يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
ترجمة | بدر شاكر السياب
نص خاص بأسبوع السياب الثقافي
من جرحي الجديد الذي فتحته الأقدار
خلت شمس المغيب تدخل قلبي
في عنف كالذي تدخل فيه موجة
إلى جوف سفينة تغرق شيئاً فشيئاً
بعد أن انشقت على حين غرة
وكنت في ذلك الأصيل
كمريض طال به أمد الداء
يبارح الدار لأول مرة
ليرضع الحياة من العالم الرحيب
أمشي وحيداً على الطريق
ذاك الذي يؤدي إلى أثينا
إلى معبد اليوسيس
وكان هذا الطريق عندي على الدوام
مسلكاً من مسالك الروح
كان يبدو مثل نهر عظيم
وكانت تدب عليه عربات بطيئة تجرها الثيران
موقرة بحزم من أعواد الذرة
وعربات أخرى كانت تمر بي مسرعة
فيها رجال كالظلال
ولكن فيما وراء ذاك
وكما لو كان عالم الناس ولى
ولم يبق إلا الطبيعة
كان الهدوء والطمأنينة
يرينان ساعة بعد ساعة
وتبدت لي الصخرة التي لاقيت
مغروسة في خافة الطريق
وكأنها عرش خبأته لي الأقدار
وأعدته لي وحدي طوال كل العصور
وهناك جلست عاقداً يدي على الركبتين
ناسياً إن كنت في ذلك اليوم قد بدأت السفار
أم أنني قد سلكت هذا الطريق
في العصور الغابرات
ولكن على حين غرة
في ذلك الهدوء الذي يرين
ومن اول عطفة في الطريق
برزت ثلاثة أشباح
غجري علي أقبل يسعى
ودبان من ورائه يتبعانه وئيدي الخطى
وهو يجرهما بالسلاسل والأغلال
وحين صار أمامي وأبصرني الغجري
وقبل أن أجد وقتاً يكفي لأن امعن النظر إليه
أسرع فتناول من كتفه الطار
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي