يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
آیدا مجیدآبادي/ شاعرة إيرانية
ترجمة /تمام أحمد ميهوب
1
أوغلتُ في ذاتي
بعيداً
وغدت سجائري
تلهث
أنوي بدء
الحياة
من تحت التراب
من ثنايا الديدان
التي تُنبئ عن عظامي
وذلك اليوم
في أول عيد ميلاد لي
يسعكَ
أن تكون أول من يشعل أول شمعة
وبغية امتلاككَ
اقترضتُ كل عُذْرات الفتيات العوانس
ورقصتُ على المرآة بقدر
يصعب عليها التعرف على جثتي.
2
سوف أغمركَ
تماماً مثل آلم
بتروهُ حديثاً من سرتي
وحلقي
شاغلك الأوحد فحسب
والسعادة
مجرد خيال
جلبته يديكَ لي
تحدثْ مع كتفي
عن سر ضفائر مكثت معقوصة لسنوات
هذه الليلة أنا مثخنة بالجراح
وذات يوم كانت مرآة في يدي.
3
سأنتزع رأسي من أحضانك
بجرم الرعونة
ولو جعلت الريح النوافذ
جسورة
إلى متى ينبغي أن أدير عقارب الساعة
لإثبات وجود يديَّ
وأشير إلى تزاوج المريمات
دون إصبع؟
الحق معكم
فدميتي أيضاً
مجرد قديسة
خسرت الحياة بعفة.
4
لم أرغب مطلقاً أن أكون مكان نفسي
عندما يملأ حُجره بالحصى
لأجعل الجبل مثمراً
هل يخشى سيزيف قرحة الفراش
لأنه قَبِل العمل عند الآلهة؟
وهل ستحرق نار طور هذه المرة
أرواح كل الأسماك؟
التمسْ من الأمواج استمرار البحر
ومن الألم استمرار الإنسان
فربما الملائك التي تعرج على أحلامنا
قد أصيبت بالموت الدماغي
ولن تحدث معجزة بعد الآن.
5
الريح تجلب أخباراً عن تغير الفصول
وأنا لا أزال أحبك
مماسح الأقدام لا تطير
وسليمان فتى مفلوج
ينتزع من وسادته الريش
تبلغ الآلام ذروتها في الليل
عندما تدس الحياة يدها داخل مقاعدنا
وتدعو القمر إلى مسرح عرائسها
وعندما تبتعدُ عن المرآة
ألصقُ وجهي بوحشة على امتداد الليل.
6
تصلني بنفسجياً
وتطلع آلاف النجوم من مذنبي
لحظة البشارة وشيكة
ستجعل النطفةٌ التي تنعقدُ في المطر
العالم أخضر
تشرع العبادة من الفم
عندما يغدو عُريك
الصراط الوحيد للخلاص
وستجعل رعشة قبضتكَ على ضفائري
كل صفصاف العالم
مجنوناً
وتمنحنا
الشموس المنتظرة لسنوات
خلف الباب
ثمالة الليلة.
7
يجلدونكَ على عتبة الليل
وأنا أحظى بالكدمات تحت كعوب الحرية
ما ذنب هذا التراب
حتى تغدو عقوبته في أجسادنا تسفيهاً
ويمسي جسداً بلا وطن
فهل تقدم القبلة بالدم وردة
ليسموا مكان شفاهي على كتفكَ؟
فهل كان الحب أول ذنب
ليتتبعوا إثري حتى قلبك
وتجول أمك بمجذاف محطم
في الحجرة
حتى لا يغرق في دموعها
وأنا أعرف
أن الدموع
لا تضيء حظ أحد
8
لا تدع حصيلة إيماني
تعلق على الصليب
فليس ثمة امرأة
أوصلها إلى العروج.
*****
سيرة الشاعرة
شاعرة إيرانية من مواليد 1990 م ، عانت منذ ولادتها من ضعف شديد في البصر، بيد أنه مع تصرم الوقت ومرور الزمان اكتسبت بصيرة ثاقبة. فأبدت منذ نعومة أظفارها ميلاً جامحاً إلى الشعر والفن، درست في الجامعة الأدب الفارسي ونالت درجة الماجستير.
تنشر مقالات نقدية وترجمات مختلفة في المجلات الإيرانية والأجنبية.
صدر لها مجموعتان شعريتان حصدتا اهتماماً كبيراً من قبل القراء والنقاد في إيران.
ديوان " لا يمكن كوي الفراشات" تم تسجيل وإيداع هذا الديوان في المكتبة الوطنية في السويد، "الحب دائماً مذكر". ولها في النقد الأدبي كتاب "الشموس الدائمة".
تقول الشاعرة مجيدأبادي أن الشمس والمطر من فجرا قريحتها الشعرية وأرحبا لها المدى لتلج عالم الشعر والأدب، وكان ذلك عندما صحبها والديها في نزهة إلى الحديقة، وداعبت وجنتيها حبات المطر في يوم ربيعي مشمس، فقرضت أولى كلماتها، ولمّا سمعها الأب أدرك أن «آيدا» ستصبح شاعرة. فملأ المنزل بأشرطة الكاسيت لتسمع قصائد فطاحل الشعر الفارسي القديم من قبيل جلال الدين الرومي وحافظ الشيرازي وسعدي والفردوسي ورودكي وتأنس أشعار سهراب سبهري ونيما يوشيج وقيصر أميربور وفروغ فرخزاد. وهكذا تخلت عن هوايتها المفضلة "لعب الشطرنج" لتنظم الشعر وتعكس هموم المجتمع والناس وتدعو إلى الخير والحب والسلام.
تتسم أشعارها بالدفاع عن حقوق المرأة، وتصرح أن مهمة الشاعر هي التنوير، وتقول ينبغي لمن رام خوض غمار الشعر أن يكون عاشقاً.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي