loader
MaskImg

الاخبار

اخبار ثقافية واجتماعية وفنية

حاتم الصكَر : في القصيدة الواحدة الراحل حسب جعفر كنتُ أنتقل بحرّية بين بغداد وسومر، وموسكو والعمارة

breakLine
2022-04-13

 

 

 

وكالة نخيل عراقيّ || تحقيق

 


كتب الناقد العراقيّ حاتم الصكَر بفترة سابقة دراسة مطولة عن حسب الشيخ جعفر ، نشرت في موقع نخيل عراقي ، قال فيها في حوار مع الشاعر حسب الشيخ جعفر يقول “في القصيدة الواحدة كنتُ أنتقل بحرّية بين بغداد وسومر، وموسكو والعمارة، بين الأزمنة الغابرة والوقت الراهن، مرورا بالأزمنة العديدة الأخرى” ، 
إن وجود حسب داخل تجربة ما عُرف اصطلاحاً بالشعر الحر بطريقة الرواد، تتأكد من تعالق أبرز المؤثرات في نصه: ذاكرةً ومخيّلة تعملان بتدافع وتقابل وتوال أحياناً.

وهذا يفسر في شعر حسب ظواهر رُصدت نقدياً، منها:  تمازج الثقافات دون عقدة أو شعور بالنقص أو الخوف من المثاقفة مع الآخر، من خلال التعرف على أدبه وثقافته وحضارته، والنهل منها لتعميق التجربة الشعرية، ونقلها إلى العربية لتعميق مجرى الشعرية العربية وضخها بروافد جديدة ،

وأضاف الصكَر : وترسخت تجربة حسب في “زيارة السيدة السومرية” في الاتجاه إلى التدوير الذي عُرف به في تجارب شعرية متعددة، اعتقاداً منه بأن ذلك البناء  يوائم ما تتضمنه قصيدته من سفر وعودة للأزمنة والأمكنة، ومحاولة القبض عليها لغوياً وصورياً ثم مزجها في النص. لوحة: عبدالباسط الخاتم فالتدوير الشعري قائم كلعبة فنية كما سماه حسب في مقابلته المذكورة آنفاً لأن “القبض على الزمان والمكان هو لعبة التدوير الشعري، القبض عليهما وتهشيمهما، أو المزج بينهما، أي أنك في الوقت نفسه، وفي البؤرة الشعرية نفسها، يمكنك أن تكون في العديد من الأزمنة والأمكنة المختلفة ،

مبيناً الصكَر : نقدياً تم استقبال تجربة التدوير بحذر، ولم تستوعب أغلب ما اطلعنا عليه من مقاربات تلك التجارب، وما كان حسب يفعله بأزمنة  القصائد وإسقاطها على الأمكنة والشخوص. وانتبهتْ أغلب القراءات  إلى  التمدد السطري في مدورات حسب، واستمرارية الجملة الشعرية، ولكن دون تأويل مغزى الدوران الفني  والفكري، وما يتطلبه جمالياً في القراءة.

وتناولت الناقدة العراقيّة د، ناديه هناوي تجربة الشاعر الراحل حسب الشيخ جعفر في دراسة نشرت بصحيفة المدى ،  حسب الشيخ جعفر ، شاعر ألمعي وذكي لا لأنه امتلك أكثر من لغة أو لأنه مثقف بموروث شعري قديم ومتشرب لشعر عالمي قلما غاص في خفاياه الشعراء حسب، وإنما أيضا أن تجربته الشعرية استوعبت ميكانيزما التدوير في الشعر واستوعبت فاعليته. هذا الاستيعاب الذي تأصل في دواوينه الأربعة وتعمق، فكانت تجربته بحق مدرسة شعرية لها توجهها الخاص ومساراتها المتفردة عن سائر مدارس الشعر التي جايلتها أو سبقتها.


وفي هذا الصدّد اضافت هناوي :  للشاعر حسب الشيخ جعفر منزلة لا مجادلة فيها ولا مزايدة عليها، فلقد نال ما يستحقه لا بسبب النقد الذي كشف عن تميزه ولكن بالتجريب في الشعر الذي مارسه حتى استطاع أن يحقق بعضاً مما أراده وربما كله ، ولا مجال للوقوف على ماهية تجربة الشاعر حسب الشيخ جعفر الواعية والأصيلة إلا بنقد يكافئها في الوعي والأصالة ليكون عيّنة إجرائية مقبولة، فيها من التحصيلات ما يجعلها جديرة بأن تكون منطلقاً يهدي القراء إلى مظاهر القصيدة الحسبية، وأعني بالعيّنة الشاعر والناقد الدكتور خالد علي مصطفى الذي كان شاهد عيان على موجات التحديث التي طرأت على القصيدة العربية إبّان القرن الماضي، بل كان هو نفسه واحداً من أربعة شعراء هم فاضل العزاوي وسامي مهدي وفوزي كريم قد ابتدعوا لأول مرة كتابة بيان شعري عام 1969 وفيه وضعوا تصورهم النقدي للقصيدة التي يكتبونها متفقين على أسس وقواعد راهنوا عليها، محاكين بذلك البيانات التأسيسية للحركات والمذاهب الغربية كحركة السرياليين والفيمنستيين والموندريزميين.

