loader
MaskImg

المقالات

مقالات ادبية واجتماعية وفنية

سيزيف المعاصر

breakLine

 

                                
محمد يونس محمد || كاتب عراقي



لا اعرف كيف افسر الموقف والذي كان فيه شارلي شابلن هو كحصان عربة يقودها ويصعد طريقا مرتفعا يتجه الى اعلى, ولا دري هل بلاغة الفن قادتنا الى سيزيف معاصر يمتلك مقدرة احتجاج غير مباشرة، واتخذ من السينما شعارا لها، ومؤكد شارلي شابلن يجيد ترجمة المأساة الانسانية بصورة فنية عميقة رغم السمات الجدلية للكوميديا المباشرة, وإن هناك مضامين اعمق معنى للمأساة الإنسانية يقودنا اليها شابلن في ذلك الفيلم القصير، ورغم سرعة ايقاع الكوميديا المتعجلة مظهريا، فان هناك سوداوية في وضع شابلن المرير اذ كان البشر هو الحصان يقود العربة، والذي ذكرني بفيلم  - رجل يدعى الحصان – الذي تلاه بعد عقود عدة، وذلك العمل الشاق الذي يرسم لنا صورة مريرة معنويا عن مأساة سيزيف في عصر مبكر من السينما، لكن البرجوازية لم تنظر بصيرتها الى المعنى الإنساني المرير في فلم شابلن، بل انشغل بصرها بالمضمون السياسي الذي تروج له وترعاه، دون ادنى اهتمام أن يستعيد سيزيف صورته الاسطورية في واقع بشري حقيقي .
لقد وضع شارلي شابلن في هذا الفيلم المعنى الاخلاقي في مأزق, الذي كان فيه دوره كحصان بشري يقاد بالسياط اذا تباطأ او توانى، وتلك القيمة الإنسانية اذا حصرت بين قوسي الاذلال او الاستعباد فستنتفي ويكون الإنسان ذلك الحيوان البشري الناطق، والذي اشره ارسطو قبل اكثر من الفي سنة بهذه الصورة التي قدمها شابلن في الرمز الذي رسم لنا صورة معبرة عن سيزيف معاصر، ولا ادري اكان يقصد لنا طريقة الموت المهين التي مر بها الفنان مودلياني الذي رفض أن استبدال مبدأه الفني الجمالي بالرتابة الفنية، ويكون المبدأ سلعة للإرادة السياسية، وكأن شارلي يدرك أن قدر الحضارة هو ليس الا ذلك الوهم الذي نلهث خلفه، الذي اشار له فرويد في احد كتبه.
اذا كانت الحضارة اتاحت للسياسة صياغة المدنية وفق غاياتها، فهذا يعني ان الحضارة لا تهتم اذا وضع نيشان انتصار في الحرب على صدرها، وحصدت الحروب الملايين, وكان قدر بطل رواية – كل شيء هادىء على الجبهة الغربية – أن يقتل برصاصة وهو يرسم منظرا اشعل حواسه، وقد قام واقفا دون اهتمام لقدره البشري، وهناك فيلم للمخرج البولندي المخرج البولندي ماريك سكروبيسكي - مدينة بلا رؤوس - مضمونه يوازي مضمون فيلم شارلي شابلن وموقف بطل رواية – كل شيء هادى على الجبهة الغربية – وايضا بطلا رواية 1984، حيث فيلم – مدينة بلا رؤوس – ليس كما ظن البعض أنه يطرح احد الابعاد الفلسفية, فالفلسفة اساسا فيها الرأس هو مركز العقل، والفيلم يريد أن يفصح لنا بأن عالم العقل مات ولم يعد له هناك اي رد فعل معارض لما الت اليه الحياة من فقدان الامل وموت المستقبل واندحار الحياة الجميلة، واندحار جمال المعنى امام نفس السياقات العامة الايدلوجي الصفة والنشاط.

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي