loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

الفنان جاسم الفضل شغف الرسم وحياته الفنيه

breakLine

 



حامد سعيد || كاتب وفنان عراقي


يترك الفنان عند مغادرته الحياة أمرين مهمين لا ثالث لهما ارث فني وفراغ ثقافي وفي مفهوم التركة هنا يعني الوجود بكل حالاته حتى لو كان الفقد مؤلم.. الالم بحد ذاته اثرا أنسانيا ومعنويا وشيء ماديا ،يعد الفنان جاسم الفضل واحدا من اهم فناني  المدينة والعراق في عطائه الثر الذي لم ينضب يوما من خلال يومياته التي كان يسجلها ويصطاد بها الزمن فكثيرا ما ينتظر المتلقي منه انجاز الاعمال الفنية باختلاف توجهاتها حيث اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي جدارا يوميا لعرض اعماله لمتابعيه اضافه الى سيرته الطويلة ومشاركته بالمعارض الجماعية والمعارض الشخصية فقد كان حريصا على ان يبقى في ذاكره محبيه ومتابعيه حتى ساعاته الاخيرة "  لوحه مائية لم تكتمل " الفضل كان يمارس طيلة حياته امرين اولهما منتج للفن بغزاره لا يتوقعه الاخرين في عدد ما تركه من اعمال ومنها لم تنشر ولم نراها بعد والامر الاخر حافظ كثيرا على شعوره الاجمل الذي كان يمارسه في حياته وهو استاذ الفن الاكاديمي في معهد الجميلة في البصرة  ولم تنتهي استاذيته مع  أحالته على التقاعد الرسمي بل استمر في عطائه لطلبته وتلاميذه النجباء ومنهم الكثير من الفنانين الآن يملؤون الساحة التشكيلية  ، وهذا نادرا جدا ان لا يتقاعد الفنان ويحافظ على شغفه الأول  في الرسم شغف الشاب المتمكن من ادواته في رسم الشخوص ودرسه اليومي بالألوان المائية حتى ان مغادرته الحياة شعر بها الكثير من خلال صفحه توقفت عن النشر في اخر يوم له وهذا الفراغ بحد ذاته اثرا كبيرا رقميا افتراضيا ومعنويا يبحث عن منشوراته العديد من متابعيه .
لم تسنح لي الفرصة دخول معهد الفنون الجميله في البصرة لأحظى  بدراسة اكاديمية وحقيقية .. كانت حسرتي وانا طالب في الثانوية الا أنني كنت وقتها اصطاد بعض رسوماته اليومية من خلال طلابه آنذاك لاستغرق وقتا طويلا في فهم ومعاينة احساسه ومهارته بالألوان المائيه.. يقترب جاسم الفضل كثيرا من ذاته في رسوماته التعبيرية وحالاته الجسدية التي كثيرا ما كان يصورها لنا وكثيرا ما تحمل طابع الألم والصراع الانشائي في التكوين والتلوين وحركة الشخوص الديناميكية في مشهد حالات الاستلاب والخلاص من القيود يعاني كثيرا في تمثيل مشاهده جسديا وروحيا وكانه يقتلع جسده او شيئا من ذلك تجاه اللوحة .. كثيرا ما تشعر بجسده موجود على سطح العمل الفني وهنا باعتقادي ان الفنان الفضل قد ساهم في اختصار امره المحتوم والمحكوم في زمن العمل الفني مقتضب من رصيده عمرا كاملا روحا وجسدا متناثرا على سطوحه حتى وصوله الى اخر ساعاته المتبقية التي لم تكفيه  " وقت  لأكمال لوحته الاخيرة  " 
حقيقه هنا ما يمتلكه الفنان من عمر بشري لا يكفيه كثيرا في انجاز ما يريده الفن يحتاج اضعاف الأزمنة والاعمار البشرية لكي يفهم لذلك تجد الفنان في صراع دائم مع الزمن وهذا ما كان يعانيه فناننا الفقيد وهو يحاول ملئ حقيبته التي اصطحبها معه وترك لنا العديد من علامات الاستفهام لأجيال تعلمت على يديه معنى اللون والخط .

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي