نهايات الارخاخ

فيكتور كرجنوي

ترجمة المترجم العراقي خالد خضير الصالحي

وكالة نخيل عراقي \ خاصّ

يقال إنني ألعب نهاية اللعبة بشكل جيد للغاية، وبسبب تقنيتي المتميزة تمكنت من الفوز بالعديد من البطولات والمباريات. كان هذا هو السبب وراء مطالبتي بكتابة كتاب في نهاية الشطرنج، أو بشكل أكثر دقة، عن نهايات الارخاخ. من الواضح أن أسلوب نهاية اللعب مهم لكل لاعب شطرنج. لا توجد كتب كثيرة في هذه المرحلة من اللعبة، ومن المشكوك فيه أن تكون قادرة على منح القارئ الشعور اللازم لنهاية اللعب، فهذا الشعور يأتي أولاً من التجربة العملية، عندما يجد اللاعب نفسه في مجموعة متنوعة من المواقف التي تكون محيرة، رغم بساطتها الظاهرة، بينما يتعين عليه فيها إجراء تحليل دقيق، ونهايات الارخاخ معروفة ببساطتها الخادعة.

توجد العديد من الكتب عن نهايات الارخاخ، وأشهرها تلك التي كتبها Chéron و Fine و Levenfish و Smyslov و Euwe و Van Wijgerden و Keres، وعندما بدأت في كتابة هذا الكتاب، جمعت نفسي بهذه الكتيبات، لأنني أعتقد أن المعلمين والعلماء الذين ولدوا فقط هم القادرون على كتابة كتب جيدة عن الشطرنج، فالمعلمون يفكرون بالمواد التي يحتاجها المبتدئ، بينما يتأمل العلماء يفكرون بالمواد التي تمتثل للمنطق الحديدي للعلم، وتجاهل عناصر الصدفة في المواقف المعقدة لصالح القواعد الصارمة، اما بالنسبة لي، فأنا لاعب عملي، وما يجذبني في لعبة الشطرنج ليست القواعد، بل الاستثناءات لها، والتي تحدث كثيرًا لحسن الحظ. بالمناسبة، حتى اليوم، على الرغم من التطور الهائل للعلم والتكنولوجيا بشكل عام، ومعلومات الشطرنج بشكل خاص، لا تُقاس موهبة لاعب الشطرنج بمعرفته بالقواعد، ولكن قدرته على إيجاد استثناءات لها!؛ لذلك قررت ألا أكتب كتابًا مدرسيًا جديدًا عن نهايات الارخاخ، بل أن أشارك خبراتي مع لاعبين آخرين. خلال أكثر من أربعين عامًا كنت ألعب فيها ضد خصوم أقوياء، كانت لدي العديد من النهايات المثيرة للاهتمام، والتي تعد مفيدة لكل لاعب، مهما كان مستواه، سواء كان مبتدئًا أو خبيرًا. ولكن حتى بمساعدة تعليقاتي، فإن القارئ الذي تعلم أساسيات نهايات الارخاخ فقط هو الذي سيكون قادرًا على فهم معظم المواقف المعينة. لذلك بدأت بفصل تمهيدي، حيث أعرض بعض المواقف النموذجية - أمثلة من الكتب المدرسية، والتي يجب على الجميع معرفتها وتذكرها.

لقد قصرت نفسي، في هذا الكتاب، على النهايات بزوج واحد من الارخاخ على الرقعة، فإذا تحول وضع ما إلى نهاية بيدقية، أو نهاية وزراء، أو نهاية بوزير مقابل الرخ، فلن أستمر في التحليل العميق، حيث يمكن ايجاد هذه الأنواع من النهايات في كتب معروفة مثل نهايات الشطرنج الأساسية لروبن فاين. أثناء عملي في هذا الكتاب، أدركت سبب وجود عدد قليل جدًا من الكتب في نهاية اللعبة، مقارنةً بالافتتاح، وهو بالتأكيد ليس بسبب قلة الطلب، فإن نهايات اللعب تهم كل لاعب!، ولكن ما اتضح أن تجميع كتاب في نهاية اللعبة يستغرق وقتًا أطول بكثير؛ ففي كتاب الافتتاحيات، يمكن أن يصل المؤلف إلى نهاية التفريع ويخلص إلى: ان "الأبيض أفضل"، أو "مع فرص متساوية"، أو "مع وضع مزدوج الحدين"، أو حتى "مع وضع غير واضح"، ولكن هنا، في كتاب نهاية اللعب، يتعين على المؤلف إثبات سبب وكيفية كونه "تعادلًا" أو "فوزا للأبيض". وما يحدث غالبًا هو أنه من الصعب إثبات ذلك على ورقة، بل الفوز بها على الرقعة!.

ان الغرض الرئيسي من كتابي هو محاولة إلهام القارئ باهتمام عميق في نهايات الارخاخ، وبالتالي تحفيز عمله في هذا المجال. يمكن أن يحدث حتى أن كبار المشهورين، إذا لم يولوا اهتمامًا كبيرًا بدراسة نهاية اللعب، يمكن أن يصبحوا أملًا أقل فعالية في نهاية الرخ. قرب نهاية هذا الكتاب، أعطي مثالاً من تدريب العظماء على أعلى مستوى، من مباراة بطولة العالم (كورشنوي - كاربوف عام 1978)، وهي واحدة من أكثر النهايات تعقيدًا رأيتها على الإطلاق. فعظمار اللاعبين الأقوياء، لم يتمكنوا من فهم ما كان يحدث على الرقعة. لتحليل هذا الوضع بدقة تبين أنه يفوق قدرات أي أستاذ كبير. على الرغم من أن هذا بالكاد يمكن أن يسمى مثال "تدريب"، فقد اعتبرت أنه من واجبي التحقيق في هذه النهاية، وتقديم تحليلي إلى عالم الشطرنج. لا أوصي بأن يحاول أي شخص، ليس من حملة الالقاب، فهم هذه اللعبة بالكامل. ومع ذلك، من خلال دراسة المباراة في الاشكال التوضيحية، سيتمكن القارئ من تعلم بعض الأساليب المفيدة.