loader
MaskImg

حوارات

حوار مع الشاعر والناقد السوري لقمان محمود

breakLine

الشاعر و الناقد السوري لقمان محمود لنخيل عراقي :
" أفضِّلُ كلمةَ شاعرٍ على كل الألقاب "

 


حوار خاص بوكالة نخيل عراقي


لقمان محمود هو شاعر و ناقد كردي سوري من مواليد مدينة عامودا السورية عام 1966، وهو عضو نقابة صحفيي كردستان، وصدر له العديد من الأعمال الشعرية والنقدية، ومنها "أفراح حزينة"، "خطوات تستنشق المسافة"، "عندما كانت لآدم أقدام"، "دلشاستان"، "إشراقات كردية"، "ترويض المصادفة"، و"شرارة الأناشيد القومية في الغناء الكردي لغرب كردستان".
يمتح ابداعه الشعري من ثقافتين العربية التي يكتب بها والكردية التي ينتمي إليها الأمر الذي يجعلك تقف أمام مبدع عابر للمحلية و للرؤى الضيقة تجاه الذات و العالم فينابيعه الشعرية تتدفق من عزلته و خصوصيته الفردية كشاعرٍ لا من انتمائه للغة أو لأرض ما فحسب.

و بغية استضافته في نخيل عراقي و التعرف عليه عن كثبٍ كان لنا معه هذا الحوار :

ما هو مفهومك عن الشعر؟ و هل أثرت التكنولوجيا على كتابتك الشعرية ؟

ج/ في كل مرحلة زمنية يتغيّر مفهوم الشعر. على سبيل المثال كان الشعر الكردي في بعض مراحله شعراً  ثورياً، لأنّ تلك المرحلة كانت ثورية. لذلك نجد لكل مرحلة زمنية ثمة طريقة حديثة لقول الشعر، طريقة ليست بالضرورة جديدة  كليا، ولكنها مختلفة عما سبقها ومتطورة عنها. 
إذ يكمن مفهوم الشعر في قدرته الدائمة على أن يجعلك ترى العالم بعين جديدة. فالشعر لا يزال هو الذي يعطي الحياة معناها وألقها، وبكتابة الشعر أصنع السعادة لنفسي بالدرجة الأولى، لأنه 
مثل الحب، فيه الكثير من التعب واللذة.
بالنسبة للشق الثاني من السؤال أستطيع القول أن التكنولوجيا لم تؤثر كثيراً على كتابتي الشعرية، ومع ذلك لا أستطيع الاستغناء عنه في كتابة الشعر.

ما الذي وهبته الحياة لتجربتك الإبداعية ؟

ج/ أعتقد أنها وهبتني المزيد من الانفتاح والتنوّع، لكسر العزلة الثقافيَّة وإقامة حوار مثمر مع المساحات المجاورة، والوقوف في صف العدالة والحرية والفن والجمال.
وربما أجمل ما وهبتني الحياة هي رئاستي لتحرير مجلة "سردم العربي"، و مشاركتي  في تحرير صحف ومجلات مثل مجلة "اشراقات كردية" وجريدة "التآخي".

ما الصفة التي تفضل أن يتم تعريفك بها؟


ج/ يعرفني الأصدقاء والمعارف والأهل والأقارب ومكتب العمل بأنني كاتب. وأنا طوال حياتي أعمل في الكتابة فقط، وقد أصدرتُ حتى الآن أربعة وعشرون كتاباً في الشعر والنقد، ومع ذلك أفضل كلمة شاعر على كل التعريفات والألقاب.


إلى أي حدٍ يمكنك اعتبار الأدب سلوكاً لا هواية فحسب؟

ج/ الأدب بشكل عام من نتاج الوعي. وسؤال الكتابة يتحوّل أحيانا إلى سؤال الهوية، وإلى سؤال عن الوجود بمعنى ما. وهنا يمكنني أن أقول إن الوعي بالظلم وبالقهر دفعني إلى عالم الكتابة.
فمن المستحيل أن تولد في مجتمع طاله تاريخ طويل من القمع، وتمتهن الكتابة كما لو لم يكن هناك اضطهاد.
الكتابة الجيدة حرفة، تكتسب بالعمل الجاد والمخلص. بهذا المعنى الأدب سلوك قبل كل شيء.


أي التجارب الشعرية التي تتابعها بحرص شديد؟

ج/ هناك الكثير من الشعراء الذين أقرأ لهم، لذلك ليس عندي اسم خاص معين، أو تجربة شعرية بعينها، لكن هناك قصائد مميّزة. فمن المستحيل متابعة كل ما هو مكتوب، لكنني متابع جيد.


لم تكتب؟

- أكتب لأنّ الكتابة هي عملي الوحيد. أكتب لأنني ما زلتُ أحلم، بأن الفن يقرّب المسافات بين الشعوب.
كان بورخيس يجيب من يسأله، لماذا تكتب؟ بقوله: "أكتب لنفسي ولأصدقائي، ولأجعل مجرى الزمن ناعماً".

كلمة تقولها كرسالة لهؤلاء الذين يتحدثون دائماً عن كساد الشعر ؟

ج/ نادراً ما نُصادف من يُدافع عن شاعر، أو من يُدافع عن الشعر عموماً!. ربما "جائزة نوبل" وجدها دأبت على انتشال الشعر ورفعه في لحظاته الأكثر عسراً.
نعم، الشعر الحقيقي قليل، ومع ذلك الشعر ما زال يمتلك رهان البقاء، ولا يمكن أن يخبو نوره مهما روّج البعض للعكس.
صحيح أنّ هناك الكثيرون يتحدثون عن كساد الشعر، ولكن ليس الشعر وحسب في حال كساد، بل  مجمل ألوان الفنون والآداب والثقافة والفكر في حال كساد.
وعلى الرغم من كل التطور الذي مرّت به البشرية، هناك شيء لم يتغير، وهو عواطفنا، ومشاعرنا، وحزننا وفرحنا. لذلك علينا إعادة قيمة الشعر في حياتنا من أجل أن نعطي المعاني لأفعالنا الإنسانية. والكتابة الشعرية  في النهاية تجربة حياة، وتنوع الآراء، هو ظاهرة صحية: اختلفوا تصحّوا.
أما رسالتي لجميع الأطراف، ولجميع الآراء، فأقول: يولد الإنسان وهو شاعر؛ لكن قلة يموتون وهم شعراء؟!