"رسائل الغيم" للكاتبة هدى جولاني

وكالة نخيل عراقي/ خاص

ضمن إصدارات دار "العائدون للنشر والتوزيع- عمّان"، صدر مؤخراً كتاب نصوص بعنوان "رسائل الغيم"، للكاتبة الفلسطينيّة هدى جولاني، وهو كتاب يضمّ مجموعة من النصوص والقصص والخاطرات النثريّة القصيرة والمتوسّطة الحجم، وجاءت المجموعة في 80 صفحة من القطع الصغير.
تُهدي جولاني كتابَها إلى "اللواتي أعَرْنني وجعهنّ مدادًا.. الَّذين ألقموني أبجدية الصهيل.. الصدر الدافئ الذي خبّأته متاهة الصقيع.. الوجع الملتهب المتمرّد على خذلان التناسي.. الطفل الذي ما زال يتسلق أغصان الروح ويرفض كلانا أن يكبر.. رؤيا.. حبة العين.. وثورة القلب المباركة... إليكم هذا الرذاذ..". 
من نصوص الكتاب "أخذْتُ أبحث بإصرارٍ وهدوء غريبين؛ وكأني أثق أن في حضنه شئًا من الشفاء والمواساة، كنتُ أكيدةً أني ادّخرته لخربشات الأولاد، فتحتُ باب الدفتر الكرتونيَّ فأطلّت رسوم هندسية تستقبلني بزواياها في المداخل الأولى، انفتح ما تبقى من قلبه على البياض والفراغ، أمسكته بحرص البخلاء وأصحاب الأسرار الخطيرة، وبدأتُ أمارسُ على نفسي ألاعيب البوح القلقة: "كنتُ أطحنُ وقتي وأنثره على رؤوس الصغار وأبيهم والدار النهمة دومًا لعَرَقي، وكنت أحلم، حلمًا طويلًا ومرهقًا دائمًا وجميلًا أحيانًا، ومغريًا أحيانًا باتجاه المستقبل، وكنت مبْتلاةً أو مُنَعَّمةً بالحَمْل الأبدي لأملٍ عاديٍّ عذب التخيل، أتناسخُ فيه مع كل الزوجات والأمهات، والرصاص.. وحده من أيقظني!".
وحمل الغلاف الأخير للكتاب، هذا النصّ المختصر:
 يمضون بلا وداع.. 
لكنهم يلازمون التحرك في مساراتٍ أخرى 
ترسمها أختام الذاكرة وتتمرد على خطوطها ألوان الخيال.. 
يمضون ويصبح لأشيائهم بعدَهم فجأة صوت يستحثّ نزيف الحسرات.. 
يمضون ويتركون الريح تعوي وراءهم في أزقة من خواء.. 
يمضون ويتركونني أتساءل والحزن يتعلق بسواد ثوبي، 
وطعم قهوة العزاء يتخلّل حواسّي: وماذا الآن؟ 
وسيتوفّر الكتاب في جناح "العائدون للنشر" (جناح دار فضاءات D13)، في معرض عمّان الدولي للكتاب ما بين 23 أيلول الجاري و2 تشرين أوّل القادم.