loader
MaskImg

نخلة عراقية

سيرة مبدع عراقي

عادل عكلة

breakLine

نخلة عراقية

الفنان و العازف عادل عكلة

 

حين يسأل الفنان الكبير عادل عكلة عن ثلاث سمات تميزه كإنسان و كفنان فإنه يجيب :
الهدوء
التأني في اتخاذ القرار
عشقي للفن.
وهذا ما يتضح من سيرته كفنان بدأ عاشقاً للموسيقى منذ صغره ليخطو بهدوء حتى تبلغ شهرته الآفاق و تتردد أغنياته على ألسنة العراقيين على اختلاف أعمارهم و أذواقهم و لاسيما أغنيات مازالت تحتفظ بمكانها في الذاكرة حتى الآن  مثل
 "كول لا تبخل "،"لا تعتذر لا "،"على بختك ","تعبت هواي"،"بس أريدك ترضه عني"
و عادل عكلة هو مطرب عراقي لمع فترة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات وهو من مواليد بغداد عام 1962 وترجع أصوله إلى محافظة البصرة في جنوب العراق واسمه الكامل عادل عكله عبد عيادة، ويعد أول من أدخل الآلات الموسيقية الحديثة إلى الغناء العراقي، وهو من محدثي الأغنية العراقية من حيث النمط والأسلوب.
عشق الغناء والموسيقى منذ صغره وكان متأثراً جداً بالفنان العراقي الكبير الهام المدفعي وبطريقة توزيعه للاغاني التراثيه كما تاثر بعمالقة الغناء العراقي أمثال  ناظم الغزالي وزكية جورج وصديقة الملاية وزهور حسين، وكان يحلم دائماً بأن يكون له شان في الغناء والموسيقى ودفع به هذا الحلم إلى الالتحاق بمعهد الفنون الجميلة ليتخرج منه بعد بضعة سنوات متخصصا بآلة البيانو والأورج في الوقت الذي كانت فيه آلات الاورج آله حديثه وغير معترف بها من كبار الموسيقيين والملحنين في العراق كونها تعد آله غربيه ولا تحمل سمات التخت الشرقي. وكان أول عمل يقوم به الفنان عادل عكله هو إصدار ألبوم يحتوي على أغان تراثية بتوزيع جديد، حيث تضمن الألبوم العديد من الأغاني مثل أغنية فرح ويا كمر دزلي خبر من كلمات حكمت البيداري وكانت من أولى أغنياته الخاصة ويصبرني، لو أدري، هذا الحلو كاتلني ياعمة، ناذر إذا رديتي، علميني شلون أنسى. 
حظيت أغنية يصبرني بنجاح واسع حيث باتت تردد في المقاهي والسيارات دون أن يعلم الناس من هو المطرب. ومع بداية العام 1989 أصدر الفنان عادل عكله البوم غنائي حمل عنوان (لاتعتذر) الذي لاقى نجاحا كبيرا بين الأوساط العراقية، حيث استطاع عادل عكله ابتداع نمط جديد في الغناء العراقي من حيث التوزيع الغنائي وبمصاحبة آلات الموسيقية الحديثة مثل الاورج والإيقاع الكهربائي. وباتت تردد أغانيه في الاعراس والاعياد والمناسبات وكانت من ألمع تلك الأغاني (لاتعتذر لا، قول لاتبخل عليه، موبيدي، دوس على قلبك، اقول الويل).

وعلى الرغم من الانتقادات والاتهامات التي ظلت تلاحق عادل عكله حيث اتهم بتشويه الموروث الغنائي العراقي، وإلى تقديمه للاغاني السريعة الهابطة إلى أن هذه الانتقادات لم تقف عقبه في طريق عادل الذي كان يقدم الأغاني بلون شبابي خفيف الظل، بل أيضا قام بتقديم أغان هادئة(سلو) ذات الإيقاع البطيء والتي لاقت نجاحا واسعا أيضا مثل (يا مسافر، اياروحي، ليش، مانسيتك، بعد هيهات) وتعامل الفنان عادل عكله مع العديد من الشعراء والملحنين الشباب لعل من أبرزهم إسماعيل الفروه جي الذي قدم له عددا كبيرا من الأغاني التي لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا منها (لوتجين، غريبه جيتك، شدعوه عمي، تعبت هواي، لالاتخافين، خلف الله عليك وغيرها من الاغاني). كما تعامل مع كل من أنيس محمد، علي سرحان، صباح الخياط، أما من الشعراء فتعاون مع كل من (كاظم إسماعيل كاطع، حسن الخزاعي، حسين الكناني، كريم العراقي).
ويعد الفنان عادل عكله المطرب العربي الأول الذي كان يغني ويعزف آلة الاورج معا بمصاحبة أعضاء فرقته وهم غزوان القيسي وعلي الريحان على الإيقاع. كما عرف عادل ببراعة عزفه على تلك الآلة التي تخصص فيها من معهد الفنون الجميلة، ويعد عكله واحدا من أهم العازفين في الوطن العربي، ولم يستطع أحد في العراق أن ينافسه على العزف على تلك الآلة سوى زميله الفنان والموسيقار رائد جورج. وظهرت فيما بعد العديد من الفرق الموسيقية التي قلدت أسلوب الفنان عادل عكله.
ظلت شهرة عادل عكله لاتتجاوز حدود العراق على الرغم من إحيائه العديد من الحفلات في الكويت وأمريكا قبل أحداث الخليج الأخيرة. حتى جاء العام 1993 وكان الفضل يعود لأغنية بس اريدك حيث كانت نقله نوعيه للفنان عادل عكله حيث دقت هذه الأغنية أبواب الشهرة عربيا. فبدأت أغانيه تأخذ مسارها عربيا. وبدأت الطلبات تنهال عليه لإحياء الحفلات الغنائية. وكانت محطته العربية الأولى هي الأردن حيث قام باحياء العديد من الحفلات التي حضيت بإقبال جماهيري واسع ثم بعد ذلك جوله خليجيه شملت عددا من دول الخليج.كما قام بجوله أوربية لإحياء عدد من الحفلات الغنائية للجالية العراقية. أما عن آخر الألبومات التي قام باصدارها حمل عنوان(احلى البنات) وضم مجموع   متنوعة من الأغاني مثل (قوارير العسل، بسك يازمن، ويلي. قولي ياحلو).

خرج عادل عكلة من العراق في بداية التسعينات من القرن الماضي بسبب المضايقات التي تعرض لها من قبل عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي السابق وأدى ذلك الابتعاد عن الساحة العراقية مما فسح المجال لمطربين آخرين بأن يأخذوا مكانه بين الشباب العراقي بعد أن كان المطرب رقم واحد خلال فترة أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات في العراق.