loader
MaskImg

نخلة عراقية

سيرة مبدع عراقي

محمد مهر الدين

breakLine

نخلة عراقية 
محمد مهر الدين

تقرير أعدته وكالة نخيل عراقي 
محمد مهر الدين (1938 - 2015) هو فنان تشكيلي عراقي ، ويعد من إحدى قامات التشكيل العراقي المبدعة وأحد أبرز التشكيليين العراقيين في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين  ،ولد محمد مهر الدين في محافظة البصرة عام 1938 ،وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها ، وبعد إكماله الدراسة المتوسطة في البصرة انتسب إلى معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1956 محتكاً بكبار الأساتذة الذين طوّعوا أفكاره الجماليَّة، أمثال جواد سليم وفائق حسن والدروبي .
وعند تخرّجه متفوقاً في المعهد عام 1959 أوفد للدراسة في أكاديمية الفنون الجميلة في وارشو حيث حصل على الماجستير في الفنون التشكيليَّة ، وأحبّ الرسم في سنوات طفولته ، وإن الفنان محمد مهر الدين واحداً من أمهر صنّاع اللوحة خشنة الملامح كثيرة التفاصيل ، تعطي في كل تأمل وجداني لها أفكاراً تأمليَّة متجددة في الخلط بين التجريد والواقع والإحتجاج على السائد المطروق .
لم يصل محمد مهر الدين البصري إلى هذه القناعة في تنفيذ اللوحة إلا بعد جهد كبير وسنوات من العمل التشكيلي الجاد . كانت أعمال مهر الدين في بولونيا مثار إعجاب أساتذته، وشاركهم الفنان الأسباني أنتونو تابييه الذي كان معجباً باشتغالاته على سطح اللوحة والعمل على تخشينها وسط صرخة احتجاجيَّة على الواقع .
أدخل مهر الدين الرمل وبرادة الحديد والزجاج والتزجيج واستخدم الحرق والدلك لإعطاء اللوحة سمتها التعبيريَّة التي يريدها .
كان مهر الدين في لوحاته مبتعداً عن الارتهان بمنطق اللوحة الطرازيَّة، وكان الدهان وألوان الزيت المتعددة جزءاً من اللوحة التي يصممها ثم ينفذها مليئة بالثقوب والحروق واللمعان، واستخدام تقنيات الكرافيك والنحت والفوتوغراف السالب والموجب، فضلاً عن تجعدات سطح اللوحة لأعطائها صرخة الأحتجاج الجمالي التي يريدها، خصوصاً في معرضه الذي أقامه عام 1978 بعنوان (غريب هذا العالم) الذي انطوى على لوحات الدهشة والأحتجاج على الواقع المأزوم، مستخدماً   تقنيات الكولاج والكلمات المتقطعة والحروق لبناء لوحاته التجريديَّة التي اشتهر بها وهو يطور مهاراته التنفيذيَّة للوحة كانت وسائطه الفنيَّة في التنفيذ تعتمد بداية على كروكية يصنعها بقلم الرصاص، وعند استقراره على حالة جماليَّة بعينها يبدأ العمل وسط افتراضات التغيير الذي يتم خلال تجسيد العمل الفني، لكنه عموماً استنبط تجربة التخشين لسطح اللوحة بحيث يغدو الشكل في منظوره العام خاضعاً للغة جمالية تفارق المألوف وتحتج عليه في صيغتها النهائيَّة .
كان ذلك قد تمَّ في المرحلة الثانية من تطور اللوحة عند مهر الدين والتي سبقتها مرحلة البناء الجمالي المبني على الأدهاش والمغايرة بعد صناعة أولية تخطيطيَّة للوحة قبل التنفيذ ،ويؤكد مهر الدين أن مواضيع رسوماته الأولية كانت نابعة من واقع البيئة البصرية والتراث العراقي، لكنه بدأ يتناول مواضيع إنسانية مع دخوله معهد الفنون الجميلة، ما أهله للمشاركة للمرة الأولى في معرض جمعية الفنانين ببغداد عام  1959 . وحينما عاد الى بغداد بعد اكمال دراسته في وارشو اقام اول معرض شخصي له عام 1965 فيما عمل مدرساً لمادة الفن في معهد الفنون الجميلة ببغداد لسنوات طويلة ، وفي عام 2011 صدر عن تجربة الفنان محمد مهر الدين كتابان، الأول نقدي حمل عنوان “آراء حول تجربة الفنان محمد مهر الدين التشكيلية” من عام 1967 إلى عام  2010 والثاني بعنوان “انشغالات محمد مهر الدين” من عام 1957 إلى عام  2011 وضم صوراً لـ  200 لوحة من أعماله الفنية، ويقول مهر الدين أن النقاد أنصفوه في كتاباتهم النقدية. وحصل الفنان محمد مهر الدين على عدة جوائز خلال مسيرته الفنية منها الجائزة التقديرية في المرتبة الثانية في بينالي الفنون في أنقرة عام 1986 والجائزة الأولى في مهرجان الفنون الثاني في بغداد عام 1988  وجائزة تقديرية عام1993  في بينالي الفن الآسيوي بنغلاديش، والجائزة الوطنية للأبداع في بغــــــداد عام 1998  وحقق مهر الدين ثلاث جداريات رسم كبيرة في مطاري بغداد والبصرة، وساحة الاحتفالات في العاصمة بغداد. وبالرغم من رضاه عن عطائه الفني ، إلّا أنه كان يحمل الكثير من الأمنيات في مقدمها عودة السلام إلى العراق ، وأن تتحول أعماله الفنية إلى جداريات ونصب تعبر عن تاريخ وثقافة هذه البلاد . أقام في شهر آيار عام  2014 معرضاً له بغاليري الأورفلي في العاصمة الأردنية حيث أقـــــــــــام فيها منذ 2006 ، معرضاً ضم 40 لوحة تجسد تداعيات حرب 2003  على العراق وبشاعتها ، وقال مهر الدين عن المعرض  : أنه استخدم الأسلوب التعبيري لأنه يعبر خير تعبير عن “الواقع المؤلم الذي عانى منه العراقيون جراء الحرب ".
توفي محمد مهر الدين في 23 نيسان 2015 في عمان، عن عمر 77 عاما،بعد صراع مع المرض. وأقيم له معرض بعد عام على الرحيل في العاصمة الأردنيَّة أقامه محبوه .
كان الفنان الراحل قد شارك في الكثير من المعارض العالميَّة في بغداد وأسطنبول ودلهي وأنقرة، وحصل على جوائز المعرض العالمي للملصقات عام 1982 والجائزة الثانية في أنقرة في البنيالي العالمي للفنون وعلى الجائزة الأولى للفنون في بغداد عام 1988، وعلى الجائزة الأولى في البينالي العالمي للفن الآسيوي في بنغلادش عام 1993، وجائزة الإبداع في الفن التشكيلي ببغداد عام 1998 وسواها من الجوائز الأخرى .