فرج عبو

نخلة عراقية

الرسام العراقيّ الرائد فرج عبو(1921-1984)، الذي كان أحد الرسامين القلائل الذين يُنظر إليهم دائمًا وهو يرتدي بدلة في كل صورة التقطت في استوديوهاته أثناء الرسم، كما كان عضوًا فعالًا في التدريس في العديد من مراكز المعلمين في جميع أنحاء العراق، ويمكن يمكن رؤية أعمال فرج عبو في جميع أنحاء العراق في أماكن مثل مطار بغداد والوزارات في جميع أنحاء المنطقة.

ولد في مدينة الموصل في العام 1921، وقد ظهرت موهبته المتميزة واهتماماته الفنية منذ نعومة أظفاره ، حيث زينت رسوماته ومنحوتاته الفنية المبكرة بعض كنائس الموصل القديمة مثل كنيسة مار أشعيا وهو في بداياته، كما ارتبطت نشأته بالأدب والمسرح إضافة للفن، حيث عمل في مجال التأليف والإخراج والديكور المسرحيّ.

واصل مسيرته حتى انتمى عبو إلى جمعية أصدقاء الفن في العام 1941، كما قام بتدريس فن الرسم في ثانوية الحلة، ودار المعلمين في بعقوبة. بعدها سافر إلى القاهرة لإكمال دراسته، وتخرج من كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير في العام 1950. واستمرت رحلات الدراسة حتى سافر إلى روما لاستكمال الدراسات العليا ، والتقى بأكاديمية الفنون الجميلة وتخرج من قسم الرسم، حيث حصل على أعلى مؤهل في الاختصاص بدرجة الشرف الأعلى في العام 1954.

عاد إلى بغداد ليقوم بالتدريس في معهد الفنون الجميلة ، ومن ثم في أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد حيث كان أحد ةبرز المساهمين في إنشائها وإرساء دعائمها الأكاديمية.

كما أشرف على بناء و إعادة صياغة المناهج للدراسات الاولية والدراسات العليا في القسم التشكيلي في الفنون الجميلة – جامعة بغداد ، وله عدة إنجازات متميزة في هذا المجال.

كما درس مادة التخطيط الحر في القسم المعماري – كلية الهندسة – جامعة بغداد لسنوات عديدة، وأقام وشارك في أكثر من ستين معرضا فنيا، منها معارض شخصية وأخرى مشتركة في داخل القطر وخارجه كان أبرزها :
ـ معرض ابن سينا المشترك الذي اقيم في معهد الفنون الجميلة عام 1950 .
ـ العديد من المعارض التشكيلية المشتركة المقامة داخل داخل القطر.
ـ معظم المعارض التشكيلية الوطنية المقامة خارج القطر.
ـ أقام العديد من المعارض الشخصية في بغداد والقاهرة وبيروت.
ـ أقامت وزارة الثقافة معرضا ً شخصيا ً له عام 1984 في قاعة الفن الحديث ببغداد ، وكان آخر معرض شخصي له حضره قبل وفاته.

شارك في العديد من اللجان العلمية الاكادمية ، والتنظيمية الفنية ، ومنها اللجنة التنظيمية لبينالي بغداد الأول، كما انتشرت أعماله الفنية في عدد من دول العالم.

عاصر عبو مختلف مراحل الفن العراقي وذلك قبل مرحلة الرواد وهي مرحلة تبلورت سماتها قبل ثورة عام 1958.
فتعددت المراحل والتجارب الفنية التي مر بها الفنان الرائد فرج عبو ، وكان همه الكبير ترجمة الواقع العراقي ومزاوجته بالأصول الأكاديمية للفن وأساليبه المتنوعة، ومن أساليبه المتميزة إضافة للمدرسة الكلاسيكية والانطباعية ، الأسلوب التجريدي والتجريد الإسلامي ، حيث ينتمي في أبحاثه إلى التراث العربي الإسلامي مجسدا بذلك جماليات البيئة والواقع العراقي.

لكل رحالة من مستقر، حيث توفي عبو، الفنّان الرائد، في بغداد، في الخامس من مارس، في العام 1984.