loader
MaskImg

نخلة عراقية

سيرة مبدع عراقي

يونـــــــــس البـــــــحري

breakLine

نخلــــــــــــة عراقيــــــــة 
الـــــــــــــرحالـــــــــــــة
 

 

يونس صالح بحري الجبوري، هو رحّالة وصحفي ومذيع وإعلامي وأديب ومؤلف عراقي،  ولد في شهر كانون الثاني من عام 1904م في مدينة الموصل، وجاء سبب تسميته بالبحري لأنه درس في المدرسة الحربية في إسطنبول في القسم البحري ، وتخرج ضابطا بحريا ، ومن خلال دراسته في مدينة ميونخ في المدرسة الحربية للخيالة تعرف على الرئيس الألماني أدولف هتلر آنذاك .

حياته 
هو من أسرة فقيرة تقطن حي السوق الصغير، في الموصل شمال العراق، صالح آغا الجبوري ولده الذي كان في الجيش العثماني برتبة ضابط، عمل والده في وحدة وظيفتها تأمين البريد بين إسطنبول وولاية الموصل، تعلم يونس القراءة والكتابة ودرس علوم القران عند ما يسمى سابقا بالكتاتيب ، ثم دخل المدارس الحكومية ، وعام 1921 دخل دار المعلمين في العاصمة بغداد ، ولكن تم فصله منها فيما لم يكمل دراسته المقررة ، وبعد ذلك التحق بوظيفة في وزارة المالية العراقية ثم قام البحري بتركها عام 1923 ، حتى سافر الى خارج البلاد .


زواجه 
يروى أنه تزوج بأكثر من مئة امرأة زواجا شرعيا، فيما كان في الوقت نفسه كثير الطلاق، وذلك بسبب ارتحاله من بلد لأخر، وبهذه قد فاق البحري ابن بطوطه في أيام زمانه. 
وبلغ عدد أولاده أكثر من مائة ولد من زيجاتهِ المختلفة، وقيل مائتان، ولقد ذكر ذلك لأحد أصحابه في مجلس حضره مع الملك فيصل الأول عندما هنّأه بولادة ولده الستين، أما في عدد زيجاته فلقد تفوّق على الجميع في العدد، ولقد سأله أحد الصحفيين وكان يونس بحري في نهايات عمره: كيف تزوجت هذا العدد الكبير من النسوة، وأنت مسلم، والإسلام لا يبيح إلا أربع زوجات؟ فقال : (أنا لم أتبع إلا الشرع، ولم أنكح إلا كما جاء في القرآن. إمساك بمعروف وتسريح بإحسان).


معلومات عنه 
يتقن  17 لغة أجنبية منها؛ اللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية والإنجليزية، ألف العديد من المؤلفات والكتب .


السائح العراقي 
سافر حول العالم، انطلق نحو الشرق عبر إيران، ومنها ذهب إلى أفغانستان والهند وصولاً إلى الشرق الأقصى وإندونيسيا ثم مر بالصين واليابان، وانتقل عبر البحر إلى الولايات المتحدة وكندا، واكتشف العالم لأول مرة، ثم عبر المحيط الأطلسي ووصل أوروبا، فانتقل من بريطانيا إلى بلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا، ثم وصل مصر وعاد إلى العراق في عام 1925 باسم (السائح العراقي)، وبعدها غادر إلى الكويت ومنها إلى السعودية حيث اخترق الإحساء ونجد والحجاز وعسير والربع الخالي وحده مشياً على الأقدام حتى وصل إلى اليمن والتقى الإمام يحى بن حميد الدين زعيم اليمن، ومن هناك عبر البحر الأحمر نحو أفريقيا واخترق أرتيريا والحبشة والسودان وعبر الصحراء الكبرى مشياً على الأقدام وحده، وزار الجزائر والتقى في مدينة قسنطينة بالمفكّر الجزائري مالك بن نبي الذي تأثّر به كثيرا كما ذكر ذلك في مذكراته، ووصل بعد 48 يوما إلى جبال الأطلس، ووجد نفسه في المغرب، فزار فاس ومكناس ومراكش والرباط وطنجة، ومن هناك عبر إلى أوروبا نحو إسبانيا و زار فرنسا وألمانيا وبلجيكا وأبحر إلى انكلترا، ودخل مسابقة لعبور بحر المانش، فتقدّم يونس بحري وهو يرفع علم العراق لدخول المسابقة قبل ساعات معدودة من بدئها من دون تحضير سابق أو تدريب، فشارك فيها وعبر البحر وفاز بالمركز الأول مسجلّاً سابقة لا مثيل لها في التاريخ الرياضي العراقي فأطلق عليه تسمية (يونس البحري) ومُنح جواز سفر دبلوماسياً ألمانياً، ثم رجع إلى العراق وكتبت الصحافة العراقية مغامراته الجغرافية، وعاد مثقفا بلغات ومعلومات واسعة، ولقد حصل في ترحاله عبر البلدان على أكثر من خمسة عشر جنسية، واشتغل فيها بمختلف المهن حتى صار لقبه (السائح العراقي) معروفاً في الصحافة العربية، والتي كان يراسلها، ويمدّها بأخبار مغامراته، فقابل بعض الملوك والزعماء، وكان موضع التكريم في كثير في البلدان التي زارها، ورجع إلى العراق سنة 1933 وعاد وألّف عن رحلاته قصصا تصلح حديثا للمجالس.

 

يونس البحري الاعلامي 
يعتبر أول من أسس إذاعة عربية في قارة أوروبا وكان ذلك عــــام 1939 ، وهي اذاعة برلين الناطقة باللغة العربية وكان مصدر بثها من المانيا الى بلدان الوطن العربي ، حيث كان يردد عبارته الشهيرة من خلال بثه المباشر " هنا برلين حي العرب" ، وكان يلقي خطبا تحشيدية وثورية لا يضع فيها حاجزا لأي شيء يشتم فيها ملوك العرب ورؤسائهم بصورة مستمرة . 
التقى بالعديد من الشخصيات المشهورة في زمانه والتي تمتلك حظوة اجتماعية ودولية، كما حكم عليه بالإعدام أربع مرات.

 

أسطورة الأرض 
شخصية غريبة ومبهمة ، لم تحدد لها هوية عمل واضحة المعالم ، لم يعرف ليونس البحري أي مهنة كان يمتهنها ، فما نقل عنه من اخبار كانت متعددة ومتضاربة للأعمال التي شُوهد يعمل بها ، منها ، عمل مراسلا صحفيا في الهند لإحدى الصحف الهندية لفترة زمنية ، وعمل بمنصب رئيس تحرير لجريدة في جاوة الإندونيسية ، وفي فترة زمنية أخرى شغل منصب مفتي في إندونيسيا ، وشُوهد وهو أمام لصلاة الجماعة في باريس – فرنسا ، هذه الشخصيات المتعددة والمشاهد المختلفة جمعها يونس في شخص واحد ، ولقب على إثرها بــــ "أسطورة الأرض" ،  وظل السؤال ، أي عمل كان ليونس ؟

 

ما نقل من طرائفه 
نشرت مجلة الأسبوع العربي مقالاً للمحرر أسعد السمّان جاء فيهِ الآتي: ((نشر أحد أصدقاء يونس بحري من الصحفيين اللبنانيين وإسمه (أديب ...) نعياً في مجلة السياحة اللبنانية ليونس بحري وعنوانه كما يأتي : (الرجل الذي مات في رمال الصحراء ... دون أن يحس به أحد). ووصلت مجلة السياحة إلى أبو ظبي، فقرأ يونس نعيه فيها. وروى يونس لبعض الأصدقاء أنه أراد امتحان إخلاص (الصحافي أديب) في مدى عاطفته الجيّاشة، فنجح الصحافي فيما جاش به مقاله، فكتب لهُ رسالة شكر على هذا الرثاء، ودعاهُ إلى أبو ظبي ليتأكّد بنفسهِ أنه لا يزال على قيد الحياة. ويكمل أسعد السمان مقاله قائلاً: والطريف أن الشيخ زايد بن سلطان حاكم أبو ظبي سأل يونس عن خبر موتهِ وقدّم إليه تعازيه على سبيل المزاح، وعندما زارت المطربة أم كلثوم أبو ظبي أخيراً، قام يونس بزيارتها في الفندق الذي سكنته، ولم يكد يطل عليها في جناحها في فندق العين، حتى بادرتهُ قائلةً: (البقية بحياتك)، ثم استطردت تمازحه (كيف بُعثتَ من جديد؟) فأجابها: (عندما سمعتُ أنكِ ستغنين في أبو ظبي). والطريف أن يونس يومها قد تزوج الزوجة رقم 91 وهي من سوريا)).


أيامه الأخيرة ، و وفاته 
أقام يونس البحري في الأيام الأخيرة من حياته المحملة بالكثير من الاسرار والخفايا غير المعلنة في بيت زميل له ، وهو الصحفي ، نزار محمد زكي ، الذي كان مديرا لمكتب وكالة الأنباء في بيروت ، وتوفي الرحالة والإعلامي والكاتب في مستشفى الراهبات بمنطقة الكرادة وسط العاصمة العراقية بغداد ، يوم الـــــــ 30 من آيار لــــــعام 1979 ، وتم دفن جسده في مقبرة الغزالي ، حتى ان القائم على تكاليف مصاريف الدفن هي مديرية البلدية ، مات الرجل الذي عرفته شخصيات العالم الشهيرة وجاب بقاع الأرض ، فقيرا لا يملك شيئا يدخره . 
تناقلت خبر وفاته وكالات وصحف اجنبية وعربية منها ، وكالة الصحافة الفرنسية ووكالة رويترز خبر موتهِ، ونشرتهُ جريدة النهار اللبنانية على صفحتها الأولى.
وقال فيهِ الشاعر الكويتي خالد الفرج قصيدة رثاء من 64 بيتاً كان مطلعها:
سرى يقطع الدنيا ويذرع أرضها  تقاذفه وديانها ووعورها
تزمهره فوق الجبال ثلوجها       ويلفحه بين الصحاري هجيرها
ويسري كأن الريح أعطته طبعها  يسابقها وهي السريع مرورها
ويشرق مثل النجم في كل بلدة  يحادثه عمرانها ودثورها

 


مؤلفاته
كانت لهُ العديد من المؤلفات والمقالات والكتب، ومن أبرزها:

- هتلر والقادة العرب في برلين، وهو الجزء الرابع من كتابه (هنا برلين حي العرب)
- هنا بغداد، طبع في بغداد 1938.
- أسرار 2 مايس 1941، أو الحرب العراقية الإنكليزية. طبع في بغداد 1968.
- تاريخ السودان، طبع في القاهرة 1937.
- تونس. طبع في بيروت 1955.
- ثورة 14 رمضان المبارك، أغادير ربيع. طبع في بيروت 1963.
- الجامعة الإسلامية، طبع في باريس 1948.
- الجزائر، طبع في بيروت 1956.
- الحرب مع إسرائيل وحلفائها، طبع في بيروت 1956.
- دماء في المغرب العربي، طبع في بيروت 1955.
- سبعة أشهر في سجون بغداد، طبع في بيروت 1960.
- صوت الشباب في سبيل فلسطين الدامية والبلاد العربية المضامة، طبع في عام 1933.
- العراق اليوم، طبع في بيروت 1936.
- العرب في أفريقيا، طبع في بيروت.
- العرب في المهجر، طبع في بيروت 1964.
- ليالي باريس، طبع في باريس 1965.
- ليبيا، طبع في بيروت 1956.
- محاكمة المهداوي، طبع في بيروت 1961.
- المغرب، طبع في بيروت 1956.
- موريتانيا الإسلامية، طبع في بيروت 1961.
- هنا برلين: حيّ العرب. وطبع في ثمانية أجزاء - بيروت 1956.
- وحدة أم اتّحاد؟ ثلاثة سنوات تخلق أقداراً جديدة: (سورية – العراق – اليمن – الجزائر – الجمهورية العربية المتحدة)، طبع في بيروت 1963.