loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

لوعةٌ تتحلى بالأساور

breakLine

 

روشن علي جان/ شاعرة سورية

كَمنْ يتذكّرُ..
والدروبُ مساميرُ تعتصمُ بالعودةِ
وتفترسُ العابرينَ
كنتُ خائفةً حينَ هيأتُ خيمةً
مخفورةً بوجوهٍ لا تنضبُ
خيمةٌ تتوسّدُ أزمنةً قد لاتجيءُ
كلّما مرَّ بها القرويّونَ 
تلوي عنقها صوبَ الفراتِ
من قالَ إنَّ العراءَ سكاكينُ تشدو
في لوعةِ الذبيحةِ؟
وإنَّ الغيابَ منجلٌ يأخذُ خيطَ الوجودِ 
نحوَ الفاجعةِ
فزّاعةٌ بحجمِ وطنٍ تكمُنُ للّيلِ
وتكملُ حياتها كقاتلةٍ مأجورةٍ
مامن نديمٍ يُنجي الحكايات الطريّة
من المقصلةِ
بأربعينَ حزناً 
ألوذُ بربيعٍ يعانقُ حقولَ القطنِ ويعوي
ألوذُ بي
ثمّ أغفو على عشبٍ يحكُّ ذاكرتهُ 
بزمزميّاتِ الأرقِ
في الحلمِ أغادرُ اسمي
أتقمّصُ طيفاً يصقلُ خيبةً
نخرَ الفقدُ أوصالها
أتحسّسُ مجامرَ الوقتِ
بغصنٍ تاهَ عن مرابعِ الطفولةِ
يقولُ الطّيفُ وهو يومىءُ
لتَرِكةِ اللّيلِ
كلّما غرّدَ الرّيشُ جوارَ السهوبِ الجزراويّةِ
رتّلَ النايُ سيرتهُ للجّهاتِ الست
وعادَ الضوءُ إلى رُشدهِ
لستُ شجراً وفيّاً 
لأُبشّرَ الجذورَ بعمرها الطويلِ
لكنّني أُربّي نبضاً يرفعُ سقفَ الحنينِ
ليتخثّرَ دمُهُ بأناقةٍ بالغةٍ
أنهَرُ حَذوَ الغسقِ شظايا ناصعةً
تئنُّ أمامَ البحرِ
وفي عروقي لوعةٌ تتحلّى بالأساورِ
وحيدٌ كدربٍ ينثُرُ الغبارَ 
على تغريبةٍ خرِفةٍ
أُطعِمُ روحي عاطفةً تقوّسَ ظهرها
وأتمتمُ..
أيّها الرّبُّ
الأشرارُ يخونونَ قمحكَ
والفقراءُ الملتصقونَ بكَ
يُربّونَ تحتَ جلدهم جثثاً متناثرةً
تسألُ عن ظهيرةٍ فجّةٍ 
أضاءَ دمهم تحتَ شرفاتها
هل رأيتم طيفاً يُشعلُ كتّانَ الصّبوةِ
بأصابعهِ المائّيةِ؟
ثمّ يمضي ممتلئاً بالحياةِ
مشاكساً فكرةَ الموتِ
هاأنا أروّضُ غِراساً كشهّيةِ الحَيفِ
تغتابُ وطناً مالحاً 
أعدّد أسماءَ الصّبرِ
أقايضُ كراماتي بِتلّةٍ جليلةٍ أولَتني عنايتها
لولا الفطامُ لحسبتها أمّي
لم يكنْ سهلاً أن أدَعَ يدي
تلوكُ طقطقةَ الجمرِ
ليعودَ لي قلبي وتسقطَ شمسٌ
غفيرةٌ في حُضني
أختلقُ أشياءَ تتخبّطُ في أقصى الدمعةِ
كأنْ أُنصِتَ لحديثِ نجمةٍ
تسوقُ الهمومَ إلى المجهولِ
كأنْ أُشَذّبَ النسيمَ بندوبِ الشّجنِ
وعلاماتِ الاستفهامِ
كأن أربتَ على كتفِ غمامةٍ
أبتْ أن تكونَ مشنقةً للحمامِ
شوكةٌ تزنّرها الأشواقُ أنزعُها
من خاصرتي ليُبلّلني دمعُ من أُحبُّ
وسبع ورودٍ حمراءَ أغرسُها 
في ضفيرةِ المنفى هي البهاءُ كلّه
سيذهبُ هذا النّهارُ الدّاكنُ
وهذا الّليلُ الحلزونُ سيمشي خلفَ
مُهجتهِ غيرَ مبالٍ بحصّتهِ 
من أرصدةِ الجّوعِ
كلّ مافي الحكايةِ أنّ الخيامَ 
تأويلُ الهندباءِ لنأيٍ يتنسّمُ ظلّهُ القُزحيّ
مدركاً أنّ المسافةَ تقتاتُ 
بالأحصنةِ القتيلةِ
يقظةٌ تتملّصُ من ثمالةِ الكؤوسِ 
وسنابلُ مبتورةُ القدمينِ
تُنزّهُ بريقها قربَ جداولِ الظّمأِ
هل قلتُ بأنّني غادرتُ اسمي؟
أماناً عليّ أن أقولها
الأحلامُ مِحنةٌ
والترابُ طمأنينةٌ ناحلةٌ
الأحلامُ جنّةٌ
والوطنُ ذئبٌ مصابٌ بالتوحّدِ
أقولها بعدَ أن رجعتُ لأنايَ
بحشدٍ من أسماكٍ وحشيّةٍ
كمَنْ أيقظتهُ طاحونةٌ سوداء
كمَنْ يتذكّرُ 
أنّ الدروبَ مستحاثاتٌ من فصيلةِ القهرِ
الخيمةُ مخاضٌ عسيرٌ 
جدّةٌ نقشبنديّةٌ تلمُّ الشّملَ
وتؤنّبُ الجيناتَ المفتونةَ بأوثانها
أيتها الخيامُ الّتي ولّتْ وجهها 
صوبَ فَضيضِ الماءِ
أديري ظهركِ للعالمِ
وارقصي بخفّةِ الإوزِّ  فوقَ عشبِ هلاوسِكِ
ولأنّكِ بنتُ الناي
وعيناكِ لاتنطفئانِ
تتظاهرينَ بأنّ العراءَ بُحةٌ أبديّةٌ
يغبطُكِ عليها المنفيّون

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي