loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

يا عاشقَ القدسِ

breakLine

 

عقيل حاتم الساعدي | شاعر عراقي


اليومَ أتلو على أسماعِكم عَجَبا
يُحَيِّرُ الدمعُ فيها الشعرَ والأدبا

إنِّي أرى في منامي ما يُفزِّعُني
على الرؤوسِ طيورٌ تأكُلُ العِنَبا

ونادلُ القومِ يَسقِي العِلجَ خمرتَهُ
كأنَّهُ نسِيَ التأويلَ وانسحبا

وراحَ يَرقُصُ للسلطانِ مُضطَرِبًا
وقد رأى الحقَّ في عينِ الرؤى لَعِبا

وقد رأيتُ مِن الأبقارِ أسمنَها
أمسَت لرَهطِ ذئابٍ مُفزِعٍ نُهَبا

جلودُها سُلختْ في سيفِ من صمتوا
وقائدُ الرَّهطِ من قاني الدما شربا

وقد رأيتُ دموعًا في الثرى سُكِبَت 
تبكي وريثًا يعيشُ العمرَ مُغتَرِبا

يحيا غريبًا وسهمُ الموتِ يَتبَعُهُ
يَسعَى لربِّ السما يَدعوه مُرتَقِبا

يَهُزُّ نخلَ بلادِ العُربِ مُلتَمِسًا
لكنَّهُ ما جنى مِن هزِّهِ رُطَبا

لم يسطعِ العيشَ والأفعى تَهِمُّ بهِ
ففرَّ كالطير في الظلماءِ مُحتَسِبا

يمَّمتُ وجهيَ شَطرَ القدسِ مُنتحِبًا
والدمعُ سحَّ على الخدَّينِ مُنسَكِبا

هناكَ كلُّ عيونِ الناسِ شاخصةٌ
كأنَّ عيسى على أبوابِها صُلِبا

بلفورُ يمنح أرضًا ليس يملكها
والعهدُ في مُسنَدِ التاريخِ قد كُتِبا

ما كانَ يعقوبُ يَرضَى سوءَ فَعلتِه
بالزيفِ صارَ اسمُ إسرائـ ـيلَ مُكتَسَبا

سفينةٌ في دماءِ الناسِ ماخرةٌ
وما وجدنا لها حدًّا ولا سببا

قرصانُها ذبَحَ القُربانَ في علنٍ
وصبَّ مِن دمِهِ في كأسِهِ نُخَبا

مُذ حينِها وأمورُ القدسِ في يدِهِ
والعُربُ تُبدِي له مِن خوفِها عَتَبا

أليسَ في الذِّكرِ آياتٌ مفصَّلةٌ
عن العدوِّ وذو لبٍّ مَنِ اجتَنَبا !

هل يُنكِرُ الشمسَ إنسانٌ إذا خَسَفَت
أم يُنكِرُ البدرَ لو في المُزنةِ احتجَبا

أم نُنكِرُ القتلَ والتهجيرَ في علنٍ
سألتُ مِن حَيرتي الأفلاكَ والسُّحُبا

الناسُ سَكرى كعُبَّادِ العجولِ؛ فقد
ظنُّوا كلامَ إمامٍ خادعٍ عَجَبا

بزُخرُفِ القولِ أغراهم بقبضتِهِ
ليَهجروا الوحيَ والتنزيلَ والكتُبا

ويطلقُ الحزن مكسيًا بدمعته
بعضُ النوائحِ تَبكِي ميِّتًا كَذِبا

فكم ضِرارٍ بنى بالسُّحتِ مَسجِدَهُ
مِن عمقِ سجدتِهِ نحوَ الملوكِ صبا!

يبيعُ دينًا به للقاسطينَ رضًا
أرسِل عليه إلهي الذلَّ والوَصَبا

الديكُ بدَّلَ صوتَ الفجرِ ممتعضًا
لن يُعبَدَ اللهُ والإنسانُ قد غُصِبا

إنَّ الملوكَ لمجنونِ الهوى انبَطَحوا
مِن بعدِ بَيعتِهم أمسى بهم جُنُبا

لن يُجمَعَ اللبنُ المسكوبُ ثانيةً
مِن بعدِ ما سحَّ فوقَ الرملِ وانسَكَبا

باعوا الجِنانَ بمُلكٍ لا جنودَ بهِ
والمُلكُ يصبو لمَن يومَ الوغى غَلَبا

ماتَ الإباءُ بليلِ العهرِ واأسفي
وقد علِمتُم لماذا جيشُنا انتَكَبا

داءُ الخيانةِ ميراثٌ لمَن حكَموا
سيوفُهم قُلِبَت يومَ الوغى قصبا

أو أنَّها لفنونِ الرقصِ قد صُنِعَت
تبدو لناظرِها مطليَّةً ذهبا

أمسَوا عبيدًا وتاجُ العرشِ غايتُهم
والتاجُ لو عقَلوا لا يَلبَسُ الذَّنَبا

ودارُ عبلةَ لمْ تفخر بفارسِها 
قد أصبحتْ لشَتاتِ الأرضِ مُستَلَبا

سبعونَ عامًا بلا فجرٍ ولا قمرٍ
والليلُ باتَ مِن الآلامِ مُكتَئِبا

النارُ تأكُلُ في أوطانِنا تَبَعًا
لاحت لمَن عقَلوا عبرَ المدى لهبا

وكلما اقتَرَبَت مِن وارفٍ عَبِقٍ
ردَّت سنابلَهُ في لحظةٍ حطبا

والناسُ تَسألُ عن أسبابِ محنتنا
وما عرَفنا لها معنىً ولا سببا

يَميدُ ظهريَ مِن مكنونِ قافيتي
مالَ اضطرارًا مِن الأحمالِ وانحَدَبا

لكنَّهُ وجميلُ الصبرِ أحزمتي
يسيرُ في الدربِ مَحنِيًّا وما انقلَبا

يا سائلي عن ظلامٍ عمَّ ليلتَنا
قبلَ الغروبِ هلالُ العيدِ قد غرَبا

سنَستَهِلُّ غدًا مِن فوقِ تلَّتِنا
لم نُبدِ يومًا لهم يأسًا ولا تَعبا

سبعونَ عامًا وأهلُ الحقِّ ما وهَنوا
والطفلُ صاغَ مِن الأحجارِ خيرَ نبا

إنَّ الشجاعةَ في عينيه ملحمةٌ
كأنَّهُ يحمدُ الرحمٰنَ ما وهبا

لا يُبرَمُ الصلحُ إلا عندَ مقدرةٍ
ما باتَ ذئبٌ للحمِ الشاةِ مُجتَنِبا

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي