سبع نجوم في الفضاء المقفر

ويللي غرانكفيست

ترجمة المترجم العراقيّ باسم المرعبي
 

وكالة نخيل عراقي || خاصّ

حان الوقت، حان..
منازل الظل مثل نظرة هائمة
على سور، يرتفع كالسراب في مسافة منكمشة
تصبح بذرة ملموسة، متجمدة في طورها.
غيوم مزرقّة تحلّق ثقيلة فوق المنطقة.
أناس، أحياء في موتهم، متميزون
ظلال من الكريستال الحقيقي، عجلى تعبر مجال النظر
أو تلتمس بجلَد، هناك، القليل من البرودة
في زاوية ما تشبه الأيقونة.
عجوز يحمل بيد واحدة الملابس التي ترفرف بقوة لأجل الريح الصامتة،
شاحب، هو بنظرة من جمر في ملامح نصف مبعثرة، يقف بجانب السور
ويبدو أنه يريد أن يلفت الانتباه إليه بصمته الغريب.
لكنه تقلّص في وهج الضوء كما لو أنّ يداً عملاقة أمسكت به.
الروح المستحضرة في السور، روح متقلبة تهتز بحركة مفاجئة عبر جسد مظلم.
جسد وقتٍ مخصّب بفرجات كالتي بين أشجار غابة.
رئتا نوفمبر مياهٌ حادّة،
مدى النظر يزداد، بلا أوراق، يتحدث الرمادي في تدرج لوني،
شيء من قطرة شجيرة حمراء، ربما، لا تزال في نقرة عظم الترقوة.
الروح: انعدام المسافة. طيف من حركات الطاقة، منفصلة عن قشرتها.
مراسَلات بين نقاط متقلبة الأطوار، آثار ذَرّة. إنها في خلفية مجال النظر،
حيث يكون السور.
ترى قطرات ضوء مفاجئة تنتشر، سريعاً.
الأحداث في قلب الغبار، بيضاء، داكنة، منحلّة.

هكذا تجمدّوا. السور يقترب.
إنه كروي. يغنّي للزمن الذي يدور ويتسع. يغني للثقوب السوداء، لمادة الفراغ المظلمة.
خطوط تشي بنزعة انفصال عن بعضها لتظهر أنها تظلّ سوية، لكن، بِاسْم حالة أخرى.
السور يقترب، مع هسهسة البحر، شرقاً.
إنه يفصل شيئاً ما عن شيء ما.
عنكبوت الكدّ الأرضي يغزل وحوشاً تتجمد في نفس وقت تكوّنها.
موسيقى، نواقل إرسال عصبية غير مسموعة بمقاييس جديدة، تهجئات جديدة. صورة خريطة ناصعة.
يغمر الظلام السور، لكن الخطوط تضيء المسارات.
البرد الشمالي يصبح زفيراً، يصعب التنفس في فوهات الأنفاق، حيث أطفال المدارس، يقفون في مجاميع وينظرون إلى خزانات عرض الأحافير،
السبائك، تعيش، بالقوة المشتركة، في الإرادة الأبدية التي تثبتها.
حول شجرة السنديان العارية، تنقط البذور غير القابلة للإخماد،
بقايا البذور الداكنة،
مضيئة تماماً، مثل نوفمبر.

الغراب الذي ذكرته بشكل مفاجئ لا يزال يقفز في العشب الممتد بلا انتظام، حيث الأحماض تتخمر في طبقات التربة كشراب صانع سرّي.
كان الحلم خرقاً في الزمن،
أياً كان،
فكلّ خرق آخر، يفي
التفاعلات تتم بطريقة غير قابلة للترويض.
الغيوم الثقيلة تلطّخ السماء المضببة.
خبط جناح الغراب يتواصل
الطائر تركَ آثاراً على الأرض،
حركة خربشات صغيرة بمخالب قاسية
لكن فضولية.

كم مرة يمكن للأشياء معاودة الدخول
في ذواتها، والخروج منها، ليلاً
يذهب الغبار في جولة أورفيوسية، عضلات
تنجدل حول المادة الأقسى.
تُعزل شعرة الضباب الرمادية، الوقت متاحٌ مرة أخرى
حيث الحيوانات المبخّرة تتحرر بجلدها المتهرئ.
ألواح لحم  بلون مزيج من البني والرمادي، مكدسة
لا فائدة، تركيب غير مفهوم
ضمناً، سبع نجوم، تتجمد بشدة
في الفضاء المقفر.
 

* العنوان الأصلي للقصيدة "في الوقت المناسب".

وتجدر الإشارة ويللي غرانكفيست 1948ـ1985: ولد الشاعر والكاتب والإذاعي ویللي غرانكفيست في میلارھویدن، جنوب ستوكھولم المنطقة التي تشتھر على أنها واقعة عند ثالث أكبر بحیرة في السوید ھي"میلارین". كان واحدا من ثلاثة أبناء لھربیرت غرانكفيست عامل الترام. درس بین عامي 1971 و1972 في جامعة أوبسالا لكن بسبب حصوله على وظیفة في الإذاعة السویدیة غیّر خططه الدراسیة لیكرس وقته للإذاعة التي تولى فیھا مختلف الأعمال، من بین ذلك عمله كمحرر ثقافي ومسؤول عن برنامج "قصيدة اليوم"، الذي یتمتع بشھرة وأھمیة في مجاله. صدر عمله الشعري الأول "الأجساد والأمكنة" عام 1974، تلته عدة مجامیع شعریة مثل، "ملاك في زمننا"ـ 1976. "ظلام"ـ 1982، "الزمن لیس له اسم"ـ 1984. "النسیان"ـ 1985. حازت كتابته أھمیة كبیرة بالنسبة لشعراء جیله وفي ھذا الصدد یشیر الشاعر ماغنوس رنغرین في كلمة اختتم بھا مجموعة غرانكفیست الموسومة "اللیل" الصادرة عام 1987، أي بعد حادثة انتحار الشاعر بسنتین، بالقول إلى أن: اللیل لعبة حلم أو نصف لعبة نوم مشارف على الیقظة كما یمكن النظر إليها في نفس الوقت كاستعداد للموت وتمیمة ضده، فكلا الاحتمالین ممكن. يُعد شعر ویللي غرانكفست الأكثر امتيازاً لحقبتي السبعینات والثمانینات بالنسبة للتیمات التي تصدى لھا، وفقاً لموسوعة الأدباء السويديين ـ 1999.