يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
* سارتر: حول الغيبوبة والغضب كهروبات – تجارب لنظرية الانفعالات-
ترجمة عبد الوهاب الملوح || شاعر ومترجم مصري
’’إني أتلف نفسي .. إني استسلم.’’
ترجمة عبد الوهاب الملوح
التلف: هبَّة فناء تصيب العاشق بسبب اليأس أو الامتلاء
. 1 لا يهم إن كان جرحا ؛ أو سعادة كانت ؛ أجدني أحيانا مأخوذا برغبة التلف.
كان هذا الصباح ( في الريف ) رماديا وناعما.كنت أتألم ( من حادثة لا اعرف ما هي) . انتابتني فكرة انتحار خالية من أي استياء ( دونما تهديد لأي شخص) فكرة عارية ؛ لا تلغي أي شيء ( لا ’’ تكسر ’’ شيئا ) تتناغم مع لون ( صمت ؛ تلاشي ) هذه الصبيحة . كنا ذات يوم آخر في انتظار الباخرة على ضفة البحيرة تحت المطر ؛ نفس الرغبة في الفناء عاودتني هذه المرة لكن بسبب السعادة . هكذا إذا يتملكني الشقاء والفرح أحيانا دون أن ينشأ عن ذلك أي شغب ؛ دونما مبالغة ؛ إنني متفسخ ؛ غير متقطع ؛ أسقط أسيل؛ أتهاوى .
هذه الفكرة الخفيفة , الغاوية, الحساسة ( كما نحس الماء بأقدامنا) يمكن أن تعود. ليس لها من شيء مهيب . هي ذي النعومة بالضبط .
-تريستان –
. 2 يمكن أن تأتي هبة التلف من جرح ؛ولكن أحيانا من ذوبان , نموت معا من عشقنا لبعضنا ؛ موت مفتوحة , بالانحلال في الايتير, موت مغلَّقة في قبر جماعي . –بودلير- التلِف لحظة نوم مغناطيسي , إيحاء فاعل يدفعني أن أدوخ دون أن أقتل نفسي . ربما من ؛ هنا نعومة التلف .
-روسبروك- ليس لي أي مسؤولية فصل ( الموت) ؛ لا يدعني ارتكن لأي شيء ؛ إني أعترف ؛ أحيل نفسي ( لمن لله. للطبيعة . للكل . باستثناء الآخر .)
.3 يحدث أحيانا أن أتلف نفسي ؛ ذلك إنه لم يبق لي موضع في أي مكان ؛ حتى في الموت . صورة الآخر – حيث التصق ؛ بما أحيا – امَّحت . سوف تبدو أحيانا كأنها كارثة ( سخيفة ) تبعده نهائيا وأحيانا هي السعادة القصوى تأخذني إليه؛ في جميع الحالات مفارقا إن كنت أو منحلا فأنا غير مقبول في أي مكان ؛ في الواجهة لن أتحدث إليَّ ؛ أو إليك و لا حتى إلى الموت ؛ لن أتحدث إلى أي شيء .( من الغريب ؛ انه في الفصل الأشد من الخيالي العاشق – يفنى المرء بعد أن تتم إزاحته من الصورة أو التحم بها – تكتمل سقطة هذا الخيالي : وقت قصير للترنح؛ أفقد بنيتي كعاشق : إنها جنازة مزيفة , دون جهد : شيء يشبه اللامكان)
عاشق الموت ؛ كلام مبالغ فيه فيما يخص النصف: الموت متحررة من فعل الموت (كيتس ) أمتلك إذا شدة هذه الرغبةنزيف لطيف لا يسيل من أي نقطة في جسدي , تحرُّق متسرع محسوب تقريبا كي لا أتـألم قبل أن أضيع ؛ اتخذ لي مقعدا بشكل لا جيء عند فكرة خاطئة عن الموت ( خاطئة مثل مفتاح خاطئ)؛ أفكر إن الموت في جهة هنا ؛ أفكر فيها وفق منطق اللامفكر, انعطف خارج الزوج الرهيب الذي يربط الموت بالحياة ويقابلهما .
أليس التلف هو الفناء في الوقت المناسب ؟ ليس من الصعب عليَّ أن أقرأه استراحة فقط بل انفعال . أغطي جنازتي بالفرار ؛ انحل وأدوخ لأفلت من هذا التكثف ؛ من هذا الاحتقان الذي يجعل مني موضوعا مسئولا؛ أخرج ؛ انها الدهشة .
نهج شارش ميدي بعد سهرة صعبة شرح لي فلان بصوت دقيق وجمل واضحة التركيب , خالية من التعقيد ؛ انه يتمنى لو يدوخ أحيانا ؛ يأسف لعدم قدرته على الاختفاء بشكل إرادي.
كانت كلماته تقول انه عازم على الانهيار أمام ضعفه ؛ عدم مقاومة الجراح التي تسبب له فيها العالم ولكنه في نفس الوقت يعوض هذه القوة الخامدة بقوة أخرى بتأكيد آخر : إني أتحمل مسؤوليتي تجاه وإزاء كل إنكار للشجاعة ؛ هو إذا إنكار للأخلاق : هذا ما يقوله صوت فلان
فرتر: ’’ بهذه الأفكار ؛ أتلف نفسي ؛ أنهار ؛ تحت قوة هذه الرؤى الرائعة’’ . ’’ سوف أراها (..) كلها , نعم كلها , كمن ابتلعه التلف . يندثر أمام هذا البعد’’
تريستيان: ’’في الهاوية المباركة للايتير اللانهائي , في روحك المعظمة ؛ الشاسعة؛ اللانهائية ؛ ألقي نفسي وأتلفها بلا وعي . اوه ايتها اللذة !’’( موت أيزولد)
بودلير : ’’ذات مساء من الورد والازرق الصوفي , تبادلنا وميضا عديم النظير . كزفير طويل محمل كله بالتواديع ’’ ( موت العشاق )
روسبروك: ’’ استراحة من التلف.
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي