loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

كرار السعد والتشكيل الحداثي للنص السردي

breakLine

 


عبد الكريم حمزة عباس  | ناقد عراقي

 


يحاول الكاتب كرار السعد أن تكون كتاباته السردية نمطا جديدا من الكتابة ذات الأشكال والبناءات النصية المتعددة، التي ترتبط بروح العصر وقيمه الفنية المتجددة، بشكل يبعدها عن التقليد للنماذج المطروحة، بحيث يحقق لها الاستقلالية والتميز الفني والدلالي.
الكتابة السردية عند كرار السعد ليست عملية تركيب بسيطة لمجموعة من الألفاظ و المعاني كما إعتاد الكثير من الكتاب على صفحات التواصل الاجتماعي، الكتابة عنده تتشابك فيها عناصر عديدة ،فيها ما هو ظاهر جلي، وفيها ما هو ظامر خفي، ما هو داخلي، و ما هو خارجي، ما هو ذاتي و ما هو موضوعي، كتابة يتشارك فيها الخيال و الواقع، والإحساس و الحدس والوعي واللاوعي.
المتابع لكتابات كرار السعد يكتشف أن الكتابة هي جزء من الكاتب، هي امتداد لروحه، وأن التخلي عنها يعتبر التخلي عن جزء منه، الكتابة تعطيه الاحساس بالهدف ووسيلة للتواصل مع نفسه ومع العالم من حوله.
كرار السعد يواصل الكتابة حتى عندما يشعر أن لا أحد يقرأ له أو يسمع، انه يكتب عن جمال الحياة وألمها،
عن اللحظات التي تأخذ الأنفاس وتترك المرء محطما، يكتب عن الحب والخسارة، عن الأمل و اليأس وعن كل شيء بينهما.
كرار السعد يخبرنا بأن الكتابة هي شاهد على وجوده وعلى تجربته، يعلم حقيقة أن تكون كاتبا ملتزما ليس بالأمر الهين ، يعني أن تخوض معركة بين الأمل واليأس، بين الرغبة في مشاركة أفكارك وبين الخوف من الرفض، انها رحلة تتطلب تفانيا و مثابرة، ولكن بالنسبة لكرار السعد الأمر يستحق ذلك لانه في نهاية المطاف كاتب مجدد، و ليس لديه خيار ان يكون شيئا آخر.

{قنطرة القلم}

هذا الشاعرُ أهيمُ بكلماتِهِ، كما لو أنني زهرةٌ مدلّلةٌ تتمايلُ في مسام كفَّيهِ، أهيمُ في سماءِ غوايتِهِ كأنّ رأسي أصيصٌ وكأنّ الكلماتِ جذرٌ نفذَ عبرَ الأزمنةِ، كأنّ الكتابَ صارَ سجناً فارهاً في حقيبةِ شُرودي..
متى يخرجُ هذا الفلاحُ من بستانِ لغتِهِ؟، مَن يفكُّ خصرَهُ مِن ظلال الأشجار؟.
أعليَّ أن أدخلَ مثلَ فاختةٍ، وأحومُ حولَ بذورِ صباحِهِ، أحطُّ على كتفِهِ، أنقرُ في قرصِ الشمسِ نافذةَ كلماتٍ أخرى، 
أعليَّ أن اتحرر من وريقات خياله؟.
شاعرٌ حبيسُ أرضِهِ، كأنه مشدودٌ بشجرةِ الرمان، كأنهُ مبحرٌ للأبدِ في سفينة عاداتِهِ، كأنّ أنفَهُ مغروسٌ في جلّنارِ باحتِهِ، وكأنّني نابتٌ حتّى منتصفِ جذعي في متنِ الكتاب.
ذاتَ مرةٍ لمحتُهُ خارجاً بالخطأ عن جادةِ الشطرِ، سكرانَ بنبيذِ آلامِهِ، يتمايلُ تحتَ عرائشِ نجوايَ، فكّرتُ أن أصحبَهُ إلى شارعِ جنوني، خارجَ أنهارِ دواوينِهِ وجداولِها الريفيةِ، فكرةُ النجاةِ الأخيرةِ، محطِّماً كلَّ القناطرِ التي تحملُ جسدَهُ المالحَ لقُرى قلبِهِ العنيد.
فكّرتُ أن أصحبَهُ إلى صحراءِ مخيّلَتي، لربّما يحملُ في أكمامِ قميصه بذورَ العصورِ، سنونَ من عزلةٍ وحروبٍ، يحرثُ سبخةَ ذاكرتي بأرانبِ أساهُ، يجهّزُ مراكبي المعطَّلةَ لعاصفةِ قصيدتي الأخيرة.
 

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي