صباحٌ صيفيّ

تشارلز سيميك

ترجمة المترجم العراقي حيدر الكعبي

وكالة نخيل عراقي || خاصّ

في الصباح
أحب أن أبقى في فراشي
والغطاء مُزاح، وأنا عارٍ
وعيناي مغلقتان، وأنا أُصغي.

في الخارج يفتح الأطفال
كتابَ القراءة
في المدرسة الصغيرة
في حقل الذرة.

ثمة رائحة قشِّ رطب
وخيولٍ، وكسلٍ
وسماءٍ صيفيةٍ، وحياةٍ أبدية.

أنا أعرف كل الأماكن المعتمة
التي لم تصل إليها الشمس بعد
حيث يكفُّ الجُدجُد عن الصرير
حيث يصدُرُ من بيوت النمل صوتٌ يشبه المطر
وحيث العناكب الهاجعة تنسج أثوابَ عُرسها.

أتجاوز البيوت القروية
ثمة أفواهٌ صغيرة تنفتح الآن لترضع
وقرب مخازن الغلال، رجلٌ عارٍ حتى الوسط
يغسل وجهه وكتفيه بخرطوم مياه
والصحونُ تبدأ القعقعة داخل المطبخ.

الشجرةُ الطيبة
التي يشبه صوتُها جدولاً جبلياً
تميّزُ خطواتي
فتسكتُ أيضاً.

أقفُ وأُصغي
ثمة بالقرب مني
حصاة تطقطق أصابَعها
أخرى تتقلب في نومها.

أسمع فراشةً تتكون
داخلَ يراعة
أسمع الغبار يتحدث
عن عاصفةِ البارحة.

وأمامي هناك
شخص أكثرُ صمتاً 
يجتاز العشب
دون أن يَحْنِيَه.

وفجأةً
في منتصف ذلك الهدوء
تبدو الحياةُ ممكنة
على هذه الأرض.

بطاقة

تشارلز سيميك ‏شاعر ومترجم وكاتب مقالات أميركي من أصل صربي ،  ولد في مدينة بلغراد بيوغوسلافيا السابقة ،

نشر أولى قصائده عام 1959.. لم يتمتع بنشوة النشر الأولى إذ وجد نفسه فجأة مدعوا للخدمة العسكرية في الجيش الأ مريكي.. هناك حيث تعرضت تجربته الشعرية إلى تحولات شتى وضغوط نفسية شديدة.

بلغت كتبه أكثر من عشرين مجموعة شعرية وكتب أخرى تضم مقالاته، وبحوثه.

ومن كتبه المنشورة: «محيطي الكتوم» 2005، و (قصائد مختارة 1963- 2003) وقد حصلت هذه المجموعة على جائزة جريفين الدولية للشعر عام 2004، وسرعان ما جذب المزيد من الاهتمام النقدي وخصوصا عند نشره قصائد له بالإنكليزية وترجمات شعرية لشعراء يوغسلاف..

ونال شعره جوائز عديدة أخرى، منها: جائزة البوليتزر لعام 1990 عن ديوانه «العالم لا ينتهي: قصائد نثر» وجائزة " والاس ستيفنز" عام 2007.

وانتخب لمنصب ملك شعراء الولايات المتحدة عام 2007. كما فاز بجائزة الأركانة العالمية للشعر عام 2019.