loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

رفوف

breakLine

 

جيلالي عمراني/ كاتب جزائري

تفاجأت برسالة الكترونية على الماسنجر  من شركة عربية تقدم نفسها  على أنها خبيرة في صناعة رفوف المكتبة و بطرق  مختلفة حسب الذوق و المساحة لإضفاء جمالية خاصة على مكتبتك. تلك الرسالة التسويقية الذكية أخذتني إلى زمني البعيد، إلى خزانتي الأولى المدهشة المتكونة من كتاب وحيد، كان بمثابة رف  فوق دكة طينية  صُنعت لأكياس الدقيق و الأواني الفخارية. تلك الليلة و كتابي يأخذ مكانه في تلك الزاوية أرى حكاية العشاق تضيء ليليات قريتي. لهذا الكتاب قصة بسيطة لكنه فعل فعلته في دواخلي ذات صيف في بداية الثمانينيات، و في قرية جبلية لا تحتفي بالكتاب. الرواية كانت هدية من أحد أصدقائي:"حكاية العشاق في الحب و الاشتياق".لست أدري لماذا اختارني الصديق من بين كل أقراني هل هي الصدفة أم ربما رأى في عشقي للفن و السرد بشكل أخص؟ يومها لم أكن أعرف أيضا أن الكتاب الذي بين يدي كان من بين الكتب التي يجب أن تفتخر به الجزائر كرواية الحمار الذهبي "لابي ليوس" و رواية دو كيشوت "لسرفنتس" وأن يعاد طبعه مرات ومرات و يكون ضمن المناهج الدراسية من الإكمالي إلى الجامعي وهذا لم يحصل، فقط عندنا نحسن صنع آلات قتل رموزنا بامتياز. 
بعد سنوات من تلك الدهشة الأولى بجمالية الحرف و روعة السرد، بحثت مجددا عن الرواية التي شكلتني، و أبدع فيها الكاتب محمد بن إبراهيم(1806ـ1886) كتبها سنة1849م، التي لم تعرف طريقها إلى النشر في حياته، ربما بسبب الاحتلال أو ربما لم يكتبها لينشرها لأسباب نجهلها إلى حد اللحظة. حققها شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله سنة. الغريب بقي الأمر على حاله، كأن جهد محمد بن إبراهيم و سعد الله ذهبا سدى في جزائرنا. للأسف نقادنا الكبار أيضا لم يلتفتوا إلى النص ولم يهتموا إطلاقا بدراسته على أساس أنه النص الذي يحمل الإرهاصات الأولى لفن الرواية العربية، باستثناء دراستين تناولتا النص تناولا جديا نشرتا في بمجلة دراسات جزائرية العدد الأول و الثاني على التوالي، الدراسة الأولى أنجزها الباحث بشير بويجرة1997 و الدراسة الثانية أنجزها الباحث عبد القادر شرشار2005 أما بقية المقالات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة تناولت النص من جوانبه التاريخية و بعضها أساء إلى النص إساءة بالغة أو إساءتين ان صح التعبير، الأولى كتب هؤلاء مقالاتهم باستخفاف واضح و بجمل إنشائية تعليمية فوقية و بنبرة التعالي. و الثانية: هؤلاء النقاد يعتبرون النص حكاية تحمل ظلال القصة الشعبية في لغتها وفي حكايتها و أجوائها!
أعتقد أن رواية"حكاية العشاق.." هي أول رواية عربية في تاريخنا الحديث، تتوفر على ميزات وخصائص فنية وبنائية محكمة وغنية بالشخصيات و الحوار والأحداث و الخيال، تجعلها تصنف في جنس الرواية رغم عثراتها الجلية. ولازلت أعتقد أنها لو نشرت في زمانها لفتحت الباب على مصراعيه لجزائريين آخرين في ذلك الوقت لكتابة نصوص أرقى عن فترة الاحتلال و جرائمه في حق الإنسان و الحضارة، الجزائرية. آن الأوان أن ننفض الغبار عن روائعنا دون خجل، آن الأوان على الأكاديميين أن يهتموا بالأدب الجزائري الحديث بدراسات جادة.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي