يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
ترجمة المترجم العراقي هاتف جنابي
فيسوافا شيمبورسكا | شاعرة بولندية
وكالة نخيل عراقي || خاصّ
انظروا، كم ما تزال ماهرة،
كيف تحافظ على هيئتها
في قرننا الكراهية.
كيف تجتاز بخفة الموانعَ العالية.
كيف من السهل عليها أنْ تثبَ وتنقضّ.
هي ليست كسائر المشاعر
هي أكبرُ منها بنفس الوقت وأصغر.
وحدها تلد الأسبابَ،
التي تُحَفّزها على الحياة.
إذا نامت فليس في غفوة أبدية.
الأرقُ لا يسلبها القوى بل يضيف إليها.
الدِّينُ أو عَدَمُه- ليس مهما
المهم هو الانحناءُ عند الانطلاقة.
الوطنُ أو عَدَمُه- ليس مهما
المهم هو الانطلاق للسباق.
في البداية لا بأس بالعدل.
بعدها تعدو وحدها.
الكراهية. الكراهية.
وجهها يُحْرفه تقطيبُ
وجدِ المحبة.
آه، من المشاعر الأخرى-
السقيمة والواهنة.
منذ متى يمكن الإخاءُ
أنْ يجتذبَ الحشودَ؟
هل العطفُ ذاتَ مرة
بلغَ نهايةَ السباق أوّلا؟
كم من الراغبين يفتنُ الشكُّ؟
فقط الكراهية تفتن، إنها تعرف شُغلَها.
إنها ذكية مستوعبة مثابرة للغاية
هل من الضروري أن نقول كم من الأغاني ألّفت.
كم من صفحات التاريخ حبّرَت.
كم سجادة من الناس قد فرشَت
على كم من الساحات والملاعب.
علينا ألّا نخدعَ أنفسَنا:
هي تستطيع أنْ تُبدعَ الجمالَ.
عظيمة هي اتقاداتها في الليلة الظلماء.
رائعةٌ خصلاتُ انفجاراتِهِا في الغبش الوردي.
من الصعب ألا نعترف للخرائب بالإثارة،
وبالمزاج الداعر
للعمود الناتئ بصلابة فوقها.
هي سيّدة التناقض
بين الضجيج والسكينة
بين الدم القاني والثلج الأبيض.
وفوق كل هذا لا يُقرفها أبدا
باعثُ القاتل المهندم
فوق الضحية المشوّهة.
إنها جاهزة في كل لحظة للمهمات الجديدة.
إذا اضْطُرّت للانتظار ستنتظر.
يقولون إنها عمياء. هي عمياء؟
لها عينا قناص ثاقبتان،
تتطلّع بجرأة للمستقبل
- هي الوحيدة.
فيسوافا شيمبورسكا شاعرة وباحثة ومترجمة بولندية ولدت في 2 يوليو 1923. حصلت على نوبل للأدب عام 1996. توفيت في 1 فبراير 2012.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي