يعنى بالنصوص الشعرية والادبية
يعقوب عبد العزيز | شاعر سوداني
حين أمشي على الرّصيف بخفّةِ سارق، كأنني سأجرحه
يعرفونني من الارتجاف الخفي والمفاصل الباردة..
يعرفونني في المدينة
بيديّ المتجمّدتين
والجائعتين أبداً للتشابُك..
بسترةِ البرد التي أرتديها
دائمًا حتى تحت حرارة الشَمس
وكأن الصقيع في الدّاخل
لم يهدأ..
يعرفونني في المدينة
حين أدخّن السجائر حتى نهايتها
وأسحقها بغضب
لتتفحّم أسفل قدمي..
يعرفونني بهلعي وترقّبي
الشديد لصفّارات الإنذار
ومكبّرات الصّوت
بإلصاقي الدائم لوجهي عند زجاج نوافذ المواصلات العامّة
ووسائل النّقل..
يعرفونني بزقزقة العصافير السجينة داخلي
كلما مشيتُ في مساحات شاسعة
في اتّساع عينيّ..
في ذهولي أمام العشّاق
والقُبل التي تطير في الهواء
دون أن تصطادها الشّرائع..
يعرفونني في المدينة
بالصّنف الوحيد الذي أشتريه
من متاجر البقالة
من التنازل عن حقّي في الصفوف
والكراسي
من طلبي الزّائد للسكّر
من صاحب المقهى..
يعرفونني من التردد
والشرود
من اغروراق العينين
من جيبي الممزق
من يدايّ الّتي تنخر وركي
داخل بنطالي..
يعرفونني في المدينه
من رباط حذائي المتين
من نظراتي المضطربة
التي لا تفهم شيئا..
يعرفونني من علامات جسدي
ومن كلّ شيء...
حتي المرأة ''التي تضع وشم الصليب على معصمها''
عندما قرأت ذلك في عينيّ
عند محطّة الميترو
صاحت فيهم دعوه لقد خذلته بلاده...
ينفجر الجّميع بالضّحك
وأنفجر أنا بالحنين..
الحنين الذي يعرفونني به..
...........................
الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-
او تحميل تطبيق نخيل
للأندرويد على الرابط التالي
لاجهزة الايفون
او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي