loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

الموت وحده

breakLine

بابلو نيرودا

 

ترجمة:

بدر شاكر السياب / شاعر وكاتب عراقي

 

هناك مقابر موحشة مستوحدة
قبور ملأى بالعظام، دون صوت
والقلب يسرب من خلال نفق صغير
مظلم، مظلمظ ، مظلم
وكما لو كانت سفينة تغرق
من الداخل نموت
ونحن نغرق في القلب
ونحن نسقط من الجلد إلى قرارة الروح


هناك جثث ،
هناك أقدام من الطين البارد اللزج
هناك موت داخل العظام
كالصوت، محض صوت
كنباح دون كلاب
ينبعث من أجراس عديدة، من قبور عديدة،
يفيض في ذلك الصمت الرطب، كالدموع أو المطر


وأرى، في وحدتي ، بعض الأحايين
نعوشا ناشرات القلوع
تقل موتى شاحبين.. نسوة مسبلات الجدائل،
من كل خبازة بيضاء كالملاك،
وصبايا مكمدات ، زوجات كتاب عدول
نعوشاً في نهر الموت العمودي مصعدات،
في النهر الأرجوان
مصعدات، بأسرعة يملؤها صوت الموت،
يملؤها صوت الموت الصموت


والموت يصل إلى الشاطئ المشؤوم،
كحذاء دون قدم،
كرداء دون لابس يرتديه،
يصل يضرب بخاتم لا فص له ولا إصبع فيه
يصل ليصرخ دون فم، دون لسان، دون حنجرة


وما زالت خطاه يتجاوب صداها،
وثباته يتجاوب صداها، خرساً كأنها شجرة


لست أدري ، وما أفهم إلا قليلا،
وأوشك ألا أرى،

بيد أني أخال لأغنيته لون أزهار البنفسج الرطبة،
لو أزهار من البنفسج قد ألقن التربة


لأن وجه الموت أخضر
مشرب برطوبة ورقة من أوراق البنفسج،
وإن لون القاتم لهو لون الشتاء المحتضر

ولكن الموت، فوق ذاك، يذرع البلاد
متنكراً في زي مكنسة
تتهجس بلاط البيوت
بحثاً عن الموتى
والموت في المكنسة
ولسان الموت يبحث عن الموتى
وإبرة الموت تبحث عن الخيط كي تخيط

 

الموت في السرور الصغيرة،
في الوسائد البيضاء، في الأغطية السود
إنه يقبع متربصاً ....
ولكنه سرعان ما يعصف ويثور،
يعصف بصوت منفر تتفتح منه أغطية الفراش
وتنطلق الأسرة مقلمات صوب ميناء
ينتظر الموت على رصيفه، في بزة أمير للبحر،

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي