يعنى بالسرد القصصي والروائي
إيمان السما | شاعرة وكاتبة عراقية
أحب دائما أن أحرك خاتمي، وأنا أفكرُ، كيف لي أن أزاحم نفسي، وأنتقي من ألواني لون العشق القديم. من بين أضلع صدري المحشو أسراراً وحكايات. أشعار وقوافي، جسور ومطبات؛ كيف لي أن أخلع نعلي وأضرب به كل أعمدة النور في شارعنا...!
أكره تجمع الحشرات حولها، وطنينها الذي يذكرني بأمسيات المراهقة الجميلة. فوق سطح بيتنا القديم وهواءه الملفوف بأصوات اطفال الجيران، وهم يقيمون مأدبة العشاء متباركين بصورة القمر في السماء،
وأبراج النجيمات الناعمة المنتشرة كلوحة حظ في مقتبل العمر..
مقتبل العمر...!؟
كيف لنا أن نمسكه من حيث لايعلم، نتلبسه مثل جن السحرة الاشقياء. ندغدغه ليتكلم دائما فنبدوا أجمل من دواخلنا..
كم ناديته ليأتي كي أكبر، وأحب من يختارني، وأنجب العصافير والفراشات.. أن أشحذ من أنابيب العشق رشفة عذاب رقيق الهوى،
وأن اركب قطار الضاحية، كي أرى من نوافذه غرف الأبنية التي يسير بمحاذاتها، وأرى ساكنيها وهم قد أفاقوا من النوم. ينتقلون بين الأسرة الغير مرتبة بعد..
حتى اشعر بالنعاس، وأمنع نفسي من القيء...
أفاق خاتمي وسقط متلاشيا، وسط دوامة لم يكن بداخلها سوى قشة، أملها الوحيد؛
أن تتمكن من الحياة...!
