loader
MaskImg

ديوان نخيل

يعنى بالنصوص الشعرية والادبية

نصوص

breakLine

 

إيمان زيّاد/ شاعرة فلسطينية

 

 


عانقيني لآخر مرّة ( ما يُمكن أن يقوله رجل لامرأة)
عانقيني لآخرِ مرّة
واخطفي جسدي المٌثلّج 
واجعلي مني رذاذًا على الخدّين
يُطفئ صوتي لو أراد
أن يحرّكه الرّكام 
أنا لا أُجنّ حين عنّي ترحلين
يغطينا الثلج؛ أنا والطريق 
وعواء قلبي في نشرة الأخبار
وعظم ساقي قطع الليغو
تحت الجدار 
فارق بيني وبيني تسريحة جارتي
والليلة التي ما أكملت بها مكياجها
زوجها معلّقٌ قبل الأرض بقليل 
يتأمل وجهها بلا انتهاء،
نُؤوي القصائدَ جيبونا؛
ونكذب على الله 
لو رضينا انفلاق الأرض،
وتنكسر على حوافّنا الخشنة
أطراف شعرك 
حين تلمحين في الغبار أصابعي،
عانقيني لآخر مرة
امسحي؛ من فضلك، عن جبهتي الأحلام
عطِشٌ أنا 
ولا أريد أن أمرّ بهذا الفراغ مُجبرًا
دون شّربة ماء
مطر جسدك وضباب يغطيني 
وفوق أهدابي سحاب
لكنني عطش
لو تمسحين،
عانقيني لآخر مرة
تزحف بأوردتي قضبان السقوف
أنتفخ بالون انتظار لأدخل سرداب الخلاص
مُضغة أنا 
متأخرٌ عن اكتمالي خطوتين
انجبيني إلى سطح مخاوفي
واجمعيني فوق بعضي 
قد يكون بعض بعضي من فكاك الآخرين،
عانقيني
لست وحدي هنا،
ترانيم الآخرين طباقٌ في الغبار
يا سماءُ
لست وحدي 
لكنّ بابك أصمّ لم يتعلم 
بعد أسماءنا
ولا سماء..
ما المكيدة؟
ما المكيدة؟
يده التي يرمي بها؛ من المرآة، إليّ
ليهزّني
فتسقط في النّهر يدي،
عينه إذ تخطف نعاسي
فتنام للأبد مفتوحةً جفوني، 
ولأمر ما 
يتكئ إلى قصيدي
فتنكسر ذراعها، 
تتدلّى من عنقه
إلى صدري
المكيدة دبابير 
الطنين وَقْعُ أقدامها تحتفل برأسي
ترفع نخبها العسل 
العسلُ يلدغ أصابعي،
تتركني عطشى
يتسلّق لهاث الكلب
حلقي
أرصدُ؛ بعين خفّاش، واحة أمامي
أرى ما تريد بصيرتي أن تُبدي
الواحةُ ينسلّ من عقبيها في اللّوحة؛
رغم السيل،
الحصى
المكيدة أن أدخل جِرابًا؛
أعلى الصدر، 
لأكتب نصّا مبتسمًا
ثمّ آخذ ملء الرئة ترابًا 
أعجنه بصحيح الخوف
وأطيّن فمه
المكيدة أن أعانق؛
بأغصانٍ خضر، 
جُرن النار
أن يقهقه في عُمق الروح
ماءُ الصبر

توحّش
أجرح لحم السماء بأظافري
يسقط نجم
النّجم يحتضن الأرض
زجاجاً
الزجاج قلبي ينكسر
لمّا تلمسه قدم الغول
الغول غنيمة النّمل 
النمل جائع حدّ التوحّش
التوحّش حنين
لشيء ما

دموع العسل
فوق رأسي غيم مملوء بالندى
لكنّه
لم يرني
أتسمّر هنا
كعود يابس
تزحف برأسي الذكريات 
مثل دموع العسل


لم أكن مخطئةً
لم أكن مخطئةً حينما أحببتك 
‎كنت أجري خلفك كي أفسّر القصّة
حتى أصابني العطب،
لم أنتبه؛ من فرط سعادتي بك،
أنّ ثمة مسماراً ينخر يساري 
وأن تورماً ينقضّ على قلبي،
هذا الكثير.. الكثير من الحبّ
كان اجتهادَ دُفّةٍ واحدة 
ومع ذلك
لم أكن مخطئة،
مثل آثار طفلٍ على الشاطئ؛ قبالة يافا،
أول مرة صافحتني، تسرب من بين أصابعي الرمل، 
مثل ملجأ؛ ينفد من سقفه نور الله، كان حضنك
يتساقط؛ مغشياً، كستناء الشعر على كتفك
سَكينَتي،
وخيط الشمس
كان يسحب وهجه من أعلى الشفة السمراء 
حتى أسفل شفتي، 
كي تلمع في رأسي الرغبة،
لم تكن مجرد صباحات تقطع العتمة
لم يكن ليكسرنا الموت حتّى.. 
كنا سنعود 
من جرّة فيها رمادنا 
لنقول ما لدينا.. 
ماذا نفعل الان؟ 
أكان اجتهاداً من دُفّة واحدة؟ 
‎على بُعد أمتار منك 
ظل عالقاً وجعي ‎
الصباحات المضيئة تلك 
واقفة خلف التعب
لا أحد يُدخلها روحي 
وهني؛ وأنا أضم أصابعي كقلب
لا موهوب يرغب به، 
لا أرض تدري وجهته 
وما سكب الغياب من الحميم فيه 
لا يدري أيضا 
عالق زمني
على أرصفة حتّت أقدامنا بالدفء 
خلف أشجار البلوط عند المغيب
.. ‎قبل أن 
يأخذنا التيه في نزهة إلى سلة الماضي 
ليصعد الصقيع الروح بلا هوادة.. 
حينها أذكر وجهك جيداً
كنت تجلد؛ مع كل حرف يخرج من الشفة السمراء، جلدي،
كنت تمارس لعبة الاختباء 
قبل أن تختفي تماماً
كنت تكذّب التي صدقت وتنكرني، 
ترتجف روحي الآن 
وأنت كذلك ترتجف 
أعلم جيداً معنى 
أن تكون محاربا ً
حتى لو من أجل أن تقتل حبيبتك المستعارة،
أنا لا أحاول تجميل الحكاية أبداً
ولا أجرّب الانتحار 
لماذا سأجربه.. ؟
الأمر لن يتعدى أن أصير خالدة 
قبل أن تمتصني الحفرة
وأختفي أيضاً 
أنا لم أكن مخطئة فعلاً
قد أغمض عيني قليلا إثر خيبة الأمل،
رموشي
سياج 
حدودي
مرتفع 
مدبب الرأس 
سهامي الحاضرات لطعني، 
تلسعني كثافة الأرق فيهما 
والنظرة المحنطة الباردة
إنني أموت خوفاً
منذ أسندت رأسي إلى مسدسك
لا أحاول الهروب 
وليس لدي رغبة بالعودة سالمة، 
ماذا أفعل و
أنت كالحناء تخضّب مختالاً أنفاسي
ماذا أصنع بعد هذا كله؟
غير أن..


ضوء 2

بلا وعي؛
أبسط قلبي سجّادةً حبكها ضجر السماء
أدفع بابه بقدمي ليدخل المطر
قلبي مبلل الآن
منقوع بماء الله
ترشح جدرانه العشب
العشب الذي ينبت على سطح الجثث
لمّا ينساها المشيعون،
ألفُّ سجادتي، بها جثتي
كحلي ينفر منها
عقبي يتسرب من أعلاها ومن أسفلها
أحملني على كتفي
أحملها
صدري منتفخ بخرخرة القطة
تلك خطايا الصدفة تغرق بي
ساقي مجداف منحوت يطعن مائي بلا جدوى
العرج صديقي في الرحلة يا الله،
ويا وجه الله،
آويني 
أنا مثقّب عودي 
تُقتّل نفسيَ الأخرى
أنقر مع الطير أشلائي
وأهبط من غصني أسدّ فوّهة قناصي 
أصوّب رأسي بعصبتها
وألفّ قلبي سيجارة القدر
ورغم الفيض أحرقه 
تنمّلُ رأسي الفكرة
فتجري فيّ صورته
مطرا 
ماؤك يا الله

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي