loader
MaskImg

نخلة عراقية

سيرة مبدع عراقي

(خالد الرحال)

breakLine

(1926 – 1986)
نحات ورسام عراقي يُعد من أبرز رواد الحركة الفنية في العراق 
ولد خالد الرحال في بغداد عام 1926 لعائلة فقيرة، ونشأ في شَوارع بغداد وأزِقتها التي أصبحت ذات تأثير مَهم على حياته وفنه ,
كان مُراقِباً شَديدًا للحياة اليومية في العراق، وزائرًا منتظما  للمُتحف العراقي الذي تأسس عام 1939, حيث أبدى اهتمامًا  كبيًرا بمًنحوتات حَضارت بلاد الرافدين , حتى قبل أن يدرسَ الفن أكاديميًا، طور الرحال رؤية فنية ناضِجة، ترتكز على تقاليد فن حضارت وادي الرافدين  .
خلال الحرب العالمية الثانية  ، كان الرحال مُجرد مراهق عِندما بدأت العلامات الأولى لإحياء الفَن في بغَداد لجأت مَجموعة من 
الفنانين البولنديين، مُعظمهم من الحركة الأنطباعيين إلى بَغداد , حيث عَرفوا الفنانين المَحليين بالفن الأوروبي. في حين أن هذا
الأمر قَد خلق حماسًا كبيرًا  للفن التجريدي الحديث ,ترك أيضا العديد من الفنانين  المحليين  , بما في ذلك الرحال  يبحثون عن طريقة لدَمج تقاليدَهُم الفنية القديمة في أسلوب الأعمال التجريدية الحديثة   .     
طوال الأربعينيات من القرن الماضي، احتفظ الرحال باستوديو في الحي التَجاري في بَغداد، حيث صنع وبيع تماثيل نصفية
للعاهل العراقي وأعمال أخرى، وكلها كانت تَحظى بشَعبية كبيرة لدى الجُمهور , وصف الفنان العراقي جبرا إبراهيم جبرا  
زيارته لاستديو الرحال بالعبارات التالية : 
"لن أنسى أبدًا كيف في إحدى الأمسيات في عام 1948 (كان يبلغ من العمر 22 عامًا، وغير مَعروف)، أخذني إلى غُرفة صَغيرة رثة في مَنزل صَغير رثْ في أحد أقدم أحياء بغداد، حيث جَلسنا على عجلة من أمرنا على حَصيرة، ثُمَ أخرجَ، مثل الساحر، كومة 
 من أجمل الرسومات , وكثير منها كانت دراسات لنَحته . كانت في الغالِب رسومات لنِساء: في الحَمامات العامة ,أو الرقص الشرقي  , أو ممارسة الحب , كلها سمينة، مُمتلئة الجَسد، تَهتز بقوة الحياة "
في نِهاية الحرب، كان الرحال في ذلك الوقت في أوائل العشرينات من عمره، جزءًا من مَجموعة صغيرة من الفنانين المحليين الموهوبين الذين حصلوا على منح دراسية لدراسة الفن في معهد الفنون الجميلة في بغداد أو في الخارج إما في  باريس أو روما   
تلقى الرحال أول تَعليم رسمي له في معهد بغداد للفنون الجميلة  تحت إشراف النحات العراقي الكَبير جواد سليم وتخرج بدبلوم في النحت عام  1947  
مثل العَديد من مُعاصريه، بدأ الرحال بالعمل في المتحف العراقي تحت إشراف مدير الآثار ناجي الأصيل في الخمسينيات حيث كان يعمل في صناعة نُسخ طبق الأصل من القطع الفنية العراقية القديمة. خلال هذه الفترة , كلف بإعادة إنتاج تمثال نصفي للملكة السومرية شبعاد . ألبسها المُجوهرات الملكية من أور . عُرض التمثال النصفي للجمهور في المُتحف، حيث أصبح صورة رمزية لماضي العراق السومري. تم بيع النُسخ المُقلدة للتمثال النصفي في المنافذ السياحية وأصبح شكل التمثال أحد أكثر الصور استنساخًا في الفن العراقي , حيث تم استخدامه على البطاقات البريدية والمُلصقات والهدايا التذكارية وفي الفن الشعبي .   
في عام 1953، انضم الرحال إلى جماعة بغداد للفن الحديث التي تاسست عام 1951 على يد صديقه ومعلمه جواد سليم الى جانب الفنان والمفكر شاكر حسن آل سعيد  ,سعت المَجموعة، والتي سيكون لها تأثير بعيد المدى على الفن العراقي إلى سد الفجوة بين الحداثة والتقاليد، من خلال تطوير جمالية فنية عراقية مُميزة تَستخدم التقنيات الحَديثة، وفي نفس الوقت تُشير إلى تُراثها وتقاليدها القديمة . آل سعيد قائد المجموعة  روّج لفكرة "التماس الإلهام من التقاليد" كان الرحال من أشد المعجبين بجواد سليم وملتزما بمثله .
في وَقت قَريب من عَودته إلى بَغداد، قُتل العاهل الحاكم وألغيت الملكية وتأسست الجمهورية , بينما فر العَديد من الفَنانين من العِراق في ذلك الوقت، قرر الرحال البقاء في بغداد , في عهد صدام حسين , اخنار حزب البعث مجموعة بغداد للفن الحديث للقيام بأعمال تَعمير العاصِمة بَغداد بالنُصب والتماثيل , كَون أهدافَها تَتَماشى مع رؤيتهُم لهَوية القومية العربية . عُرض على الفنانين الذين كانوا أعضاء في مَجموعات بغَداد الفَنية مناصب في وزارة الثقافة . استفاد النَحاتون والمِعماريون والمُهندسون على وجه الخُصوص من البرنامج  لتَجميل مَدينة بَغداد حيث تم التكليف بالعَديد من الأعمال الفنية . 
أزدهَر الرحال خِلال هَذه الفَترة، وأدرج أكثر من أي فنان آخر الزَخارف العِراقية القَديمة في أعَماله الفنية. طوال سَبعينيات القِرن الماضي , ، صَمَمَ العَديد من المَعالم الأثرية لإحياء ذكرى الشَخصيات العِراقية التاريخية بما في ذلك: بانِي بَغداد، الخَليفة العباسي أبو جعفر المنصور ,وعبد الكريم قاسم , ونفذ أيضًا مَنحوتات لأشخاص عاديين مثل الشقاوية (لَقب للفَتاة العَربية مِن جَنوب العِراق)  وتِمثال الامومة في حديقة الأمة في عام 1973 , تم تكليفه بتَصميم نافورة من البرونز تروي مُعظم تاريخ العِراق عُرفت بنَصب المَسيرة .
اكمل بناء النصب التذكاري للجندي المجهول في عام 1982، وكان قوس النصر آخر عمل للرحال وتوفي قبل اكتماله وترك صديقه ومساعده محمد غني حكمت لأنهاء العمل .
توفي خالِد الرَحال في بَغداد عام 1987 ودُفِنَ بِجانِب نصب الجندي المجهول . وصِف الرحال بأنه "النَحات العِراقي الأكثر مَوهِبة" , ووصف خِالد القشتيان من المركز الثقافي العراقي بلندن الرحال ومُعلمه جواد سليم  بأنهما "رَكيزتي الفَن العِراقي الحَديث "

أهم الأعمال للنحات خالد الرحال 
صمم نصب الجندي المجهول، وقوس النصر في بغداد
نفذ نصب المسيرة ببغداد
نفذ تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر عبد الله المنصور (712-775) ثاني خلفاء بني العباس في بغداد. والتمثال عبارة عن رأس الخليفة العباسي من البرونز مرتديا عمامة، وارتفاعه نحو مترين. وتم نصب التمثال اواخر سبعينات القرن الماضي في منطقة المنصور ببغداد
نفذ تمثال الأم حديقة الامة بغداد
ساهم في الاشراف والتنفيذ على بانوراما القادسية في المدائن
نفذ العديد من التماثيل داخل العاصمة
قام ايضا بعمل تمثال نصفي من الجبس للحاج مهدي الصفار صاحب حمام مهدي الشهير في بغداد، وقد صنعه سنة 1946 حين بدأ يتردد على الحمام كزبون اعجبته الخدمة في الحمام، ومالكه الحاج صاحب التمثال الذي ينتصب في مدخل الحمام إلى هذا اليوم