وأشار الكاتب والمترجم حسن ناظم في مقال عن تجربة حسب الشيخ جعفر منشورة في "مجلة اللحظة الشعرية "عام ٢٠٠٩ . ، تحتفظ أشعار حسب الشيخ جعفر بموقف لا مراء فيه من الحاجة الماسّة إلى تجربة الحياة في الشعر، لكن عناصر هذه التجربة وهي تتحول إلى شعر يكتبه الشاعر حسب، تتّحد آناً وتفترق آناً بحيث تخلّف وراءها شعوراً غائماً، وغريباً، ومحبّباً، يدعو إلى الاستزادة التي لا تُشبِعُ أبداً، فشعر حسب لا يبلّغك ’النهايات‘ بالمطلق، لأنه ’يَشْرَعُ‘، وشروعُه دائم، ليبقى مراوحاً عند تخوم ’البدايات‘.

أما القارئ فيواصل اللهث مستزيداً، محاولاً بلوغ الأَرَب حيث لا أَرَبَ يمكن بلوغُه، ولا غليل يمكن إرواؤه. فشعر حسب، دلالةً وإيقاعاً، لا يبلّغ النهايات، ولا إيقاعه يُوقفك على مرتكز، إنه التدوير، التساوق دلالي، الذي يبدأ ولا ينتهي، ومعه تشرع نوازع اللاوعي بارتياد الأفق ولا تبلغ منتهاه. والشاعر حسب الشيخ جعفر، مكتشف هذا التساوق الدلالي بامتياز، مهما قيل عن إرهاصات سابقة لدى هذا الشاعر أو ذاك (يوسف الخال في البئر المهجورة مثلاً)، لم يصل إلى اكتشافه هذا عبر تعمّقه في معرفة إيقاع الشعر وتلهّفه إلى خلق إيقاعه الخاص، هكذا يبدو الأمر لي، بل هذا الإيقاع التدويري جاء استجابةً لتلك النوازع اللاواعية في ذاته في واحد من أبعاده، ذاك التلهّف إلى العودة إلى زمن الأحلام، هي التي حدت به إلى خلق وعاء زمني قادر على استيعابها والتعبير عنها. وقد حدث أن كان هذا الوعاء الزمني مدوّراً، زمن راكض حتى انقطاع النَّفَس.


وتجدر الإشارة في الخاتم كان الشاعر والناقد علي الفواز قد كتب مؤخراً بموقع القدس العربي بعد صدور الإعمال الشعرية الكاملة ، حسب الشيخ جعفر الشاعر المهاجر إلى المدينة وإلى الأيديولوجيا في آن معا، وجد في القصيدة مركبه، ولعبته ورهانه على التجاوز، وعلى ممارسة التحول الرمزي في الوعي، وفي استكناه ما تحمله اللغة الشعرية من أسئلة غائرة، ومن استعارات أخذت به إلى التمرد على الوجود، وعلى إيقاظ الذاكرة، حيث افتضاح المكبوت، وحيث لذائذ الرؤيا، وحيث الأمكنة المتحولة التي تنزع عنها الوحشة والغبار، إذ تدعوه القصيدة إلى صحو فائق، وإلى كتابة تتداخل فيها الطبيعة مع الجسد، مثلما ينكشف فيها الزمن على سيولة ينزلق معها الشاعر إلى غواية الحرية، وإلى قلق المنفى، يستدعي أصواته الخبيئة، وأسلافه من المدن القديمة والأساطير والحكايات، ليكتب لقارئيه تغريبة شعرية، تساكنها الهجرات والفتوحات الحسية والأسئلة الفلسفية.

 

 

 

...........................

الاخبار الثقافية والاجتماعية والفنية والقصائد والصور والفيديوهات وغير ذلك من فنون يرجى زيارة موقع نخيل عراقي عبر الرابط التالي :-

www.iraqpalm.com

او تحميل تطبيق نخيل

للأندرويد على الرابط التالي 

حمل التطبيق من هنا

لاجهزة الايفون

حمل التطبيق من هنا

او تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي 

فيس بوك نخيل عراقي

انستغرام نخيل عراقي