loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

لمناسبة اليوم العالمي للشعر

breakLine

 


فهمي الصالح/ شاعر عراقي

عربةُ قصيدةِ النَّثرْ

وحدَها تخطو عربةُ قصيدةِ النَّثرِ 
مِثلَ حُزنٍ لامعٍ يشربُ الدُّموعَ 
بلوعةِ قمرٍ يشيخُ في شتاءٍ على اِستِحياءٍ
مِثلَ وحيدِ القرنِ يهرعُ مغموراً بالهاجسِ الكبيرِ
نحوَ الاِغتِسالِ بالينابيعِ المجهولةِ.!
عربةُ قصيدةِ النَّثرِ شاعريَّةٌ ومليكةٌ
بكُلِ التَّواصيفِ الخبيئةِ في جَمراتِ الثِّيابِ.!
أَضويتُها هادئةٌ في السَّماءِ 
وثائرةٌ في الماءِ والدِّماءِ 
وعيونُها تترقَّبُ عودةَ الغائبينَ من الموتِ
لِكي يبدؤوا موسمَ الشِّعرِ معَ القِلاَعِ
لكنَّ الشَّاعرَ مشروعٌ  مُطلقٌ لِلْهاويةِ
ورغمَ ذلِكَ يُغنّي في سليقةِ الحياةِ والاِنتِكاساتِ
لا يُحبُّ شَكلَ الدَّماغِ
ولا يحتمِلُ الشَّبهَ الحاصلَ بينَهُ وبينَ الأَمعاءِ
ويعُدُّها مُفارقةً غيرِ منسجمةٍ مع القلبِ 
في المعاني
ولِأَنَّني نباتيُّ النَّزعةِ في الطَّعامِ
أَتذكَّرُ مرَّةً تناولتُ شراباً مطبوخاً من ورقِ الوردِ
فبقيَ العِطرُ ينزُّ من جلديَ دونَ توقُّفٍ 
كُلَّما شرعْتُ في كتابةِ قصيدةٍ عن الحياةِ
فليسَ لِلشَّاعرِ سِوى ذلِكَ الَّلهبِ المخبوءِ  
في دِثارِ الحُروفِ المُقشعرَّةِ بالوفاءِ
مثلَما لو مررتَ في مدينةٍ عابرةٍ
يكونُ كتابُكَ مرميَّاً على غبارِ رصيفٍ جائعٍ
أَو منسيَّاً في معرضِ كتابٍ 
يُسوِّقُ في أَحدِ أَجنحتهِ كُتباً قديمةً للموتى 
تقبعُ فيْها رائحةُ وجهِكَ 
وقُمصانُ لياليْكَ البيضاءُ.!
مثلَما لو أَنَّكَ وحيداً تمضي إِلى البحرِ النَّاشفِ
لنْ يتحوَّلَ المِلحُ في يديْكَ إِلى سُكَّرٍ 
أَو قدحَ شرابٍ.!
مثلَما لو أَنتَ اليومَ بكاملِ تقوُّسِكَ المُشرئبِّ
لنْ يرتابَ وجهُكَ الجائشُ بما آلَ إِليْهِ 
مصيرُكَ الأَخيرُ أَمامَ جُدارانِ البُيوتِ التي رَحلتْ.!
لا توجدُ رغبةٌ في اِستِجماعِ الإِصرارِ على الشِّعرِ 
أَمامَ مذبحةِ الُّلحومِ وشهوةِ الأَسنانِ.!
جسدي مُشتَّتٌ وروحي تتداعي بالحرائقِ والخيانةِ
وَأَنا بينهُما أَتجاذبُ الآلاَمَ دونَ طيرانٍ مُبهرٍ
لنْ يُفيدَني الإِصرارُ النَّبويُّ 
بالحصولِ على أَجنحةِ الشَّمعِ الرَّخوةِ
ولولا  تِلكَ الموسيقى العشوائيَّةِ التي تسكُنُني 
لكُنتُ حجراً يابساً كالخُرافةِ 
لِأَنَّ الشِّتاءَ حينَ يغدو أَطياناً موحلةً
يفقِدُ خاصيتَهُ البريئةَ 
في دعمِ خُضرةِ الحقولِ والعقولِ
أَمامَ نشيجِ عربةِ قصيدةِ النثرِ 
حينَ تصدحُ في الشَّوارعْ.!

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي