loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

غابة أوربا "ديريك والكوت إلى جوزيف برودسكي"

breakLine

 

ترجمة / محمد تركي النصار/شاعر ومترجم عراقي

الأوراقُ الأخيرةُ سقطتْ مثل نغمات من البيانو 
تاركة أشكالها البيضوية ترنُّ في الأذن 
تبدو غابةُ الشتاء بتوقفاتها الموسيقية النشاز 
كأنها اوركسترا فارغة 
تآلفتْ سطورُها على هذهِ المسوّداتِ الْمُبعثرة للثلج.

أوراقُ شجرة البلوط النحاسية 
تشعُّ عبرَ زجاجِ الحائطِ البنيِّ
كما يشعُّ في رأسك (الويسكي) 
بينما تتصاعدُ أنفاسُ الشتاءِ
من أبيات «ماندلشتام» التي تُلقيها
وهي تنداحُ مثلَ دُخانِ السيكارة.
(إلى حفيف أوراق الروبل عند النيفا المصفرّ)  

تحتَ لسانِ مَنفاك 
حشرجات الحروف تُطقطقُ كأوراقُ يابسة 
عبارة ماندلشتام تشعُّ ضوءاً بغرفةٍ معتمة 
في اوكلاهوما القاحلة.

هناك أرخبيل غولاغ (1)
تحتَ هذا الثلجِ حيثُ الملحُ 
ينبوعُ المعدنِ لطريقِ الدُموعِ يسقي هذه السهولَ 
القاسية والمفتوحة كوجهَ رَاعٍ شققتهُ الشمس 
وبقايا الثلج غير المكشوط. 
تناهى على شكل همسات من اجتماع الكتاب 
بأنَّ الثلجَ يتجمَّع كالقوزاق 
حول جثَّة السيبيري المنهك 
حتى تهبَّ عاصفةٌ ثلجيَّةٌ 
من الاتفاقيات والأوراق البيض
بينما لا نعثرُ على أثر لشخصٍ واحد 
خلال هذه القضية.

لذلكَ تحملُ هذه الأغصانُ رفوفها
عندَ كلِّ ربيعٍ 
مثل مكتباتٍ عامرةٍ بمنشورات الأوراق الجديدة
حتى يعيدَ اليبابُ الورقَ إلى ثلجٍ مرة أخرى.
لكن عندَ انعدامِ المعاناة 
تبقى ذاكرةٌ واحدةٌ مثلَ شجرةِ بلوط 
ذاتِ أوراقٍ نحاسية شحيحة.

وبينما يجتازُ القطارُ 
رموزَ الغابة المعذبة
تتغيَّرُ مشاهدُ الجليد
مثلَ ساحات الشحن 
أبراج كنائس الدموع المقرورة 
بخار زعيق المحطات 
هو يرسمها في شهقة شتاء واحدة 
تحوَّلَتْ حروفها الساكنة المتجمدة الى أحجار.

حيثُ وجد الشعر في المحطَّاتِ المهجورة 
تحتَ الغيومِ الشاسعة 
مثل آسيا
في المناطق التي تزدرد اوكلاهوما 
مثل حبَّات الكروم 
ليستْ أشجار مُروج الظلِّ هي ما يتلكأ
لكنه الفضاءُ المهجورُ الذي يسخر 
من المسافات .

من؟
ذلك الطفلُ الأسمرُ الواقف 
عند حاجز الشرفةِ
لأوربا التي تراقب نعناع نهر المساء 
حيثُ جنيهاتها الاسترلينيةُ 
ممهورةٌ بعلاماتِ القوّة 
لا بِقصائدِ الشعراءِ 
التايمز والنيفا لهما حفيفُ الأوراق النقديَّة 
آنذاك ارتسمت
ظلال الهدسون
سوداءَ على الذَّهب.
من نيفا المتجمَّد 
إلى مَصبَّاتِ الهدسون 
تحت مُدنِ المطار 
محطَّات الصدى 
ضريبة المهاجرين 
الذين غَدَا منفاهم 
عاديَّاً مثلَ نزلات البرد. 
مواطنو لغة هي ملكُك الآن

وأنتَ في كلِّ شباط 
في كلِّ ((آخر خريف)) 
تكتبُ بعيداً
عمَّنْ يدرسونَ الحصاد.
ويحوشون القمح
مثل فتاة تضفر شعرها.

بعيداً عن قنالات روسيا 
التي ترتعشُ تحت ضربة الشمس
رجل يعيش مع اللغة الانكليزية 
بغرفةٍ واحدة.

أرخبيلات جنوبي السياحية 
هي سجونٌ فاسدةٌ أيضاً 
رغم أنَّ لا سجن أقسى 
من كتابة الشعر 
وما هو الشعر 
عندما يكون جديراً بهذا الاسم حقَّاً 
إن لم يكن عبارة يمرِّرها البشر 
من اليد الى الفم عبر القرون 
الخبز الذي يستمرُّ عندما تنهار الأنظمة 
حيث في غابته التي غصونها 
مُكبَّلة بالأسلاك الشائكة 
يدور سجين ماضغاً العبارة الوحيدة
التي ستدومُ موسيقاها أكثر من الأوراق

وقوَّة كثافتها عَرَقٌ رخاميٌّ من جبينِ ملائكة 
لنْ يجفَّ أبداً 
حتى تطوي الأضواءُ القطبيَّةُ الأنوارَ الطاووسيَّة للمروحة البطيئة،
من (لوس أنجلوس) إلى كبيرِ الملائكة. 
ولنْ تحتاجَ الذاكرةُ شيئاً لتكرِّرَ نفسها.

خائفاً ومتضوَّراً بالحمَّى الإلهية يرتعدُ «أوسيب ماندلشتام 
وكلُّ استعارة تصيبه
بحمَّى القشعريرة 
كلُّ حرف ساكنٍ أثقلُ من صخر الحدود 
(إلى حفيف أوراق الروبل عند نهر النيفا المصفرّ) 
أما الآن يا «جوزيف» فقد استحالت الحمُّى 
ناراً شعاعُها 
يدفئ اليدين 
حيثُ نهمهُم مثل القِرَدة 
مُتبادلين الحشرجات 
في هذا الكَهْفِ الشتائيّ 
للكوخ البنيّ
بينما في التراكماتِ بالخارج 
تفرضُ الماموثات أنظمتها 
خلال الثلج.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي