة في "خرنابات"، فسرعان ما تم تكثيرها وتوزيعها على الثُّوار حيث أصبحت نشيد وهتاف المُنتفضين على طول طريق مسيرتهم من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة.
بقي رسول محي الدين مع بقاء هذه القصيدة في ضمائر الاحبة الى الابد وعلى مدى الايام حيّا يسري اسمه مع (يحسين بضمايرنا ) سريان الدم في العروق .فمن خلال الاحساس الداخلي .
ترك العشرات من القصائد الحسينية الخالدة عالقة في ذهن أتباع أهل البيت ومحبيهم ، والتي قرأها العديد من الرواديد الحسينيين .
توفي الشاعر (في ١٩ صفر سنة ١٤٢٣هـ ـ والموافق ليوم الخميس ٢٠٠٢/٥/٢م).
من كتاباته :-
غَالِي واشتّرينا حسَين
بالدّم يِنشَرى الغَالِي
عَلى خطَّك عَلى مَسرَاك
واصَلنَا المَسِيرُه اويَاك
مَهما صَار مَنْ بَالِي
بالدَّم يِنشَره الغَالِي