يعنى بالسرد القصصي والروائي
مثال سليمان/ شاعرة سورية
قالوا :" ترقد لعنة الحرية على الإنسان شاء أم أبى"
في المنفى، سيمضي عامك الأول.. لتُحاصر من الجهات الست ويتعذر عليك التنفس..
حتى الحلم ستسلّم بأمره لقطط المدينة اللامبالية..ستمدّ يدك القصيرة إلى ما خلف المدى …هناك حيث جراحهم سقيمة، وهنا ضميرك ينزف بسيوفٍ دامية..بعدما قصموا ظهر طفولتك..
جميلٌ أن تعشق بلادًا غريبة، لا تخشى ذلك..!!!
ستنتمي إلى أزقتها دون شك، ستنسى البلاد التي نُحر منك خيط الأمل دون أن تلتفت للخلف ..
سيُدفنُ قلبك مجدداً كلما فكرت بالرحيل، ستوقظه من سبات الرتابة والروتين، سيجف النهر المتدفق في ثناياه؛ ليغدو حنيناً يثور كلما هزّه خبر نعوةٍ لأسماء تتساقط من جذوع ذاكرتك ..
ستحتفي بالوحدة قريباً جداً وتصبح صديقًا لجدران غرفتك الضيقة، ستحزن كثيراً وتقتصر الأضرار على جهد المقل..
ستحدّث صديقك الأجنبي قصصًا تفوق الخيال ..سيصدقك بحكم الإنسانية ويرصد همومك ويؤطر ابتسامتك …
ستكبر بسرعة وأنت تطلُّ من نافذة العمر على حقوله الغابرة..ستتراكم الذكريات وتفقد الشهية في ذكر اسم الوطن ..كلما تردد على مسمعك"لاجئ، نازح" …
وكلُّ ذلك، ظناً منك أنك هربت من الموت، بينما الأخير يهزمك بنوعٍ آخر.
