loader
MaskImg

حوارات

حوار مع الشاعر العراقي محمد خليل

breakLine

 

 

حوار خاص وكالة نخيل عراقي

 

نستضيف في استراحة نخيل عراقي اليوم شاعراً عراقياً من الأصوات الشعرية الشابة ، إنه الشاعر محمد خليل الذي يكتب قصيدة النثر وقد نشر قصائده في صحف و مواقع عراقية و عربية و هو ينحدر من مدينة واسط و يكاد يكون أبرز أصواتها الجديدة.


س/ما هو مفهومك عن الشعر؟ و هل أثرت التكنولوجيا على كتابتك الشعرية ؟

أود أن أكرمك شكري ومحبتي لأستضافتي في هذا الحوار أخي العزيز .
في بادء الأمر كان لهذه الحقيقة ، حقيقة مفهوم الشعر دوافع أستهلكت فيها الكثير من الجهد والطاقة والوقت لاكتساب معرفة مفهوم هذه المادة الخارقة للمفاهيم العادية عن بقية الاصناف المتلونة من الآداب .
مفهوم الشعر الذي بمنظوري ، عقائدي ينحصر في زاوية ضيقة وواسعة في الآن ذاته ، الشعر بوابة كبيرة مفتاحها الفن ولعلي لا أختار ممر آخر أكثر تركيزاً ونوعية عن هذا السر العظيم فبعض يرى أن الشعر ينطلق من الفطرة وبعض آخر يراه ينطلق من الوجدان ولكن لا شيء يضاهي معناه الحقيقي مثل الفن .


هل أثرت التكنولوجيا على كتابتك الشعرية؟


لا أخفيك يا صديقي كان للتكنولوجيا الطفرة النوعية في انتقاء الجو المثالي الذي يحلم به أي مبتدئ ولا أخفيك أن انطلاقتي الأولى بدت من هذا العالم المتنامي السريع .
أما عن ما مدى تأثيرها على ما اكتب بالحقيقة عوالم التكنولوجيا اضافت لي لمسات حقيقية في معرفة الشعر من خلال الكثير من الصداقات الذين بدورهم عرفوني على ماهية الكتابة ومجريات الساحة الأدبية والشعرية بين الأوساط المختلفة .

س/ ما الذي وهبته الحياة لتجربتك الشعرية؟

الحياة حقيبة اختبار وكما تعرف ان الاختبار نتيجته التقويم البنائي ، فتنقلك بين حلاوة اللحظات وبين مرارة الأيام وبين الألم كمادة وهوية وبين الراحة كرحلة قصيرة وبين الحزن كمرايا وبين الفرح كعابر سبيل . ان السلوك النفسي المحتدم وبتأثير المحيط هو ما يصنع للتنور المتقد ، العجين ، لينتهي بالخبز . انضجت الحياة بما وهبتني ما قدمته من مادة شعرية قد لا تتقوم لتكون تجربة بهذا المعنى الاصطلاحي ولكن وضعتني امام النضج الألذ ، حينها يسنح لي بتقديم القصيدة على إنها صوت الشعر المسجون في ظلمة النفس البشرية. وهبتني دم الطريق الشعري الحزن والألم والحب .

س/ ما الصفة التي تفضل أن يتم تعريفك بها؟

حقيقة لم أختر لنفسي الصفة التي يمكن منها التعريف بي ولكن افضل ان يعرفني الآخرون من خلال النص الجيد هكذا وحسب .

س/ إلى أي حدٍ يمكنك اعتبار الأدب سلوكاً لا هواية فحسب؟

مع تنامي السلوك البشري وتطوره فناً وابداعاً كان للمنتمون للعوالم الأدبية الشأن الذي يجعل منه سلوكاً يسيطر على تفصيلات العالم خاصاً وعاماً .
الأدب كـ سلوك أنا أعتبره السمة الألمع التي لا تضاهي شيئاً آخر نفسياً و وخلقياً ، أجتماعياً وسياسياً .
فالأدب سلوك غاية معناه الأدب ، ناهيك على اضفائته الجمالية التي من شأنها خلق المجال الأيصالي ما بيننا والعالم المحيط.

س/ أي التجارب الشعرية التي تتابعها بحرص شديد؟

مع تعدد القراءات الشعرية المختلفة وتلوني في اختيار الكتاب الشعري ولكني اقف دائما امام الاكثر تفننا في ترك الأثر في ذاكرتي ونفسيتي ، وجدانا وشعور .
يمر على ذاكرتي الآن شخص لعله كان السبب في التعمق والتعشعش في تجربة السياب أن هذا الشخص كان السبب في تعريفي و أهتمامي وحبي للسياب شعراً وحياة .
كان يلقني قصائده عبر الهاتف وبشكل يومي ما دفعني لأخذ المجموعة الكاملة للشاعر وصرنا ننشد بعضاً طوال ساعات كثيرة من الليل ، القصائد الطوال والتعمق فيها وأثارة الجدل في كل أركان ما نقرأ . فللسياب الخصوصية الدائمة بعتباره العلامة الفارقة في الشعر العربي الحديث 
ولا استثني شعراء آخرين كان لي الوقوف عند تجاربهم الوقوف الحار اللذيذ كسعدي يوسف و وديع سعادة وعبد الأمير جرص وسركون بولص وسيرغي يسنيين ..الخ .

س/ لم تكتب ؟

أتذكر الآن شيء من قصيدة لسركون بولص يقول فيها : 
أعرف أن علي أن أموت 
حيث ولدت ، ولكن قبل ذلك 
دعوني أكمل ولادتي .

ويا صديقي أننا مشاريع لم تكتمل لذلك أكتب كي أكمل نشأتي .

س/ أين تنشر؟

في الحقيقة مسألة النشر لا تشغل اهتمامي مع ضرورتها  مع ذلك قدمت النصوص الشعرية في العديد من المواقع العربية والعراقية منها المطبوع أو المنصات الإلكترونية منها العربي الجديد وإلترا صوت وجريدة أوروك وايضا في منصة نخيل عراقي .

س/ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟

أعمل منذ اشهر على مجموعة شعرية ستتجاوز 60 نص شعري العمل مستمر في تنضيدها والاضافة والحذف .
  عن الإصدار انا اخشى البدايات لذلك أبدو متريثاً في تقديم عمل مطبوع للآن رغم انجازي مجموعة شعرية منذ ثلاث سنوات عنوانها ( أزرع رأسي شجرة في صحراء ) .

س/ كلمة تقولها كرسالة لهؤلاء الذين يتحدثون دائماً عن كساد الشعر ؟

الشعر كغيره من الاجناس لا يقل شأناً و لا يرتفع طغياناً ، له جمهوره وله القراء المهرة الذين يتشوقون إليه ، لذلك الشعر باقي في ملامح الفجر وان طال الليل ، لن تبدد عزمه الفوانيس التي تحاول خفت نسائم السحر  .
سيظل الشعر السراج الأهم الذي يفاتح قلوب الحبيبات بطاقة الشعور . سيظل الممر الأسرع الذي يوصلنا لعالم السحر والخلود .